47 عاما.. مرت على تأسيس "إمارة قطر"، في 3 نوفمبر 1971، شهدت خلالها الأسرة الحاكمة العديد من التغيرات المختلفة، ولكن في الأعوام الأخيرة، أصبحت "الدوحة" محط أنظار، لما أثاره الأمير الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، من جدل ضخم بميوله المختلفة بشكل كبير عن الحكام السابقين له، وهو ما ظهر جليا بالكلمة الأخيرة المنسوبة إليه، أمس، والتي سرعان ما سبحتها وكالة الأنباء القطرية من موقعها الإلكتروني. أثارت الكلمة المنسوبة للأمير القطري غضبا ضخما لما أثاره من تحامل على الدول العربية، والدفاع عن أمريكا وإيران وحزب الله وتأكيد التواصل مع إسرائيل، وهو ما لم يقتصر على الدول الشقيقة فقط وإنما امتد إلى الأسرة الحاكمة أيضا بتنظمياتها الداخلية المتعددة التي تسعى طوال الوقت إلى الحفاظ على الأسرة والدولة، والتي اعتبرت "الخطاب هو المسمار الأخير في نعش حكم تميم"، بحسب الدكتور حسن أبو طالب، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية الإستراتيجية، مضيفا أنه من الممكن أن يؤدي إلى سرعة تغيير سياساته بالحكم أو "عزله" خلال الفترة المقبلة. وقال أبو طالب، في تصريح ل"الوطن"، إن تصريحات "تميم" تعكس الضغوط التي تواجهها قطر مؤخرا، بسبب مواقفها المعادية، من الأسرة الحاكمة، وهو ما ينبأ بسرعة تحركها لحسم ذلك الأمر من خلال إعادة تصميم السياسة القطرية لمراعاة دول الجوار والقوى الدولية، وعلى رأسهم الخليج والسعودية، مشيرا أيضا إلى احتمالية عزله بطريقة غير مباشرة على أن يتولى أحد إخوته غير الأشقاء أو أبناء عمومته الحكم. وتابع أن عدد من التقارير الإعلامية الأمريكية مؤخرا تشير إلى عدم الرضاء عن سياسات تميم في الأونة المؤخرة، حيث طالب بعضها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بمعاقبة قطر بسبب دورها الداعم للإرهاب وتمويله. وذلك ما أيده الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، بقوله إن الاستقرار داخل قطر غير آمن على الإطلاق، عكس الظاهر، ويحتاج لسرعة مراجعة وتقييم، حيث تعصف بها مشكلات متعلقة بصناعة القرار نتيجة عدم توزيع مراكز القوى، وعدم تعيين ولي للعهد بها حيث اكتفى "تميم" بتعيين أخيه غير الشقيق الأمير عبدالله نائبا له فقط، حيث لم يتجاوز طفله الأمير "حمد" الثامنة من عمره، بينما مازال والده يمارس عمله بجانب "تميم"، حتى الآن. وأضاف فهمي أنه يوجد داخل قطر تيارات معارضة، أولهم الأسرة الحاكمة الذين يتزعمهم عمه الأمير عبدالعزيز، وأخويه غير الأشقاء الأمير جاسم والأمير عبدالله آل حمد، بالإضافة إلى معارضة الدول الخليجية، لافتا إلى وجود قوى معارضة أخرى كالحركة الثورية وشباب قطر، التي تمارس دورها في مواجهة تميم وضد التدخل الأمريكي بالبلاد أيضا. ولذلك يرجح فهمي احتمالية قيام حركة للانقلاب على حكم تميم كما حدث في نوفمبر 2014، التي تمكن فيها من القبض على القائمين عليها نتيجة الدعم الأمريكي له، قائلا إنه لا يوجد حتى الآن دليل فعلي قاطع بالاستيلاء على الحكم.