حصلت «الوطن» من مصادرها الخاصة، فى اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، على كواليس إعداد وكتابة البيان المكون من 33 ورقة، الذى ألقاه المستشار فاروق سلطان، رئيس اللجنة، وسرد فيه الأجواء التى عملت فيها اللجنة منذ منتصف شهر فبراير الماضى، وحتى إعلانها نتيجة الانتخابات يوم 24 يونيو الحالى، وقام بتحليل كل طعن تم قبوله من المرشحين محمد مرسى وأحمد شفيق، ونتائج إضافة الأصوات أو إلغائها من نتيجة كل مرشح. وقالت المصادر ل «الوطن» إن أعضاء اللجنة ال 5 وأمينها العام، وهم المستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة والمستشارون عبدالمعز إبراهيم، وماهر البحيرى، ومحمد ممتاز متولى، وأحمد شمس الدين خفاجى، وحاتم بجاتو الأمين العام، اجتمعوا فى قصر الأندلس فى مصر الجديدة، مقر اللجنة العليا للانتخابات فى الساعة ال 10 صباح يوم إعلان النتيجة لوضع التصور النهائى للبيان، الذى سيلقى فى المؤتمر الصحفى فى الساعة ال3 عصراً، وهو البيان الذى عكف على صياغته وكتابته المستشار حاتم بجاتو، وراجعه المستشار فاروق سلطان، دون أن يشاركهما أى من أعضاء الأمانة العامة أو اللجنة فى صياغته، واقتصر دور أعضاء الأمانة العامة، على تجميع الأرقام والإحصائيات الخاصة بنتائج بعض اللجان، والأصوات التى أضيفت أو حذفت من نتائج كلا المرشحين، وإرسالها إلى المستشار حاتم بجاتو لتضمينها فى البيان النهائى. وأضافت المصادر أن المستشار حاتم بجاتو، عمد إلى تضمين البيان رسائل توجه للرأى العام، تتمثل فى الظروف التى أدت فيها اللجنة عملها طوال 4 أشهر و10 أيام، وكان ذكر البيان لكلمة «أقول» مرتين فى الصفحة الأولى والثالثة، يحمل تأكيداً على ما يتضمنه، ودفاعاً من اللجنة عن الاتهامات التى تعرضت لها طوال فترة عملها بدءًا من حملات التخوين والتشكيك التى شنتها العديد من القوى السياسية المختلفة لمحاولة إضفاء أجواء من التشكيك والارتباك على المشهد الانتخابى برمته كى تجعل اللجنة دوماً فى موقف المدافع لعرقلتها عن التفرغ لإدارة العملية الانتخابية بالحيدة والتجرد اللائقين بشيوخ القضاة أعضاء اللجنة، غير أن اللجنة ترفعت وأعرضت عن كل الصغائر واستمرت فى عملها. لم يستغرق كتابة البيان وقتاً طويلاً، بحسب المصادر، نافية أن يكون تمت كتابته داخل الهيئة العامة للاستعلامات، خلال وجود أعضاء اللجنة بها قبل بدء المؤتمر بنصف ساعة، حيث وصلوا إلى مقر اللجنة فى الساعة الثالثة إلا 5 دقائق، أى قبل الموعد المحدد لعقد المؤتمر الصحفى ب 5 دقائق فقط، وبالتالى كان ضرورياً إرجاء المؤتمر لمدة نصف ساعة، حتى يتسنى لأعضاء اللجنة إعداد أنفسهم، ولقاء السفير إسماعيل خيرت، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات لبحث الترتيبات الخاصة بالمؤتمر. وأرجعت المصادر حالة الوجوم على وجوه أعضاء اللجنة، وأمينها العام، إلى أجواء التوتر والشحن التى سبقت إعلان النتيجة، إضافة إلى تعالى بعض الأصوات داخل المؤتمر عقب إعلان فوز محمد مرسى بالرئاسة، مما تسبب فى انفعال المستشار حاتم بجاتو وعدم استكماله للمؤتمر الصحفى لتوجيه الأسئلة إلى المستشار فاروق سلطان.