تغيرات كثيرة طرأت على الأعمال المشاركة فى رمضان، لا سيما أن الفن مثله كسائر الصناعات الأخرى تأثر بالظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد، كما تدخلت بعض القنوات والكيانات العربية فى الإنتاج الدرامى، ما تسبب فى زيادة أجور النجوم بصورة كبيرة، وعلى الرغم من ذلك وجد عدد كبير من المنتجين على الساحة الرمضانية، بأعمال وصل مجملها إلى 33 عملاً درامياً، فى ظل الأزمة المالية والقنوات الفضائية التى وضعتهم بين شقى الرحى. يعتبر المنتج تامر مرسى «جوكر» الساحة الدرامية فى 2017، إذ أعلن عن وجوده ب9 أعمال تحمل أسماء نجوم كبار لهم ثقل فى ميزان الدراما، على رأسهم النجم عادل إمام، يوسف الشريف، مصطفى شعبان، محمد إمام، كما تعاقد مع ياسمين عبدالعزيز إلى جانب الفنانة غادة عبدالرازق، كما تشارك «العدل جروب» بعملين، بينما قررت مجموعة «فنون مصر» للمنتجين ريمون مقار ومحمد محمود عبدالعزيز تقديم مسلسل واحد بعد انسحاب مسلسل «الطوفان» من المعادلة، كما شهدت الساحة انطلاق قنوات جديدة مثل «ONE» و«DMC»، التى قد تساهم فى تحريك المياه الراكدة فى سوق الدراما. «فوزى»: الوضع الاقتصادى ألقى بظلاله علينا.. و«الجناينى»: الساحة تطهر نفسها والمشاهد المستفيد الأول وأشارت المنتجة مها سليم إلى أن ارتفاع أجور الفنانين كارثة حقيقية تهدد صناعة الدراما، متابعة: «هناك ارتفاع فى الأسعار وأرقام مبالغ فيها من قبَل الممثلين، بالإضافة إلى زيادة أسعار الفنيين، فهناك مشكلة حقيقية، ولا أدرى إلى أين تذهب صناعة الدراما؟ إلى جانب ارتفاع أسعار الإنتاج خصوصاً البنزين، أدى إلى زيادة تكلفة نقل المعدات وغيرها من المتطلبات الأخرى». وأضافت «مها» ل«الوطن»: «لا نستطيع أن نحمل القنوات العربية مسئولية ارتفاع أجور الممثلين، فهم من يقومون برفع أجورهم بالنسبة التى توازى زيادة الأسعار الموجودة، ونحن لا نحصل على مستحقاتنا كاملة من القنوات وبالتالى نظل فى تلك الدوامة المستمرة. أما المنتج ريمون مقار فيرى أن الإنتاج الدرامى يواجه مشكلة حقيقية، فى ظل الزيادة الكبيرة فى الأسعار التى أثرت فى كل عناصر العمل الفنى، قائلاً: «لا يقف الأمر أمام ارتفاع أجور النجوم فقط، الذى يعد أبسط شىء بالنسبة للمنتج، فالنجم يساوى رقماً يحصل عليه، بما أن قيمته الحقيقية تساوى هذا الرقم، وهو أمر محسوم بالنسبة لى، أما الجزء الأصعب فهو زيادة أسعار كل العناصر الأخرى بداية من الكاميرات والتقنيات وأماكن التصوير بشكل مبالغ فيه، فنحن اقتربنا من ترك المهنة نهائياً، بسبب ما يحدث فى السوق، فالوضع أشبه بالمهزلة». وأضاف «مقار» ل«الوطن»: «العاملون فى الوسط الفنى كونوا روابط ورفعوا قيمة أجورهم بشكل مبالغ فيه، سواء بالنسبة للمصورين أو المخرجين المنفذين، حيث وصلت الأسعار إلى 15 ألف جنيه فى الأسبوع الواحد، فالمسلسل الذى كان يتكلف 18 مليوناً ارتفعت تكلفته إلى 23 مليوناً، والقنوات تشترى تلك الأعمال ثم تتخلف فى السداد، والآن الشركات الصغيرة تتوقف والشركات الكبرى فقط، هى القادرة على الإنتاج فى الوقت الراهن، فأقل شركة الآن لديها ما يتجاوز ال50 مليون جنيه فى السوق، و120 مليوناً للشركات الكبرى، المنتجون حالياً يعانون بشكل كبير فى ظل تلك التحديات الصعبة». فى السياق ذاته، قال المنتج طارق الجناينى إن موسم الدراما الرمضانية المقبل، يعد من الأسوأ على الإطلاق، موضحاً: «السوق عبارة عن دائرة متصلة ببعضها، تبدأ بالإعلانات التى يجب أن تتوافر حتى توفر عائداً مادياً للقنوات التى بدورها تستطيع شراء المسلسلات من المنتجين، وبالتالى يعتبر رمضان الحالى من أصعب المواسم التى مرت علينا كمنتجين بسبب ارتفاع سعر الدولار، ولذلك أتوقع أن تكون الحصيلة الإعلانية أقل من المعتاد مع زيادة التكلفة الإنتاجية للأعمال الدرامية، وفى ظل زيادة سعر المنتج وانخفاض الإعلانات سيكون لدينا عام صعب، يحتاج كثيراً من الحسابات بالنسبة للمنتجين حتى لا يتضرر أحدهم بسبب الوضع، خصوصاً أن زيادة أجر ممثل واحد كفيلة أن ترفع متوسط مستوى الأجور فى الموسم. وتابع ل«الوطن»: «تم تأجيل مجموعة من الأعمال، فلن يخاطر أصحابها بالبدء فى تنفيذها، دون أن يكون لديهم اتفاق مبدئى على عرضها، وهو ما يرجع إلى عدم توافر السيولة لدى المحطات الفضائية لشراء جميع الأعمال، ومع زيادة التكلفة الإنتاجية للأعمال سيكون عدد المسلسلات المباعة للقنوات الفضائية أقل من المتوقع». من ناحية أخرى، قال «الجناينى»: «قلة عدد المسلسلات فى 2016 كانت ظاهرة صحية ويظل البقاء للأفضل، وأعتقد أن هذا ما سيحدث فى الموسم الحالى، حيث بدأت الساحة فى لفظ الأعمال المتدنية، ففى فترات مضت كانت هناك أعمال دون المستوى، كان يؤديها أفراد ليست لديهم الجماهيرية الكافية ليقوموا ببطولة أعمال بمفردهم، وهو ما يصب فى مصلحة السوق والمشاهد الذى يعتبر المستفيد الأول». ويرى المنتج محمد فوزى أن الأزمة الاقتصادية فرضت ظلالها على كل عناصر الإنتاج الدرامى، سواء فيما يتعلق بأجور الفنانين أو التكلفة الإنتاجية بالنسبة لمعدات التصوير والسفر إلى الخارج، ما يؤثر على كم الأعمال المشاركة، ولكن افتتاح قنوات فضائية جديدة مثل «ONE» و«DMC» دفع السوق فى اتجاه إيجابى. أضاف «فوزى» ل«الوطن»: «ومع ظهور عناصر جديدة هناك عناصر أخرى انسحبت من الساحة، على الرغم من أهميتها وأصبحت مستهلكاً ضعيفاً للدراما، ما سيظهر تأثيره فى حجم التنفيذ الفعلى فى الموسم الحالى، بالنسبة بين العرض والطلب، الذى قد يؤثر على تقلص الأعمال التى يجرى التحضير لها».