أكد الدكتور محمد حسن الحفناوى عضو الأمانة العامة بالحزب الوطنى «المنحل»، أن المصالحة هى طريق الشعوب التى تخطت التفريق والإقصاء، واتجهت للبناء والتنمية، مطالباً بمحاسبة من ثبت أنه أفسد وسرق بحكم قضائى، وأن تجرى المصالحة مع أعضاء الحزب الوطنى من غير المفسدين على أن يعتذروا للشعب عن عدم جرأتهم فى التصدى للفساد.. حول المصالحة وإمكانية أن تشمل قيادات فى الحزب المنحل، وهل يبادر بها الرئيس أم القوى السياسية حاورت «الوطن» الحفناوى. * بداية.. كيف ترى الدعوات الأخيرة للمصالحة بين جميع القوى الحالية بعد إعلان فوز الدكتور محمد مرسى برئاسة الجمهورية؟ - المصالحة بين كل المجتمع وطوائفه ضرورة، لا بد منها، فى هذه الفترة الحساسة من تاريخ مصر، بعد انتخاب رئيسها الجديد، خصوصاً أن هناك عناصر تسعى للتفرقة، وحان الوقت لتراجع مشاعر الغل، وإنهاء الأحقاد، ورغبات الانتقام، فكلما نضجت الشعوب تخطت الفرقة، الصراع، واتجهت إلى البناء والتنمية. * ولكن لماذا دعوات المصالحة خرجت الآن؟ - البلاد تتقدم الآن، وهناك رئيس جديد منتخب، أعلن بنفسه أنه رئيس لكل المصريين، كما أن المصالحة نوع من النضج، وفى أعتى الدول الشيوعية، وفى أوروبا الشرقية، جرت المصالحات، وحتى فى جنوب أفريقيا، التى شهدت تفرقة عنصرية لا مثيل لها، تمت المصالحة بين السود والبيض، لا يجب أن يكون هناك إقصاء، وجماعة الإخوان المسلمين كانت ترفض وتغضب من كلمة «محظورة»، التى كانت تطلق عليها، لأنها ترفض الإقصاء، وعليهم ألا يكرروا أخطاء الحزب الوطنى، أو أن يعمموا الإقصاء، يكفى محاسبة من أجرم. * ما هى حدود المصالحة الوطنية من وجهة نظرك؟ - يجب أن تستوعب المصالحة الجميع، وأن نحاسب من أجرم، فلا يمكن أن تحدث مصالحة مع من سرق وأفسد، وصدرت ضدهم أحكام قضائية تؤكد ذلك، لكن فى نفس الوقت لا يجب التعميم، فمن غير الممكن ألا يكون بين أعضاء الحزب الوطنى المنحل، البالغ عددهم 3 ملايين، شرفاء.. لا شك كان هناك فساد «فوق»، كما كان بين الأعضاء شرفاء ووطنيون، ورغم ذلك عممت عليهم كلمة «فلول» «الغوغائية»، وهى تجرح ملايين المصريين. * هل تحتاج المصالحة إلى قانون كما حدث فى جنوب أفريقيا، أم مصالحة مجتمعية؟ - المصالحة لا تتم بقانون، وإنما بوعى سياسى ومجتمعى، وبإعلام وطنى، وقوى سياسية متحدة ومتوافقة، ومن المفترض أن تبدأ بدعوة من الرئيس، وهو رجل مريح، والناس تتقبله، وحتى معارضوه يختلفون معه فى أفكاره، لا فى شخصه. * وما هى قدراته على تحقيق المصالحة؟ - أعتقد أن الرئيس لا يملك وحده إمكانية تحقيق المصالحة، لكن يجب أن يكون هو صاحب الدعوة، على أن تكون لدى جميع القوى فى الساحة الآن رغبة حقيقية فيها، إضافة إلى الرغبة الشعبية، فسباب الانتخابات انتهى، وانقضى معه عهد الرئيس الذى يملك كل السلطات والصلاحيات، «مبارك» كان يضع فى يده كل السلطات، ونحن كحزب وطنى قبلنا المصالحة، يجب علينا أن نعتذر للشعب المصرى، وليس لأى سلطة، نعتذر عن صمتنا، وعدم جرأتنا على التصدى للفساد فى النظام السابق، ونرى أنه من الضرورى عدم التشكيك فى وطنية أحد. * هل تعتقد أن هناك مصالحة ستتم مع أعضاء «الوطنى» وقياداته السابقة؟ - الدعوة إليها عاقلة جداً، فى ظل حالة الهدوء، لا شك هناك من يحاول نشر الفرقة، ولكن لا بد أن يتحد الجميع فى هذه اللحظة من أجل مصلحة مصر، بعيداً عن المصالح الفئوية والشخصية، لأن المهام ومقتضيات المرحلة التى تحتاجها البلد لتجاوز أزماتها والنهضة من جديد ثقيلة، وتحتاج إلى جهود كل مصرى. ويجب أن تكون هناك حدود للمصالحة، فمن ثبت أنه أفسد بحكم القضاء يعاقب، ومن لم يفسد ما المانع فى التصالح معه؟ بشكل عام الثورة كالبركان تنطلق بقوة، ثم تهدأ.