طالب أحمد الطيب شيخ الأزهر، منظمة الأممالمتحدة بترسيخ ثقافة الزواج الشرعي البسيط الذي يكون في مقدور عموم الشباب بدلًا من الاهتمام بتشجيع العلاقات الجنسية "المحرمة". وقال الطيب، خلال لقائه باباتوندي أوسوتيمين، المدير التنفيذي لصندوق الأممالمتحدة للسكان اليوم ، "لابد من حملة عالمية قوية لتشجيع الزواج الشرعي البسيط الذي يتخفف من كثير من عادات البذخ والترف، ويحث على الاقتصار على الضروريات التي تستقيم بها الحياة". وطالب شيخ الأزهر، بحسب بيان صادر عقب الاجتماع، الأممالمتحدة بتبني القضايا الواقعية التي تهم المجتمعات العربية ومعالجة أسبابها، وقال "على سبيل المثال قضية العنوسة في المجتمع العربي تعدّ قضية كبرى تعاني منها أسر كثيرة". وفي نفس السياق، أبدى شيخ الأزهر شكره للأمم المتحدة على ما تقوم به جهد فعّال لخدمة قضايا السكان، مشيرا إلى أن "الأزهر ساند بقوة التطعيم ضد شلل الأطفال الذي يلقى مقاومة شديدة في نيجيريا وأفغانستان". وتنتج مقاومة حملات التطعيم في نيجيريا وأفغانستان بسبب مخاوف من جانب رجال الدين من أن تكون تلك الأمصال ملوثة أو تسبب العقم، بالإضافة إلى إصدار بعض الفتاوي الدينية التي تحرم التطعيم. وبحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، فإن أفغانستان وباكستان ونيجيريا هي الدول الثلاث الأخيرة التى مازال شلل الأطفال يستوطن بها. وعن موقف الأزهر من قضية حملات التطعيم، قال الطيب "أفتى الأزهر وحثَّ العلماء على ضرورة وجوب التطعيم لحماية أطفالنا"، رافضًا ما يدعيّه البعض من أن التطعيم يضرّ بالأطفال. وأضاف شيخ الأزهر "أما قضايا الإجهاض والحرية الجنسية مثلاً فهي عند الأممالمتحدة قضايا إنسانية ينبغي سنّ القوانين المنظمة لها، في حين أنها تعدّ عندنا ظواهر مرضيَّة ينبغي مساعدة المجتمع على التطهر منها، وكذا الأمر في كثير من القضايا". وقال الطيب "ما من شك أن الأزهر تحفظ، ويتحفظ دائمًا، على كل القضايا التي تمسّ من قريب أو من بعيد عقيدتنا وشريعتنا". من جانبه، لفت باباتوندي أوسوتيمين، المدير التنفيذي لصندوق الأممالمتحدة للسكان إلى قيام الصندوق بمراجعة التقدم الذي حصل في برامجه منذ عام 1994. ويعتبر الصندوق وكالة إنمائية دولية بدأت عملياتها في 1969، وتعمل على تدعيم، حق كل امرأة ورجل وطفل في التمتع بحياة تتسم بالصحة وتكافؤ الفرص. وعن سبب لقائه بشيخ الأزهر، قال المسؤول الأممي "جئنا للأزهر الشريف لنسترشد بآرائه وتوجيهاته التي تساعدنا على العمل من أجل الارتقاء بالأسرة والمجتمع". ويعتبر الأزهر الشريف أعلى مرجعية سنية في العالم الإسلامي. ووجه أوسوتيمين التهنئة للأزهر على إقرار وثيقته لحقوق المرأة التي قال إنها "تتضمن المبادئ الأساسية لما ندعو إليه من حماية الحقوق والحريات". وأقرت هيئة كبار العلماء التابعة للأزهر الشريف الشهر الجاري بشكل نهائي "وثيقة الأزهر لحقوق المرأة"، وذلك بعد أكثر من عام من المناقشات مع مختلف تيارات الفكر والسياسة في المجتمع المصري. وتتناول الوثيقة، 7 محاور رئيسية، هي "قيمة المرأة الإنسانية والاجتماعية، الشخصية القانونية للمرأة، المرأة والأسرة، المرأة والتعليم، المرأة والعمل، المرأة والأمن الشخصي، المرأة والمشاركة السياسية".