أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن مصر لا تتآمر ضد السودان أو أي دولة أخرى، جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي مع المستشار النمساوي، كريستيان كيرن، بقصر الاتحادية، اليوم. وأدان الرئيس السيسي، الحادث الإرهابي في بريطانيا والذى أسفر عن مقتل 22 مواطنا، قائلا: "أي عمل إرهابي في أي دولة نحن ندينه وده امر ضد الإنسانية وضد كل تعاليم الأديان". وتابع: "إن العلاقات مع النمسا تتسم بالتعاون والاحترام المتبادل مما أتاح للبلدين العمل معا والتنسيق المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية". وأكد الرئيس، أن تلاقي المصالح والرؤى المشتركة للبلدين إزاء القضايا، التي فرضت نفسها على المجتمع الدولي يساهم بشكل كبير في تميز العلاقات بين البلدين على المستوى الثنائي أو التنسيق في المحافل الدولية من أجل تعزيز السلم والأمن الدوليين. وقال السيسي، إن مصر والنمسا ارتبطا على مدار عقود بعلاقات متميزة، أتاحت للبلدين التعاون معا، مشيرا إلى أنهما عقدا جلسة مباحثات مثمرة وبناءة، واتفقا على أهمية الارتقاء بحجم التعاون بين مصر والنمسا، وعقد اجتماع اللجنة المشتركة، وزيادة حجم الاستثمارات النمساوية في مصر. وأوضح الرئيس أنه استعرض مع مستشار النمسا، الخطة الطموحة التي تعمل عليها مصر في سبيل الإصلاح الاقتصادي، كما تطرقت مباحثاتهما إلى عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، قائلا: "اتفقنا على أهمية الارتقاء بحجم التعاون بين مصر والنمسا، وتطوير الشراكة على الصعيد الاقتصادي والاستثماري فضلا عن زيادة التبادل التجاري بين البلدين وعقد الاجتماع القادم للجنة المشتركة. وأضاف: "لمست اهتماما من مستشار النمسا من الفرص التي يتيحها الاقتصاد المصري لزيادة حجم الاستثمارات النمساوية في مصر ونقل الخبرة النمساوية إليها، سواء فيما يتعلق بالمشروعات القومية الجاري تنفيذها، أو بدعم المشروعات المتوسطة والصغيرة التي تعد النمسا من الدول صاحبة التجارب الرائدة في تعزيز دورها ودعامة رئيسية للنمو الاقتصادي". وأشار إلى أن اللقاء تطرق إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وسبل التعاون لمواجهة التحديات الراهنة على الساحتين الدولية والإقليمية، حيث تم الاتفاق على تعزيز وتكثيف التشاور الثنائي وتنسيق الجهود بين البلدين في المحافل الدولية ولا سيما من أجل دعم الجهود الدولية الرامية لوقف نزيف الدم في سوريا، وإعادة الاستقرار في ليبيا، والتعامل الفعال مع قضية تدفق اللاجئين والهجرة غير الشرعية. وتابع الرئيس: "استعرضنا سبل التصدي لقوى الإرهاب والتطرف والتي باتت تمثل تهديدا مشتركا لأمن واستقرار المجتمع الدولي ككل، وأكدت لمستشار النمسا عزم مصر والتزامها بالوقوف لمواجهة هذا الخطر المشترك الذي لا يعرف وطنا أو دينا". وعلق الرئيس على تصريحات الرئيس السوداني عمر البشير بخصوص ضبط مدرعات مصرية في دارفور تهاجم الحكومة السودانية، قائلا: "إن مصر ثابتة على مواقفها ولا تتدخل ولا تتآمر تجاه بلدان العالم"، مشددا على أن مصر تتعاون فقط من أجل البناء فقط، ولا تقوم بهذه الإجراءات الخسيسة في التآمر ضد أي حد خاصة جيراننا في السودان. وأضاف: "أن مصر تحترم نفسها وتعمل بوجه واحد فقط وتعمل بسياسة واضحة ولن تكون ضد أي دولة وتحديداً السودان"، مشيرا إلى أن مصر تدير سياسة شريفة في زمن عز فيه الشرف، مؤكدا أن مصر دولة رشيدة تحترم التزاماتها ولها وجه واحد. وتابع: "لو فيه مشكلة بينا هنحلها بالحوار، لكن نعمل مؤامرة ونخلى حد يهاجم دولة، الكلام ده لا نعمل وطول ما انا في منصبي ده عمر مصر ما تعمله.. المؤامرات مصر مش بتعملها". وأضاف: "احنا واقفين على أرض صلبة، ونقدر نواجه الدنيا كلها بصلابة ووحدة المصريين". من جانبه، قال كريستيان كيرن، مستشار النمسا، إن زيارته لمصر مهمة للغاية لأنها ضمن سلسلة من الفعاليات التي تستند إلى علاقات راسخة بين مصر والنمسا، مؤكدا اهتمامهم بشكل بالغ الأهمية استقرار المنطقة خاصة أن مصر هي القوة الرائدة في هذه المنطقة. وأضاف: "أنهم يهتمون بالاستقرار وتحسن الوضع الاقتصادي في مصر". وتابع: "نحن النمسا جزء من الاتحاد الأوروبي وإذا كان الحال جيد لمصر فهذا أمر إيجابي لأوروبا، وأي مشكلة تتعرض لها مصر مثل مشكلة الإرهاب فهذا يعني أنها مشكلة ستنصب علينا في النمسا". واستطرد: "خطوة صندوق النقد الدولي التي انتهجتها مصر نحو الإصلاح الاقتصادي قرار شجاع للغاية"، مضيفا أن الاستقرار في مصر يفتح أمامنا مجال الاستمرار.
