"كرامتنا رجعت لما عرفنا إن ابن عمنا استشهد".. بهذه الكلمات أعرب محمد عبدالسميع عبدالحميد 52 عاما، صاحب مكتب مقاولات، ابن عم الشهيد المجند عبدالحميد طه عبدالحميد سرحان، الذي عثر على رفات جثمانه أثناء شق طريق دولي في وسط سيناء منذ أيام، عن سعادته بنبأ استشهاد ابن عمه، ودفن رفاته في مقابر الشهداء بمحافظة السويس. وأضاف أنهم كانوا يعيشون طول الوقت على أمل أن ابن عمهم المفقود في حرب 67، سيعود في أي وقت، وظلوا على هذا الأمل 50 عاما، حتى عثر على رفاته خلال شق الطريق الدولي بوسط سيناء، خلال الأيام القليلة الماضية، مشيرا إلى أن شائعات وكلام الناس بالقرية كان يطاردهم بترديد أن المجند المفقود ربما يكون على قيد الحياة وتزوج في إسرائيل أو في الأردن أو تم أسره من قبل القوات الإسرائيلية. يشير ابن عم الشهيد، إلى أنهم علموا خبر العثور على رفات "عبدالحميد" من "فيس بوك"، عندما تعرف أحد أصدقائهم من أبناء قرية التوفيقية بمركز سنورس - مسقط رأسهم- على صورته من خلال صورة البطاقة الشخصية التي عثر عليها مع رفاته، وتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد أن شعروا بأن الرفات لابن عمهم المفقود في نكسة 67، تواصلوا مع الأجهزة المعنية، وبدأوا في اتباع الإجراءات المطلوبة. وتابع محمد عبدالسميع: "لما الناس جاءوا لتعزيتي.. قولت لهم هنأوني بالخبر لأننا أصبحنا نشعر بأن كرامتنا عادت إلينا لأنه شهيد في سبيل الوطن، وليس مفقود، وكنت أنوي إطلاق عيارين في الهواء ابتهاجا بذلك"، مشيرا إلى أن ابن عمه الشهيد، كان معلما بمدرسة التوفيقية الابتدائية، ومشهود له بالاحترام والنجاح والسمعة الطيبة، وعندما تم استدعائه للخدمة العسكرية للمشاركة في حرب 67، كان عمره 25 عاما، حيث كان يعيش في غرفة بالطابق الثاني من منزل العائلة. وأوضح أن الشهيد كان له شقيق أصغر يدعى "حسن"، وكان يقضي الخدمة العسكرية في القوات المسلحة في نفس توقيت استدعاء الشهيد للخدمة، وتوفيت أختهم الكبرى "آمنة" عام 1967 م، بعد فترة قليلة من علمهم بنبأ فقد شقيقها في حرب 67، وظل شقيقه الأصغر على أمل عودة الأخ الأكبر حتى توفي 2013م، مشيرا إلى أن والد الشهيد توفي حينما كان الشهيد طفلا، وتولت والدته تربيته، وتوفيت بعد فقدان "عبدالحميد" في حرب 67 بعشرة سنوات. فيما جلست (نجاح عبدالسميع عبدالحميد-مواليد 1954)، ابنة عم الشهيد وزوجة أخيه، وعلامات الحزن ترتسم على وجهها، في منزل العائلة الذي هدم وأعيد بنائه بالطوب الأحمر، بعد أن كان مبنيا بالطوب اللبن مسبقا، وهي تروي عن علاقتها الطيبة بالشهيد، وأنه كان لها أخا وليس فقط ابن عم. وقالت: "بكيت وحزنت جدا عندما علمت بخبر العثور على جثمانه، لأن أمل عودته في أي وقت كان يلازمني في حياتي.. إنني كنت أعتقد أنه تم أسره في الأردن أو إسرائيل أثناء الحرب". وتضيف ابنة عمه، أن الشهيد كان مرتبط بفتاة، وأحضر لها الشبكة قبل استدعائه للجيش بعد انتهائه من خدمته العسكرية، للمشاركة في حرب 67، وكان يعيش في منزل العائلة، وكنا نساعده جميعا من أجل استكمال مشواره والزواج بهذه الفتاة، ولكنه ذهب إلى الحرب ولم يعد مرة أخرى، حتى ظهر جثمانه منذ أيام. وطالبت أسرة الشهيد المجند عبدالحميد طه عبدالحميد سرحان، بإطلاق اسمه على مدرسة التوفيقية الابتدائية، التي كان يعمل مدرسا بها، تخليدا لذكراه، مثلما يتم تكريم كل الشهداء في سبيل الوطن. يذكر أن الشهيد المجند، من مواليد سنة 1942، وكان حاصل على دبلوم المعلمين، ويعمل مدرسا بمدرسة التوفيقية الابتدائية بنفس القرية التي كان يعيش فيها، وشارك في حرب اليمن مع القوات المسلحة المصرية، وفقد في حرب 67، وعثر على رفاته وهو مرتديا حذائه، أثناء شق طريق دولي بوسط سيناء، منذ أيام، وبالقرب منه رفات جنود آخرين.