مستشار ترامب يدعو إلى فرض عقوبات على مسؤولي الجنائية الدولية    رصدنا جريمة، رئيس إنبي يهدد اتحاد الكرة بتصعيد أزمة دوري 2003 بعد حفظ الشكوى    جوميز يتحدى الأهلي: أتمنى مواجهته في السوبر الأفريقي    حلمي طولان: مستاء من سوء تنظيم نهائي الكونفدرالية.. وأحمد سليمان عليه تحمل الغرامات    أهالي سنتريس بالمنوفية ينتظرون جثامين الفتيات ضحايا معدية أبو غالب (فيديو وصور)    متحدث "مكافحة الإدمان": هذه نسبة تعاطي المخدرات لموظفي الحكومة    برقم الجلوس.. موعد إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 الترم الثاني (الرابط والخطوات)    بالصراخ والبكاء.. تشييع جثامين 5 فتيات من ضحايا غرق معدية أبو غالب    هل تقبل الأضحية من شخص عليه ديون؟ أمين الفتوى يجيب    وثيقة التأمين ضد مخاطر الطلاق.. مقترح يثير الجدل في برنامج «كلمة أخيرة» (فيديو)    زيادة يومية والحسابة بتحسب، أسعار اللحوم البتلو تقفز 17 جنيهًا قبل 25 يومًا من العيد    ب1450 جنيهًا بعد الزيادة.. أسعار استخراج جواز السفر الجديدة من البيت (عادي ومستعجل)    جوميز: عبدالله السعيد مثل بيرلو.. وشيكابالا يحتاج وقتا طويلا لاسترجاع قوته    عاجل.. مسؤول يكشف: الكاف يتحمل المسؤولية الكاملة عن تنظيم الكونفدرالية    سيراميكا كليوباترا : ما نقدمه في الدوري لا يليق بالإمكانيات المتاحة لنا    نائب روماني يعض زميله في أنفه تحت قبة البرلمان، وهذه العقوبة الموقعة عليه (فيديو)    السفير محمد حجازي: «نتنياهو» أحرج بايدن وأمريكا تعرف هدفه من اقتحام رفح الفلسطينية    دبلوماسي سابق: ما يحدث في غزة مرتبط بالأمن القومي المصري    روسيا: إسقاط طائرة مسيرة أوكرانية فوق بيلجورود    بينهم طفل.. مصرع وإصابة 3 أشخاص في حادث تصادم سيارتين بأسوان    "رايح يشتري ديكورات من تركيا".. مصدر يكشف تفاصيل ضبط مصمم أزياء شهير شهير حاول تهريب 55 ألف دولار    حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 22-5-2024 مهنيا وعاطفيا    إبداعات| «سقانى الغرام».... قصة ل «نور الهدى فؤاد»    تعرض الفنانة تيسير فهمي لحادث سير    إيرلندا تعلن اعترافها بدولة فلسطين اليوم    الإفتاء توضح أوقات الكراهة في الصلاة.. وحكم الاستخارة فيها    طريقة عمل فطائر الطاسة بحشوة البطاطس.. «وصفة اقتصادية سهلة»    لعيش حياة صحية.. 10 طرق للتخلص من عادة تناول الوجبات السريعة    اليوم.. قافلة طبية مجانية بإحدى قرى قنا لمدة يومين    وزيرة التخطيط تستعرض مستهدفات قطاع النقل والمواصلات بمجلس الشيوخ    موعد مباراة أتالانتا وليفركوزن والقنوات الناقلة في نهائي الدوري الأوروبي.. معلق وتشكيل اليوم    دعاء في جوف الليل: اللهم ألبسنا ثوب الطهر والعافية والقناعة والسرور    «معجب به جدًا».. جوميز يُعلن رغبته في تعاقد الزمالك مع نجم بيراميدز    بالصور.. البحث عن المفقودين في حادث معدية أبو غالب    أبرزهم «الفيشاوي ومحمد محمود».. أبطال «بنقدر ظروفك» يتوافدون على العرض الخاص للفيلم.. فيديو    هتنخفض 7 درجات مرة واحدة، الأرصاد الجوية تعلن موعد انكسار الموجة شديدة الحرارة    قناة السويس تتجمل ليلاً بمشاهد رائعة في بورسعيد.. فيديو    شارك صحافة من وإلى المواطن    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الأربعاء 22 مايو 2024    قبل اجتماع البنك المركزي.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 22 مايو 2024    محافظ كفر الشيخ يتفقد أعمال تطوير شارع صلاح سالم وحديقة الخالدين    إزاى تفرق بين البيض البلدى والمزارع.. وأفضل الأنواع فى الأسواق.. فيديو    مواصفات سيارة BMW X1.. تجمع بين التقنية الحديثة والفخامة    أول فوج وصل وهذه الفئات محظورة من فريضة الحج 1445    عمر مرموش يجرى جراحة ناجحة فى يده اليسرى    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    بعبوة صدمية.. «القسام» توقع قتلى من جنود الاحتلال في تل الزعتر    المتحدث باسم مكافحة وعلاج الإدمان: نسبة تعاطي المخدرات لموظفي الحكومة انخفضت إلى 1 %    محمد حجازي ل"الشاهد": إسرائيل كانت تترقب "7 أكتوبر" لتنفيذ رؤيتها المتطرفة    ضد الزوج ولا حماية للزوجة؟ جدل حول وثيقة التأمين ضد مخاطر الطلاق ب"كلمة أخيرة"    خبير تغذية: الشاي به مادة تُوسع الشعب الهوائية ورغوته مضادة للأورام (فيديو)    حدث بالفن | فنانة مشهورة تتعرض لحادث سير وتعليق فدوى مواهب على أزمة "الهوت شورت"    أخبار × 24 ساعة.. ارتفاع صادرات مصر السلعية 10% لتسجل 12.9 مليار دولار    "مبقيش كتير".. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024    حجازي: نتجه بقوة لتوظيف التكنولوجيا في التعليم    موقع إلكتروني ولجنة استشارية، البلشي يعلن عدة إجراءات تنظيمية لمؤتمر نقابة الصحفيين (صور)    وزير الري: إيفاد خبراء مصريين في مجال تخطيط وتحسين إدارة المياه إلى زيمبابوي    استعدادات مكثفة بجامعة سوهاج لبدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قيادي ب"العدالة والتنمية" ل"الوطن": أقول لمن يطالب بإسقاط أردوغان "موتوا بغيظكم".. والحزب "علماني" غير تابع للإخوان
الكاتب السياسي التركي زاهد جول: ما يحدث لا يمكن وصفه بأنه ربيع تركي لأن "العيش والحرية والكرامة" متوفرون في تركيا
نشر في الوطن يوم 22 - 06 - 2013

أكد محمد زاهد جول، أستاذ العلوم السياسية التركي وأحد قيادات حزب العدالة والتنمية، والذي سبق أن درس في مصر ويتقن اللغة العربية بشكل تام، أن الاحتجاجات العنيفة التي شهدتها تركيا على مدار الأيام الماضية تعرضت لاستغلال كبير من جانب قوى المعارضة التركية "المهمشة والضعيفة والمنغلقة والمتشرذمة"، والتي حاولت تعويض فشلها السياسي في منافسة حزب العدالة والتنمية الحاكم، وأنهم ينتمون لنفس الفئات المعادية للدين في مصر وتونس التي "تشمت" في أي فشل للإسلاميين، موجها رسالة لهؤلاء مفادها "موتوا بغيظكم"، واعتبر أن القوى الإقليمية المستفيدة من الأحداث وعلى رأسها إيران تكن العداء للعرب والمسلمين ومصلحتها في ضعف الأتراك.. وإلى نص الحوار:
* ما هو توصيفكم لما يجري في تركيا الأن؟
- ما يجري في تركيا، والأصح أن نقول ما جرى بصيغة الفعل الماضي هي أحداث احتجاجات طبيعية تعترض على مشروع إعادة تعمير ميدان تقسيم في مدينة أسطنبول، وهذا المشروع قامت بالإعداد له بلدية أسطنبول من خلال مجلسها المحلي، الذي يضم عناصر من كافة الأحزاب التركية السياسية الممثلة في البرلمان وخارجه، وقد تمت الموافقة على هذا المشروع بالإجماع، أي من قبل أعضاء حزب العدالة والتنمية مع أعضاء الأحزاب الأخرى، ولم يكن المشروع يثير خلافا سياسيا في البلاد، ولا خلافا بين الأحزاب السياسية التركية لا في الحكم ولا في المعارضة، ولكن قيام بعض المواطنين المتضررين من هذا المشروع بأعمال الاحتجاج الطبيعية تم استغلاله من بعض القوى المعارضة التي تجد نفسها خارج التأثير السياسي إن كان على الساحة الرسمية أو حتى على الساحة الشعبية، فاعتبرت الاحتجاجات فرصة لها للتعبير عن غضبها الأيديولوجي، أو معارضتها السياسية للحكومة التركية فيما يخص نجاحاتها على صعيد المصالحة مع حزب العمال الكردستاني، أو على صعيد معارضتها لسياسة الحكومة بخصوص سوريا على أساس طائفي بالدرجة الأولى.
وكان من الأخطاء التي وقعت في هذه الاحتجاجات أن الشرطة التركية اضطرت لمواجهة بعض المحتجين بالقنابل المسيلة للدموع لتفريقهم وحماية الممتلكات الخاصة والعامة لمواطنين لا علاقة لهم بالأحداث، وهذا ما اعترف به رئيس الحكومة، رجب طيب أردوغان، وطالب الشرطة بمغادرة ميدان تقسيم لأنه يدرك الأسباب وحجم الاحتجاجات ومن يستغلها ويتصيد بالماء العكر.
* هل هذه أول مرة تخرج مظاهرات ضد العدالة والتنمية؟ ما الجديد، حجم المظاهرات أم تعامل الشرطة معها؟
لا يمكن القول إن الاحتجاجات كانت ضد حكومة العدالة والتنمية على الإطلاق وخاصة في بدايتها، ولكن تم تطويرها من بعض القوى الأيديولوجية والمعارضة السياسية المهمشة من قبل الشعب، إلى أن تكون ضد سياسات حكومة العدالة والتنمية.
ولا جديد في هذه المظاهرات لأن المظاهرات يكفلها الدستور والقانون التركي ودون إذن مسبق، والحكومة التركية ترى بهذه المظاهرات مظهر ديمقراطي وحضاري ضمن المعايير الأوروبية التي تطبقها حكومة العدالة والتنمية، وفي عيد العمال السابق بتاريخ 1/5/2013 مثلا خرجت مظاهرات أكبر وكانت أكثر عنفا، ولكن الإعلام الداخلي والخارجي لم يستغلها، لأنها اعتُبرت ذات توجه يساري ضعيف، فالإعلام الذي ينتظر حدثا غريبا في تركيا بعد كل هذا الاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي وبالأخص الذي يمكن وصفه بإعلام الإثارة السياسية يستغل الأحداث للحديث عن أحداث غير متوقع أو غريبة في ظنه، وهو أمر اعتيادي في تركيا الديمقراطية.
* كيف ترى رد فعل الشرطة وأردوغان على الأحداث؟ وهل تعتقد أن التعامل العنيف مع المتظاهرين يمكن أن يقمعهم أم يزيد من اشتعال الأحداث؟
لقد كان رد فعل الشرطة مبالغا فيه، وربما كان اضطراريا، وعلى العموم هذا ما يحدث في الاحتجاجات المفاجئة في حينها وطبيعة العنف الذي يقترفه المتظاهرون، فحماية الأملاك العامة والخاصة هي من مسؤولية الأمن والشرطة، وإلا كانت مقصرة بواجبها.
وردة فعل أردوغان أن المشروع في تحديث ميدان تقسيم سيستمر، وهو ضد الاستخدام المفرط للقوة في مواجهة المحتجين وندد بذلك، لأن التعامل مع المتظاهرين ينبغي أن يكون ديمقراطيا وحضاريا، فالدستور كفل لهم هذا الحق، ولكن الدستور يمنعهم من الاعتداء على الأمن العام أيضا، أي أن التعامل مع المتظاهرين لا تحكمه المصلحة الأمنية أو السياسية فقط، وإنما تحكمه القوانين والمبادئ الديمقراطية والحريات الشخصية وحق التعبير بكل حرية.
* هل ما حدث يمكن أن يتحول لربيع تركي؟ أو ثورة شعبية كما جرى في مصر وسوريا وتونس وليبيا واليمن؟
لا حاجة للقول بربيع تركي، لأن أقصى ما تصل إليه ثورات الربيع هي كرامة المواطن وحريته وإقامة الدولة الدستورية التي تخضع لصناديق الاقتراع وتطبيق المعايير العالمية بالديمقراطية والعمل السياسي الدستوري وازدهار البلاد اجتماعيا واقتصاديا بما يؤثر على راحة المواطن وكرامته. وهذه أمور متوفرة في تركيا، بعضها قبل حكومة العدالة والتنمية ومنها المصداقية في عمليات الانتخابات البرلمانية أو البلدية أو الاستفتاء على الدستور أو غيرها، فالمواطن التركي ومنذ خمسين عاما يثق بمصداقية العملية الانتخابية وبالديمقراطية التركية، وما أضافته حكومة العدالة والتنمية كان نوعا من الربيع التركي الذي سبق الربيع العربي بعشر سنوات تقريبا وربما كان النموذج المحتذى به للربيع العربي، وقد شرحنا ذلك في مقالات ودراسات أخرى.
ما أضافه حزب العدالة والتنمية وحكوماته المتعاقبة النجاح الاجتماعي في المصالحة الوطنية بين أبناء الشعب التركي كله، إضافة إلى النجاح الاقتصادي الكبير الذي ضاعف دخل المواطن التركي أكثر من ثلاثة أضعاف في العقد الأخير، ولذلك فإن ما جرى في تركيا لا علاقة له بالمطالب السياسية الواضحة والمنفعة للشعب التركي، باستثناء ما يمكن أن يعبر عن مواقف أقلية سياسية معينة هي في الأصل مبنية على رؤية يسارية معارضة للرؤية الديمقراطية للحكومة التركية، أو رؤية سياسية مستندة إلى رؤية علمانية متشددة على غرار العلمانية الغربية التي مقتها الشعب التركي بحكم إسلامه وتدينه، وأحدث مكانها علمانية وديمقراطية محافظة، وعلى العموم طالما بقيت تركيا ديمقراطية فلا عودة للعلمانية المعادية للدين والانفتاح الديمقراطي والتصالح الوطني.
* هناك معارضة سياسية لسياسات أردوغان وحزب العدالة والتنمية، ما هي أهم مطالب المعارضة؟
- بإنصاف نقول إن المعارضة التركية لسياسات أردوغان هي معارضة ضعيفة ومتشرذمة ومنغلقة أيديولوجيا، فلا يوجد صعيد يمكن أن تقدم فيه الأفضل لسياسات حكومة العدالة والتنمية ولا أقول سياسات أردوغان، لأن سياسة حكومة العدالة والتنمية ليس سياسة أردوغان فقط، بل إن حزب العدالة والتنمية نفسه لا يخضع لرؤى أردوغان فقط، بل تجري فيه مشاورات دائمة وتقييم أسبوعي لسياساته، وأعضاؤه من كافة فئات الشعب ويتلمسون حاجاته، فهم ليسوا حزبا سماوياً بل حزب شعبي، ويدرك مدى تأييد عموم الشعب التركي له.
وحادثة ميدان تقسيم تدرك حجم قدرة المعارضة على جمع الجماهير، فهي عاجزة عن أن تجمع معارضة شعبية لأهداف سياسية، فاستغلت الاحتجاج الشعبي على مشروع تجاري وسياحي لتركب الموجة، وتحركها سياسيا، ولكن تراجع الأحداث دليل على أن المعارضة عاجزة عن تقديم رؤية سياسية مستقبلية للشعب التركي أفضل مما يقدمه حزب العدالة والتنمية، وعلى العموم فإن حكومة العدالة والتنمية تواقة لأن ترى معارضة سياسية قوية تحسن من آداء السياسة التركية الداخلية والخارجية.
* كيف تفسر فرحة القوى السياسية المعارضة للإخوان المسلمين في مصر بهذه المظاهرات؟ وهل فعلا يمكن أن نحسب أردوغان على جماعة الإخوان؟
- فرحة المعارضين في مصر بالمظاهرات ضد أردوغان وكأنها مظاهرات ضد الاخوان المسلمين تدل على جهل المعارضة المصرية بالمشهد السياسي التركي، لأن حزب العدالة والتنمية ليس تابع للإخوان المسلمين وليس حزب إسلامي تقليدي، هو حزب علماني له قاعدة شعبية بعيدا عن انحصار أعضائه والمؤيدين له في الإسلاميين، وهذا ما فشل فيه الإخوان في مصر وتونس ويوجد به قوميون وعلمانيون وغير مسلمين وعلويين، أما المصريون المناوئين للإخوان يشمتون في الحزب لأنهم يعتقدون خطأ أنه إخوان ولكنه ليس له علاقة بهم.
ومن خلال متابعتي للأخبار وجدت أنها تبالغ بوصف ما يحدث أولا، ووجدت من يقوم بالأحداث ليسوا من أصحاب المعارضة السياسية الهادفة، وأنهم في الغالب من الأوساط الشبابية الأكثر استعدادا للقيام بأعمال مخلة بالأمن العام، والتي يمكن وصفها بأعمال شغب.
هذه الأوساط للأسف معارضتها للحكومة لأسباب أيديولوجية كما قلت، وهم من النوعية التي تضع نفسها خارج دائرة المواطنين المتدينين كما هي غالبية الشعب التركي الذي يحترم الدين ولو لم يكن ملتزماً بأداء الشعائر الدينية بشكل يومي.
هذه الفئة من الشعب التركي وهم أقلية بالفعل تنزعج من أي توجه له معنى ديني مثل بناء مسجد أو مدرسة دينية، أي أن مشكلتهم نفسية مع الدين ويعبرون بكل صراحة أو وقاحة أنهم معادون للدين وللتدين، ومن الخطأ الفكري وصفهم بالعلمانيين بإطلاق، بل يمكن وصفهم بالعلمانيين المتغربين، أي الذي يريدون العلمانية الغربية، وهم طبعا ضد العلمانية التي يؤمن بها الشعب التركي، وهي أن العلمانية تحكيم العقل واحترم الديمقراطية وتطبيق الدستور وحماية الحريات الشخصية، وهم ضد هذه القيم التي توفر قاعدة حقيقية للمسلمين المتنورين.
هذا الحال ينطبق على ما يجري في مصر وتونس وكل الشعوب الإسلامية القادرة على المواءمة بين الإسلام والقيم الحضارية العصرية، ولذلك يفرحون لفشل الإسلاميين ويحزنون لنجاحهم وهذه مشكلتهم.
* ما هي الأطراف الإقليمية المستفيدة مما يجري في تركيا؟ وهل هو حقا حراك شعبي نابع من الداخل أم أن هناك أطراف خارجية متورطة بما يجري؟
- ما يجري ليس حراكا، وإنما احتجاج شعبي فئوي محصور على مشروع توسيع لميدان تقسيم، فإذا استغل من قبل المعارضة المشتهية للظهور فلن يتحول الاحتجاج إلى حراك جماهيري، أما الأطراف الإقليمية التي تساند سفاح سوريا فإنها تناقض نفسها، لأنه لا مجال للمقارنة بين الديمقراطية التركية وما يجري في دولها من أنظمة استبدادية وقمع للمعارضة بل وقتلها بمئات الألوف وتشريدها بالملايين لأنها طالبت بالإصلاح، فهذه الأطراف ليست مستفيدة وإنما هي تريد أن تشمت بما يجري في تركيا لتوهم شعبها بأن الشعب التركي غير راض عن حكومته التي تساند المستضعفين في سوريا، وهذا وهم لا وجود له في الشارع التركي.
* كيف ترى رد فعل النظام السوري، في بعض المقابلات التلفزيونية يتعجب المؤيدين للأسد من استمرار أردوغان في الحكم رغم خروج مظاهرات ضده؟
- كيف يمكن تصديق إعلام نظام يقتل كل يوم مئات النفوس البريئة؟ وكيف يمكن النظر لإعلام عصابة تضرب الشعب السوري بالأسلحة الكيماوية وبصواريخ سكود وبالطائرات الحربية وبالقنابل العنقودية وبالبراميل الحارقة؟ كيف يمكن تصديق إعلام عصابة دمرت ملايين البيوت والمنازل وتمنع الدواء والغذاء والماء عن الشعب؟ صدق المثل: إن لم تستح فافعل ما شئت أو قل ما شئت.
الرئاسة التركية لعبدالله جول، ورئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان لم يصلوا الحكم بانقلاب عسكري مثل أسرة آل الأسد، ولم يفوز أردوغان في الانتخابات بنسبة 99,999%، ولا يخرج من السلطة إلا بالانتخابات أيضا، فمن طالب بسقوط أردوغان له نفس أمنيات الانقلابين المعادين للديمقراطية، وكلمتي لهم "قل موتوا بغيظكم".
* كيف تفسر عدم تناول وكالة أنباء الأناضول وقناة الجزيرة للأحداث بشكل كاف؟
- وكالة الأناضول نقلت الحدث بكل أمانة وعبرت عن الواقع كما هو، وإدراكهم بأن الأحدث ليست حراكا سياسيا هو الأمر الذي أبعدهم عن تهويل الموضوع، أما قناة الجزيرة فبالغت أكثر من اللازم مع التزامها الحياد نسبيا، أما الجزيرة الإنجليزية فقد أساءت كما أساء الإعلام الموالي للنظام السوري، فلذا أرجو من إدارة القناة أن تراجع حساباتها، وتحاول نقل الخبر كما هو الواقع، وليس كما أساءت الجزيرة الإنجليزية، وعلى كل فأنا مع التغطية الكاملة والوافية لكل حدث.
* إذا كنتم ترفضون التدخل الخارجي عبر ردود الأفعال الدولية التي تدعو الأطراف لضبط النفس كما كان رد الفعل الفرنسي، فلماذا لا يكف أردوغان عن التدخل أيضا في الأزمة السورية؟
- لو كانت الأحداث التي وقعت في تركيا في الأيام الماضية معارضة شعبية وسياسية وضد سياسات الحكومة فعلا، فإن مكانها البرلمان والانتخابات القريبة القادمة، وهذا ما سوف يراه العالم أجمع، فتركيا أما عدد من الاستحقاقات الدستورية الانتخابية في غضون سنة ونصف.
وتركيا لا ولم ولن تتدخل في الأزمة السورية، وإنما هذه التهم تأتي من قبل العصابة الأسدية الغاصبة للسلطة في سوريا، فتركيا ورئيس الدولة ورئيس الوزراء أردوغان كانوا ضد تغيير بشار الأسد طوال السنة الأولى من الأزمة تقريبا، ولكن جرائمه ضد شعبه لا تجعل أحدا يقف إلى جانبه إلا وهو شريك له في الجريمة، وكل ما تقوم به تركيا السماح بإدخال مساعدات للشعب السوري من الحدود التركية وهذا واجب أخوي وديني وإنساني.
والأمر الآخر أنها لا تعارض دخول الفارين إلى أراضيها من أبناء الشعب السوري سواء كانوا مدنيين أو عسكريين ولا تمانع حركتهم بما يكفله الدستور الدولي والدستور التركي، سواء كانت نشاطاتهم تنظيم أنفسهم كمعارضة سياسية، أو محاولة تهريبهم للأسلحة إلى الداخل السوري، فالحكومة التركية لا تقوم بنفسها بأي عمل عسكري يدعم الثوار عسكريا، ولكنها تحمي حدودها أولا، ولا تملك أن تمنع تهريب الأسلحة إلى داخل سوريا في شريط حدودي يزيد عن 800 كلم، والحكومة التركية طالبت ولا تزال تطالب المجتمع الدولي بحماية الشعب السوري ووقف عنف النظام السوري من خلال مجلس الأمن لأنها لا تملك الحق القانوني للقيام بذلك لوحدها، فالحكومة التركية ترى ما يجري في سوريا ثورة شعب ضد الظلم والاستبداد والقتل والمجازر، ولن تكون إلى جانب الباطل مهما كان الثمن، وستبقى إلى جانب الشعب السوري حتى النصر.
* هل نجح نظام بشار الأسد أو إيران في نقل التوتر لدول الجوار كما كان يتوعد؟ وهل فعلا يستخدم ورقة العلويين الأتراك لتأجيج الشارع التركي؟
- نقل الأزمة السورية إلى الخارج ليس نجاحا لنظام بشار وإنما دليل على شدة الخناق عليه، وأنه محشور في الداخل مثل السجين، ولولا التهور الإيراني في دعم نظام بشار المتحالف معها في محور معادي للأمة العربية والإسلامية لما استطاع بشار البقاء إلى اليوم، فبشار ارتكب خطئا كبيرا في عدم الاستجابة للنصائح التركية منذ بداية الثورة الشعبية. وإيران ارتكبت خطأ استراتيجيا في معاداتها للعرب ومشاركتها نظاما ظالما وقاتلا ومجرما وسفاحا، لن تستطيع إصلاحه لعقود وربما لقرون قادمة، أما العلويون الأتراك فهم معذورون فيما يقومون فيه من حزن على ما يجري في سوريا وهم قلقون من مستقبل العلويين بعد أن أخذتهم أسرة آل الأسد إلى المهالك، فهناك من العلويين من يقف ضد آل الأسد وضد الحرب الطائفية التي يقوم بها ضد السنة، وهناك من يرون أنهم مطالبون بالوقوف مع المجرم مهما كانت النتيجة، وكلاهما في أزمة صنعها بشار الأسد وورطتهم بها إيران أكثر فأكثر، وإيران ضد العلويين عقديا ومذهبيا ولولا المصالح السياسية لما وجد بينهما اعتراف ولا تعاون، وللأسف فإن إيران تجد مصالحها في ضعف الأتراك والعرب وهذا أمر محزن ومؤسف، ولن تتوانى عن استخدام الورقة العلوية إن استطاعت في تركيا، ولكن وعي أبناء الطائفة العلوية في تركيا يدرك المكائد الإيرانية، وأنها تبحث عن مصالحها السياسية فقط، فهو المعني بالرد على المكائد الإيرانية قبل غيره.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.