أثارت التصريحات المنسوبة إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، التى هاجم فيها دول السعودية والإمارات ومصر والبحرين، جدلاً واسعاً حول وجود خلافات بين قطر والدول الخليجية. وقالت وزارة الخارجية القطرية، فى بيان أمس، إن موقع وكالة الأنباء القطرية الرسمية «قنا» تم اختراقه ونشر التصريحات المزعومة المنسوبة إلى الأمير القطرى، مشيرة إلى أنها «ستتخذ كل التدابير والإجراءات القانونية لملاحقة ومقاضاة مرتكبى القرصنة لموقع وكالة الأنباء، وسنُعلن نتائج التحقيق». من جانبها، قالت قناة «الجزيرة»، عبر موقعها الرسمى، إن هيئة تنظيم الاتصالات فى دولة الإمارات العربية المتحدة، حظرت الدخول إلى الموقع الإلكترونى لقناة «الجزيرة». وأشارت الهيئة إلى أن التنويه الذى سيظهر للمستخدمين من داخل الإمارات هو أن محتوى موقع «الجزيرة» تم تصنيفه ضمن المحتويات المحظورة، التى لا تتطابق مع معايير هيئة تنظيم الاتصالات الإماراتية. كما قالت قنوات وصحف سعودية، أمس، وكذلك فإن الهيئات المختصة قرّرت حجب موقع «الجزيرة» ومواقع الصحف القطرية داخل «المملكة»، بسبب تصريحات أمير قطر، حسب ما نشره موقع «العربية» وصحيفتا «الوطن» و«سبق» السعوديتان. وقال موقع صحيفة «سبق» السعودية إن «الجهات المختصة فى السعودية بدأت بحجب كل الصحف القطرية وموقع قناة «الجزيرة»، إذ «سيتم الحجب الكلى على جميع المستخدمين خلال الساعات المقبلة». وأضافت الصحيفة أن «قائمة الحجب تشمل: الجزيرة نت، والجزيرة الوثائقية، والإنجليزية، ووكالة الأنباء القطرية، وصحف الوطن، والراية، والعرب، والشرق». وكانت وكالة الأنباء القطرية«قنا» قد نقلت، مساء أمس الأول، تصريحات على لسان أمير قطر تميم بن حمد آل ثانى، يؤكد فيها أن إيران تمثل ثقلاً إقليمياً لا يمكن تجاهله، ويتحدّث فيها عن مؤامرة خليجية ضد قطر، وطالب مصر والإمارات والبحرين بمراجعة موقفها المناهض لقطر، وأن القاعدة الأمريكية فى بلاده لمواجهة أطماع بعض الدول المجاورة. وتلتها تصريحات أخرى نُسبت إلى وزير خارجية قطر، تزعم سحب «الدوحة» سفراءها من 5 دول، هى: مصر والإمارات والسعودية والكويت والبحرين، لكن تم نفى تصريحات أمير قطر ووزير الخارجية، والإعلان عن اختراق وكالة الأنباء القطرية من قِبل جهة غير معلومة، لكن هذا لم يُوقف هجوم بعض وسائل الإعلام الخليجية على تلك التصريحات. وقال وزير الخارجية القطرى محمد بن عبدالرحمن آل ثانى، إنه لم يُصرّح بسحب سفراء قطر من السعودية ومصر والكويت والبحرين والإمارات، وإن كلامه أُخرج عن سياقه. وصرح الشيخ سيف بن أحمد آل ثانى مدير مكتب الاتصال الحكومى، بأن موقع وكالة الأنباء القطرية قد تم اختراقه، من قِبل جهة غير معروفة، وتم نسب تصريح مغلوط إلى الأمير تميم بن حمد آل ثانى، بعد حضوره تخريج الدفعة الثامنة للخدمة الوطنية، وأفاد «سيف» بأن ما تم نشره ليس له أى أساس من الصحة، وأن الجهات المختصة بدولة قطر ستُباشر التحقيق فى هذا الأمر، لبيان ومحاسبة كل من قام بهذا الفعل المشين. ونقلت قناة «الجزيرة» عن مدير وكالة الأنباء القطرية تأكيده أن «الأمير تميم لم يُلقِ كلمة اليوم ونستغرب استمرار وسائل إعلام بعينها بتناقل التصريحات، رغم البيان الواضح بأنها مفبركة». وكانت التصريحات التى نشرتها وكالة الأنباء القطرية، مساء أمس الأول، محل إثارة للجدل، حيث قال «تميم» إن «ترامب» يواجه مشكلات قانونية فى بلاده، كاشفاً عن توتر فى العلاقة مع إدارة ترامب، وتابع أن «ما تتعرض له قطر من حملة ظالمة، تزامنت مع زيارة الرئيس الأمريكى إلى المنطقة، وتستهدف ربطها بالإرهاب، وتشويه جهودها فى تحقيق الاستقرار، معروفة الأسباب والدوافع». وأضاف «سنلاحق القائمين عليها من دول ومنظمات». وتابع «تميم» فى حفل تخريج الدفعة الثامنة من مجندى الخدمة الوطنية فى ميدان «معسكر الشمال»: «إننا نستنكر اتهامنا بدعم الإرهاب، رغم جهودنا المتواصلة مع أشقائنا، ومشاركتنا فى التحالف الدولى ضد داعش»، مضيفاً أن «الخطر الحقيقى هو سلوك بعض الحكومات التى سبّبت الإرهاب بتبنيها نسخة متطرّفة من الإسلام لا تمثل حقيقته السمحة، ولم تستطع مواجهته سوى بإصدار تصنيفات تُجرّم كل نشاط عادل». وأضاف «لا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب، لأنه صنّف الإخوان جماعة إرهابية، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله»، مطالباً مصر والإمارات والبحرين ب«مراجعة موقفها المناهض لقطر»، ووقف «سيل الحملات والاتهامات المتكرّرة التى لا تخدم العلاقات والمصالح المشتركة». وفى الوقت ذاته، نشر نائب القائد العام السابق لشرطة دبى ضاحى خلفان، أمس، سلسلة تغريدات على حسابه الشخصى فى موقع «تويتر»، هاجم خلالها دولة قطر. وقال «خلفان» إن قمة الرياض وحّدت المواقف على الصعيدين العربى والإسلامى، لكن قطر تخرج الآن لتشق الصف، وجاء فى التغريدة «خرجنا من قمة القمم فى الرياض، نحمد الله على توحيد المواقف عربياً وإسلامياً وعالمياً، ونجحت قمم الرياض الثلاث.. فتخرج علينا قطر اليوم بشق الصف». وفى تغريدة أخرى، قال «خلفان»: «تفضيل قطر تنظيم الإخوان وإيران على السعودية والإمارات والكويت والبحرين كارثة سياسية»، مضيفاً «السعودية والإمارات والكويت والبحرين، على خطأ.. وقطر صح.. بدلاً من أن تقولوا إن على تلك الدول مراجعة سياستها أنتم أيها الإخوان راجعوا سياستكم»، فيما شنّت شبكتا «العربية» و«سكاى نيوز» هجوماً حاداً على قطر، ووجهتا اتهامات إلى «الدوحة» بدعم الإرهاب.