تسود حالة من الذعر محيط ميدان الحصرى بمدينة 6 أكتوبر، منذ إصابة الطفل يوسف سامح برصاصات غامضة قبل عدة أيام، وإصابة فتاة، وانتشار شائعات عن إصابة عدة أشخاص آخرين كانوا فى المكان، حيث أحجم عدد من المواطنين عن الوجود فى المنطقة، وأكد أصحاب المحلات المتراصة قرب مبنى جامعة 6 أكتوبر أن الإقبال على المطاعم والمحلات بسيط مقارنة ببقية الأيام، فى الوقت الذى سادت فيه حالة مرورية طبيعية خلال ساعات الظهيرة. أمام موقف السيارات الذى يمتد أمام المطعم الذى شهد واقعة سقوط الطفل يوسف سامح بعد إصابته بطلق نارى، يقف محمود، سائس، شاب 18 سنة، جسده نحيل مصبوغ بسمرة الشمس نتيجة وقوفه فى الشارع لساعات طويلة، يقول: «من ساعة الحادثة دى والشغل قل، ست بشاور لها تركن عربيتها زعقت فيّا ومشيت. «سايس»: الناس بتخاف تركن عربياتها فى المكان.. وطالبة جامعية: أهلنا بيوصلونا لحد باب جامعة أكتوبر الناس خايفة، وبقوا بيطلعوا إشاعة كل يوم إن فيه واحد كمان اتضرب بالنار»، يوضح محمود أن توافد السيارات عليه خلال الأيام القليلة الماضية قلّ عن المعتاد، حيث سادت تحذيرات بين الأهالى بعدم الوقوف فى تلك المنطقة بعد انتشار خبر سقوط طفل إثر طلق نارى من مسدس كاتم للصوت. وأمام أحد مطاعم الوجبات السريعة الشهيرة، والتى انتشرت الأخبار حول إصابة الطفل يوسف أثناء وقوفه مع أصدقائه أمام أحدها، يقول عبدالله عبدالرحمن، رجل فى الخمسين من عمره، أحد عمال المطعم: «الولد اللى اتضرب بالنار كان على بُعد كذا متر من هنا قدام مطعم جنبنا، وفى نفس اليوم بالليل بنت تانية اتضربت بطلق نارى برضه من كاتم صوت فى الشارع اللى ورانا قدام مطعم تانى». يؤكد عبدالله أن حالة من الذهول سادت بين العاملين فى المنطقة، لأنهم لم يسمعوا صوت أى طلق نارى، كما لم ينشب نزاع بأسلحة نارية أو أسلحة بيضاء. وبجوار ذلك المطعم محل كبير للمحمصات، يقول صاحبة رشدى رضا، رجل فى الأربعين من عمره، لا يغادر محله إلا قليلاً: «اللى لفت نظرى إن كان فيه خناقة قبلها بين شباب أعمارهم لا تزيد عن 14 سنة، وتقريباً كانوا بيعاكسوا بنتين، عملوا قلق وضربوا بعض، وأصحاب المطعم مشوهم بسرعة، وبعدها بساعتين تلاتة الولد ده اتصاب وهو واقف مع اصحابه، بس ماكانش له دعوة بالخناقة اللى حصلت قبلها»، هذا ما يؤكده صاحب المحمصة. ويضيف رضا أن التوافد على المطاعم والمحلات فى ميدان الحصرى لا يزال كثيفاً، خاصة فى وقت الليل، وأن تلك الواقعة ليس من الضرورى أن تكون متكررة، واعتبرها كثيرون قضاء وقدراً. بينما يقول سامح محمود، أحد العاملين فى المطعم الذى سقط يوسف أمامه إثر إصابته: «أنا ماكنتش موجود، زمايلى بتوع وردية بالليل هما اللى كانوا هنا، والنيابة حققت معاهم، هما ماشافوش حاجة، الولد كان واقف وسط زمايله، فجأة وقع، وزمايله فكروه بيهزر، ماصدقوش إنه متعوّر إلا بعد شوية، والإسعاف جت أخدته، وبعدها النيابة جت حققت». يضيف سامح، مشيراً إلى الجهة المقابلة للشارع، موضحاً أن الميدان واسع وضخم، ولم يتمكنوا من تحديد الجهة التى جاء منها الطلق النارى، خاصة لكونه من كاتم صوت، فلم يتمكن أحد من تحديد اتجاهه. تخرج مجموعة من طالبات كلية فنون تطبيقية جامعة أكتوبر من إحدى المكتبات القريبة الموجودة بجوار الجامعة، تقول رنا سيف، طالبة فى الصف الأول الجامعى: «أهلنا مرعوبين علينا، النهارده والدتى صممت تيجى توصلنى لحد باب الجامعة، وقالت لى ماتطلعيش، اللى مخوف أهالينا إن الحادث غامض، ولحد دلوقتى محدش عارف الولد اتضرب ازاى أو منين».