انطلق، أمس، المؤتمر الدورى الثالث للشباب، الذى تستضيفه محافظة الإسماعيلية، على مدار ثلاثة أيام، وتوجه الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى مقر المؤتمر فى «مظاهرة بحرية» عبر سفينة شقت مجرى قناة السويس، وبصحبته عدد من شباب الجامعات وأبناء محافظات القناة. وانطلق المؤتمر بآيات من القرآن الكريم للقارئ ياسر الشرقاوى، وبعدها تم عرض فيلم «غنوة على السمسمية» عن بطولات أهالى مدُن القناة فى حروب 56 و67 و73. وتحدث الرئيس مع الأهالى وقام بمصافحتهم تقديراً لما بذلوه من فداء وتضحية لأرض الوطن، وتم توجيه التحية إلى روح شاعر المقاومة الراحل «الكابتن غزالى» الذى توفى فى أبريل الجارى عن عمر يناهز 89 عاماً، تقديراً لدوره الوطنى خلال حرب يونيو 67، حيث ساهم «غزالى» بدور محورى وفعال برفع الروح المعنوية فى تحقيق نصر أكتوبر 73، من خلال فرقته الغنائية «ولاد الأرض». وعزفت إحدى الفرق الشعبية، فى جلسة الافتتاح، موسيقى الأغانى الوطنية التى تميزت بها محافظات القناة، وتحديداً أغانى «الفولكلور». كما عرض خلال الجلسة فيلم «أبدع انطلق» عن المؤتمرات الشبابية، كما عقد لقاء بين الرئيس «السيسى» ومجموعة من شباب مدن القناة وسيناء. وشهد المؤتمر حضور 200 مدعو من الشخصيات العامة وكبار رجال الدولة، بالإضافة إلى 1200 شابة وشاب، فى تمثيل لمختلف الفئات من الجامعات والأحزاب والبرنامج الرئاسى وذوى الاحتياجات الخاصة، وجميع محافظات الجمهورية، وخاصةً محافظات القناة وشمال وجنوب سيناء. ويناقش المؤتمر، خلال جلساته المختلفة، عدداً من الموضوعات التى تهم المواطن المصرى فى الوقت الراهن، ومن بينها مواجهة ارتفاع أسعار السلع، والمسئولية المشتركة بين الدولة والمجتمع والمواطن فى هذا الصدد، وجهود الدولة لرعاية المواطن صحياً واجتماعياً، وآفاق التنمية المستدامة فى قطاعى البترول والكهرباء، بالإضافة إلى نموذج «محاكاة الدولة المصرية» الذى سوف يقوم شباب البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة من خلاله بمناقشة بعض التحديات التى تواجه الدولة، والفرص المتاحة أمامها من خلال طرح بعض الخطط والحلول لمواجهة هذه التحديات ومناقشتها مع كبار المسئولين. وتدور الجلسة الأولى للمؤتمر حول «آفاق التنمية المستدامة فى قطاعى النقل والإسكان، وآفاق التنمية بمحور قناة السويس»، بحضور رئيس مجلس الوزراء ووزيرى النقل والإسكان ورئيس هيئة قناة السويس، فيما تدور جلسة أخرى حول «مواجهة ارتفاع أسعار السلع ما بين المسئوليات والواجبات للدولة والمجتمع والمواطن» بحضور رئيس مجلس الوزراء ووزراء التموين والتخطيط والتضامن ونائب وزير الزراعة. كما يدور نقاش مفتوح بين الشباب ومجموعة من الخبراء فى جلستين، الأولى بعنوان «محاكاة مراحل الاقتصاد المصرى»، والثانية فى إطار نموذج محاكاة الدولة المصرية بعنوان «تقدير موقف عام للدولة»، بالإضافة إلى الأجندة التشريعية، التى ستتم مناقشتها بحضور رئيس مجلس الوزراء ووزيرة التخطيط، فضلاً عن جلسة أخرى بعنوان «جهود الدولة لرعاية المواطن صحياً واجتماعياً»، بحضور رئيس مجلس الوزراء ووزيرى الصحة والشباب. من جانبهم، أشاد عدد من نواب البرلمان بانطلاق فعاليات المؤتمر الثالث للشباب من محافظة الإسماعيلية، بالتزامن مع احتفال مصر بالذكرى ال35 بأعياد تحرير سيناء. وقال الدكتور صلاح حسب الله، عضو المكتب السياسى ل«ائتلاف دعم مصر»، إن انعقاد المؤتمر الثالث للشباب بإحدى مدن القناة فى ذكرى احتفالات مصر بالعيد ال35 لتحرير سيناء أمر مهم، ويعكس اهتمام القيادة السياسية بأبناء مدن القناة الذين تم تهميشهم لسنوات طويلة». وأضاف «حسب الله» ل«الوطن» أن «الرئيس السيسى يسعى دائماً من خلال هذه المؤتمرات إلى الاستماع لآراء الشباب المصرى فى العديد من القضايا»، مشيراً إلى أن «الرؤى التى طُرحت فى المؤتمرين السابقين للشباب تمت الاستفادة بها فى حل بعض القضايا الملحّة». فيما قال النائب مصطفى بكرى، عضو مجلس النواب «مستقل»، إن «الإجراءات التى يتخذها الرئيس السيسى فى ملف الشباب تعكس اهتمام القيادة السياسية بهذه الفئة من المجتمع، لتدريبها وتأهيلها للقيادة فى المرحلة القادمة»، موضحاً أن «جدول أعمال المؤتمر الثالث للشباب مخصص لمناقشة قضايا الحاضر والمستقبل، والتأكيد على ثوابت الوطن والتحديات التى يواجهها، وفى مقدمتها الإرهاب الذى يستهدف مصر والوطن العربى». وأشار «بكرى» إلى إن «هناك عدة قضايا ستكون هى المحك الحقيقى للنقاش على مدار اليومين القادمين، ومنها أزمة ارتفاع الأسعار وتحديات توفير السلع لجميع المواطنين، والرعاية الصحية والاجتماعية للشعب المصرى بمختلف طوائفه»، متوقعاً أن «يتم الإعلان عن بعض الإجراءات المبهجة التى ينتظرها المصريون فى نهاية المؤتمر». فيما قال النائب حسنى حافظ، عضو مجلس النواب، إن «تغيير مكان انطلاق فعاليات مؤتمر الشباب يؤكد حرص الرئيس على الاستماع لكل أطياف الشعب المصرى، وهناك أكثر من 150 شاباً وفتاة من مدن القناة يشاركون فى المؤتمر الثالث للشباب برؤى تؤكد عزيمة مصر وتطلعها إلى بناء مستقبل جديد بسواعد الشباب»، مشدداً على «ضرورة مشاركة البرلمان بتشريعات جديدة تترجم رؤى الشباب المصرى، لحل العديد من المشكلات التى ما زالت تواجه القطاع الشبابى خلال الفترة المقبلة».