أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق ماراثون الدراما الرمضانية السنوى، والذى بات منذ سنوات الموسم الرئيسى والرسمى للدراما التليفزيونية، وصار الاهتمام فى تزايد مستمر من الوكالات الإعلانية وصنّاع الدراما، لينجح فى اجتذاب جميع نجوم السينما تقريباً ليصبحوا ضيوفاً دائمين عليه بعد أن كانت زياراتهم موسمية. موسم جديد يحمل 35 عملاً درامياً، تتنوع موضوعاتها وقوالبها الفنية فى منافسة شرسة يتبارى فيها الجميع على إظهار أفضل ما لديهم، نجوم كبار يدخلون المنافسة مع شباب صاعدين، وجوه جديدة تتلمس طريقها لتحصل على شهادة الاعتماد فى موسم صناعة النجوم، وبين كل هذا يقف المشاهد فريسة لصراع الوكالات الإعلانية الذى يسيطر على الشاشة ويملأها بعشرات ساعات الإعلانات التى تتخللها «فواصل درامية». فى هذا الملف نحاول الوقوف على طبيعة الموسم الدرامى الجديد، وتفاصيل الأعمال المشاركة وملامح نجومها التى يطلون بها على الجمهور، وترشيحات النقاد وتوقعاتهم للأعمال الأفضل فى هذا الموسم، إلى جانب رصد الجانب الخاص باقتصاديات الصناعة ومؤشراتها، وأخيراً نقدم خريطة العرض النهائية لكل مسلسل على جميع القنوات. «العدل»: «لأعلى سعر» يعبّر عن المجتمع.. و«محسن»: أختار أعمالى بناء على دراسة الواقع تُعتبر الدراما مرآة واضحة تعكس التطورات التى يمر بها المجتمع، ومع اقتراب ماراثون المسلسلات الرمضانية، يتنافس صنّاع الدراما لتقديم معالجة مختلفة للواقع من وجهة نظرهم، ما أدى إلى سيطرة «تيمات» أو موضوعات متقاربة، وبعد سنوات من تربع الجريمة والسياسة على عرش الدراما، نجحت الأعمال الاجتماعية التى تتناول العلاقات الإنسانية بمختلف صورها فى تصدُّر الماراثون الرمضانى المقبل. ومن سيطرة الأعمال الاجتماعية، إلى المسلسلات الكوميدية التى ستظهر بشكل كبير على الساحة الفنية فى دراما رمضان، الذى سيشهد مشاركة أسماء كبيرة فى عالم الكوميديا، وهو ما ترك مساحة صغيرة لمسلسلات الإثارة والجريمة، التى حاول صنّاعها تقديمها فى إطار خارج عن المألوف. وجاءت غالبية الأعمال الدرامية فى الموسم المقبل مقتبسة عن روايات، بداية من مسلسل «لا تطفئ الشمس» للمخرج محمد شاكر خضير، والسيناريست تامر حبيب الذى قدم معالجة درامية معاصرة لرواية إحسان عبدالقدوس، وتدور أحداثها حول عائلة تتعرض للعديد من المشكلات الاجتماعية، بينما وقع اختيار مريم نعوم وكاملة أبوذكرى على رواية «واحة الغروب» للروائى بهاء طاهر، حيث تنطلق الأحداث مع الضابط المصرى محمود عبدالظاهر وزوجته الأجنبية كاثرين، عندما يتم نقله للعمل فى واحة سيوة بسبب أفكاره الثورية، وتبدأ معهما تجربة مختلفة فى المكان الجديد. وتعود يسرا هذا العام بمسلسل «الحساب يجمع» للمخرج هانى خليفة، والذى يلقى الضوء على حياة أسرة مصرية تعيش فى منطقة شعبية، تدفعها الظروف إلى فتح مكتب لتشغيل «الخادمات» فى المناطق الراقية، وهو قريب من أحداث مسلسل «الحرباية» بطولة هيفاء وهبى، إذ تجسد دور «عسلية» التى تجبرها شقيقتها على العمل كخادمة فى المنازل، لتتعرض لمجموعة من المشكلات. وتبتعد نيللى كريم هذا الموسم عن الشخصيات المركبة فى «لأعلى سعر» للمخرج محمد العدل، حيث تجسد دور زوجة تحاول أن تعيش حياة هادئة مع زوجها، إلا أن علاقتهما تتعرض لمخاطر كبيرة، بينما يحاول الزوجان إياد نصار وأروى جودة التغلب على روتينية الحياة فى «هذا المساء» للمخرج تامر محسن، وهو ما يوقعهما فى مجموعة متشابكة من الأحداث الاجتماعية. ويتعاون المؤلف أحمد عبدالله والمخرج سامح عبدالعزيز فى «رمضان كريم»، إذ يحشدان مجموعة كبيرة من الشخصيات فى منطقة شعبية خلال شهر رمضان، بما يعكس التفاعل بين تلك الشخصيات فى إطار اجتماعى، أما مسلسل «الدولى» للمخرج محمد النقلى فيتطرق إلى عدد من المشكلات التى تواجه الشباب، ضمن أحداث المسلسل الذى يقوم ببطولته باسم سمرة. أما مسلسل «غرابيب سود» المذاع على «MBC مصر»، فيضم فى بطولته مجموعة فنانين من مختلف الدول العربية، حيث يناقش ممارسات تنظيم «داعش» الإرهابى، بداية من استقطاب الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعى، مروراً بأفكارهم الظلامية. وفيما يتعلق بالكوميديا، يواصل الفنان عادل إمام تألقه بمسلسل «عفاريت عدلى علام» للمخرج رامى إمام، ولكن يشهد الموسم الرمضانى منافسة شرسة بين عدد من النجوم أبرزهم ياسمين عبدالعزيز فى أول بطولة درامية لها ب«هربانة منها» للمخرج معتز التونى، إلى جانب دنيا سمير غانم فى «لالا لاند»، كما يشارك الثنائى أحمد فهمى وأكرم حسنى فى «ريح المدام»، بينما يتعاون أحمد مكى مع شيكو وهشام ماجد فى «خلصانة بشياكة»، ويخوض الفنان محمد عادل إمام أولى بطولاته الدرامية ب«لمعى القط». ويأتى ذلك وسط محدودية الأعمال ذات القالب التشويقى منها «الحصان الأسود» للفنان أحمد السقا، وهانى سلامة فى «طاقة نور»، حيث يجسد دور قاتل مأجور، بالإضافة إلى مسلسل «كلبش» الذى يجسد فيه أمير كرارة دور ضابط يواجه الأعمال الإرهابية، بينما يتم اتهام غادة عبدالرازق فى التورط بخطف طائرة فى «أرض جو»، بخلاف مسلسل «الزيبق» المأخوذ عن قصة حقيقية من ملفات المخابرات المصرية ويجمع كريم عبدالعزيز وشريف منير. بينما يغرد مسلسل «كفر دلهاب» للفنان يوسف الشريف فى منطقة منفردة، حيث يقدم دور طبيب يمارس السحر وسط قرية تمتهن الدجل والشعوذة، على خلاف مسلسل «ظل الرئيس»، إخراج أحمد سمير فرج وبطولة ياسر جلال، الذى يقدم الحياة السياسية من خلال الحارس الشخصى للرئيس، بينما يتطرق «الجماعة 2»، للكاتب وحيد حامد والمخرج شريف البندارى، إلى تاريخ جماعة الإخوان، بعد تقديم الجزء الأول من المسلسل فى 2011. ويرى الدكتور مدحت العدل، مؤلف مسلسل «لأعلى سعر»، أن الدراما الاجتماعية هى الأكثر قدرة على تقديم التفاصيل الخاصة بالمجتمع والتى يندرج تحتها جميع الأنواع الأخرى، موضحاً: «أحب تقديم هذا النوع من الدراما بداية من (الدعاية) فى 2013، و(حارة اليهود) فى 2015». وتابع «العدل» ل«الوطن»: «أحداث المسلسل مستمدة من الواقع، فهى تدور حول الخيانة والبيع لأعلى سعر، فلا يقتصر الأمر على أفراد الأسرة الواحدة، بل إلى السياسيين ومدّعى الشرف الذين يلتف حولهم الجميع وهو ما اتضح فى الفترة الماضية». ومن جانبه، قال تامر محسن مخرج مسلسل «هذا المساء» ل«الوطن»، إن الواقع هو المحرك الأساسى لديه فى اختيار الأعمال التى يقدمها، فيجب أن تكون نابعة من الواقع، وهو ما يجعله يبتعد عن الأعمال التى تدور حول جرائم قتل غامضة، مضيفاً: «أستطيع التعبير عن القضايا التى ألمسها بنفسى، وأتفاعل مع أصحابها على أرض الواقع».