سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«آشتون»: قلقون على اقتصاد مصر و"الإنقاذ" : لا بديل عن الانتخابات الرئاسية المبكرة المسئولة الأوروبية: هناك دول تنتظر مئات السنين حتى تنعم بالديمقراطية وعليكم بالصبر.. و«عبدالنور»: استمرار الوضع الحالى «مستحيل».. و«سعيد»: النظام فقد شرعيته
عقد وفد من جبهة الإنقاذ الوطنى لقاء، استمر 40 دقيقة، مع كاترين آشتون، الممثل الأعلى للشئون السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبى، أمس الأول، بناءً على طلب الأخيرة. وأبلغت المسئولة الأوروبية قادة المعارضة بأن الاتحاد الأوروبى لديه قلق شديد على الوضع الاقتصادى بعد 30 يونيو، وطالبتهم بالتحمل والصبر حتى الوصول للديمقراطية، الأمر الذى رد عليه قيادات «الإنقاذ» بتمسكهم بضرورة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ورفضهم أى دعم خارجى لنظام «يفقد الشرعية»، حسب قولهم. شمل الوفد الممثل لجبهة الإنقاذ فى الاجتماع مع «آشتون»: منير فخرى عبدالنور، الأمين العام للجبهة، والدكتور أحمد سعيد، رئيس حزب المصريين الأحرار، والسفير نبيل فهمى، القيادى بحزب الدستور، والدكتور عماد جاد، نائب رئيس الحزب المصرى الديمقراطى. وقال الدكتور أحمد سعيد: إن «آشتون» أكدت قلق الاتحاد الأوروبى الشديد من تظاهرات 30 يونيو، والاتجاه لوقوع عنف من الجانبين، وهو ما رد عليه قادة الجبهة -على حد قوله- بأن المتظاهرين اتبعوا -فى جميع تعبيراتهم ومظاهراتهم- السلمية، سواء كان فى أحداث يناير 2011 أو 2012 وغيرها من المظاهرات، إلا أنهم دائما ما يقابَلون بالعنف من قِبل فصيل لا يجيد التحدث إلا بهذه الطريقة. وأضاف ل«الوطن» أن «آشتون» لم تتطرق خلال الاجتماع إلى لقائها الرئيس محمد مرسى، أمس الأول، إلا أنهم استلهموا منها إصرار النظام الحاكم على العناد وعدم تغيير مواقفه، قائلا: «أبلغنا آشتون بأن المطلب الوحيد الآن هو إسقاط النظام بعد أن فقد شرعيته». وأشار «سعيد» إلى أن «آشتون» دعت قيادات الجبهة لمصالحة وطنية مع تنظيم الإخوان وبقية القوى السياسية، إلا أنه أبلغها عدم وجود «مرونة» من قبل النظام تجاه مطالب المعارضة. وتابع: «آشتون أعربت عن قلقها الشديد على الاقتصاد المصرى، وقالت إن الموجة المقبلة من المظاهرات والأحداث العنيفة ستؤثر تأثيرا بالغا على الاقتصاد وربما انهيار مفاصل الدولة»، مشيرا إلى أنه قال لها: «الوضع فى مصر سياسى، وإذا استقرت الأوضاع السياسية ورضى الشعب عن حكامه وقراراتهم وتصرفاتهم سيتطور الاقتصاد، أما بقاء الأوضاع كما هى عليه فهو الذى سيؤدى لانهيار الاقتصاد». وقال محمد العربى، نائب رئيس حزب المؤتمر، أحد الحاضرين: إن «آشتون» أعربت عن قلق الاتحاد الأوروبى من تطور الأحداث خلال الأيام القليلة المقبلة حتى 30 يونيو، وإنها طالبتهم باتباع المسار الديمقراطى، قائلة لهم: «الوصول للديمقراطية ليس سهلا، وهناك دول تظل لمئات السنين حتى تستطيع الوصول للديمقراطية»، وطالبتهم بأن يتحملوا ويصبروا مزيداً من الوقت حتى الوصول للديمقراطية الكاملة. وأشار إلى أنهم قالوا ل«آشتون»: إننا نعتبر دول أوروبا من الدول الصديقة، إلا أننا لا نريد لأحد أن يتوغل فى شئوننا الداخلية؛ فهى ملك لنا، موضحاً أنها ردت بقولها: «أتمنى ألا تكون هناك إراقة للدماء». من جانبه، قال منير فخرى عبدالنور، الأمين العام لجبهة الإنقاذ، ل«الوطن»: إن الاجتماع مع «آشتون» لم يكن للتوسط بين المعارضة والسلطة قبل 30 يونيو، مشيراً إلى أن الجانب الأوروبى جاء ليطرح أفكار لما بعد 30 يونيو، وما ستسفر عنه المظاهرات. وأضاف: طرحنا رؤيتنا بضرورة البدء فى مرحلة انتقالية جديدة وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وأن بقاء الحال على ما هو عليه أمر مستحيل؛ لأن النظام الحالى فشل بامتياز ولا يمكن لمصر أن تتحمل عواقب بقائه لفترة أطول. وأشار إلى أن قادة «الإنقاذ» أكدوا خلال الاجتماع امتلاك الجبهة البديل فى حال سقوط النظام الحالى، قائلاً: «عندنا بديل واضح وآمن وجاهز، ورؤية عملية لإدارة المرحلة الانتقالية». من جانبه، قال عماد جاد: إن الرؤية التى طرحناها خلال اللقاء هى المطالب التى جسدتها حملة تمرد وتبنتها «الإنقاذ»، وانضم إليها الملايين من الشعب، وتتمثل فى سحب الثقة من الرئيس، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وحول البديل الذى تقدمه الجبهة لمرحلة «ما بعد مرسى»، قال «جاد»: مرحلة انتقالية يديرها رئيس المحكمة الدستورية، ويجرى خلالها كتابة دستور جديد، ثم إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، وعن مرشح الجبهة فى الانتخابات الرئاسية المبكرة، قال القيادى ب«الإنقاذ»: هذا الأمر سابق لأوانه، لكن جبهة الإنقاذ سيكون لها مرشح واحد، سواء أحد قياداتها، أو من خارج الجبهة. وأضاف «جاد»: إن «آشتون» جاءت برسالة واضحة، هى أن استمرار الانقسام السياسى فى مصر سيؤدى لانهيار الاقتصاد المصرى، مطالبة بضرورة البحث عن صيغة توافقية لحل هذه الخلافات، مضيفاً: «أبلغنا الجانب الأوروبى أن الحل بيد الرئيس وهو من يملك المبادرة، ولم يستجب لأى من المطالب التى نادينا بها». من جانبه، قال السفير معصوم مرزوق، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالتيار الشعبى المصرى: إن قيادات «الإنقاذ» أكدت ل«آشتون» أن المطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة أصبحت مطلبا شعبيا، قائلاً: «أوضحنا لممثل السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى أن مطالب 30 يونيو الجارى لا تخص جبهة الإنقاذ وإنما أصبحت مطلبا شعبيا للشارع المصرى، خصوصاً بعد نجاح حملة تمرد فى جمع ما يزيد على 15 مليون توقيع لسحب الثقة من النظام الإخوانى».