تحولت مظاهرة تنظيم الإخوان وحلفائه من تيار الإسلام السياسى، أمام مسجد رابعة العدوية، أمس، من مليونية ل«نبذ العنف» إلى بروفة للعنف، بالاعتداء على مراسلى قناتى «سى بى سى»، و«أون تى فى»، والتحريض ضد الإعلاميين، ورفع أعلام الجهاد وتنظيم القاعدة، والرايات السوداء، وتنظيم عروض قتالية، وذلك قبل أيام من الدعوات لتظاهرات 30 يونيو، المطالبة بخلع الرئيس محمد مرسى، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وحشد تنظيم الإخوان وحلفاؤه، أعضاءهم من المحافظات، لتأييد الرئيس مرسى، ووزعوا عدة بيانات تقول: إن الحرب الحالية على الإسلام ممولة من مجموعة علمانية نصرانية والفلول لإسقاط المشروع الإسلامى، مهددين بعدم السماح بذلك حتى لو لجأوا للعنف. واعتدى أعضاء تنظيم الإخوان على وفد قناة «سى بى سى»، و«أون تى فى»، وأغلقوا كاميرا قناة «سى بى سى»، وهددوا بكسرها، ورفعوا لافتة كبيرة للإعلاميين «محمود سعد وعمرو أديب ولميس الحديدى وباسم يوسف وخيرى رمضان»، زعموا فيها أن هناك 14 إعلامياً يحصلون على 100 مليون جنيه شهرياً، وكتبوا عليها «العصابة»، ووضعوا الحذاء عليها، فى تحريض واضح ضدهم. ورصدت «الوطن» وجود كتائب من شباب الإخوان، يحملون «دروع وخوذ وعصيان»، ونظموا عروضاً قتالية ورياضات الكاراتيه والكونغ فو، كما جرى تنظيم كمائن للصحفيين منهم صحفيو «الوطن والمصرى اليوم»، وشهد محيط مسجد رابعة وجوداً مكثفاً لحملة تجرد التى حضرت بمجموعة من العربات «نصف نقل» أمام أبواب المسجد وشهدت إقبالاً شديداً من المتظاهرين، فيما انفجرت أنبوبة لأحد الباعة الجائلين أمام المسجد، وشهدت التظاهرة جمع تبرعات من قبَل أبناء التيار الإسلامى لسوريا، وسط وجود مكثف لنساء وفتيات الإخوان. ورفع المتظاهرون لافتات تأييد للرئيس منهما: «الجبهة السلفية ترفض 30 يونيو»، و«الثورة المضادة بقيادة ضباط الداخلية»، و«يوم 30 يونيو نهاية التمرد وبداية البناء»، ورفعت الجماعة الإسلامية مجموعة من المطالب للرئيس مرسى منها توفير فرص عمل للشباب ومراجعة من جرى تعيينهم بالوظائف الحكومية بعد الثورة والدعوة لانتخابات برلمانية ووضع ضمانات لنزاهتها، وضرورة الحوار الوطنى، وهتفوا «إسلامية إسلامية»، و«قوة عزيمة إيمان.. الزند فلول من زمان». ووصفت الجبهة السلفية «30 يونيو» بأنه انقلاب على الرئيس من «داخلية مبارك»، وأغلق أفراد اللجان الشعبية طريق النصر بشكل كامل لتأمين صلاة الجمعة، فى الوقت الذى وصلت فيه أتوبيسات الإخوان من محافظتى الغربية والدقهلية للمشاركة. ووصفت المنصة الرئيسية، المتظاهرين بأنهم «جنود الله فى أرضه»، فرد المتظاهرون بهتافات «لبيك ربى»، كما عرضت 15 إنجازاً للرئيس مرسى خلال السنة الأولى من حكمه، منها «أنه أول رئيس مصرى مسلم حافظ للقرآن، وساهم فى وضع أقوى الدساتير فى العالم، ولم يخوّن حزباً أو قوة سياسية، وسيجعل مصر مكتفية من القمح خلال 3 سنوات»، ووزع المتظاهرون قصيدة شعر عن مرسى قالوا فيها: «زعيم مؤمن مجاهد معاك الحق زائد.. شعب معاه يساند يساوى المجد كله». وشارك أحمد المغير، المعروف برجل خيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان، فى مظاهرة أمس، وقال: «نحن لا ننتصر بعدد ولا بعدة ولا عتاد، لكن ننتصر بإيمان فى القلوب وأخذ بالأسباب ودعاء للواحد القهار». وشكلت القوى المنظمة للمظاهرة غرفة عمليات مركزية للقوى الإسلامية، على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» لمتابعة أخبار المظاهرة. وقال الشيخ جمال عبدالستار، وكيل وزارة الأوقاف الإخوانى وخطيب مسجد رابعة العدوية: «نمر الآن بحرب على الإسلام من أهل الباطل»، مؤكداً أنه لا حل لمشكلة الاقتصاد ولا غيره إلا بالإسلام، وأضاف فى خطبة الجمعة: «هناك أنظمة ابتغت فى الأرض فساداً»، ووجّه كلمة للرئيس قائلاً: «ولا يغرنكم السفهاء وسيكفيك الله يا مرسى»، وردد المصلون «الله أكبر». وتابع فى خطبته: «إن مصر لن يحكمها إلا الإسلام والقرآن، ولن يأتى اليوم الذى يعطش فيه مصرى أو يجوع»، مؤكداً أنه لا يستطيع أحد أن يُخرج أى إسلامى من مصر لأن الله غرسه فيها، موجهاً رسالة إلى الإسلاميين قائلاً: «إياكم والفتن التى تدور بيننا وسنكون دائماً مع الإسلام ولن يستطيع أحد أن يخلعنا من هذه الأرض لأننا نزرع الخير فى البلاد، لكن هناك مخططات تدار فى 30 يونيو لتدمير البلاد»، واختتم خطبته بالدعاء على المعارضة قائلاً: «اللهم أهلك الظالمين الباغين، ومن أراد بالبلاد سوءاً فدمره، وانصر مرسى».