سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أردوغان يقترح إجراء استفتاء بشأن حديقة "جيزي".. ونائبه للمتظاهرين: اتركوا الميدان في أسرع وقت الرئيس التركي يرحب بالحوار سبيلًا لحل المشاكل.. ووزير الخارجية يصف انتقادات الاتحاد الأوروبي ب"غير المقبولة"
عززت الحكومة التركية، اليوم، ضغوطها على المتظاهرين ليخلوا بسرعة آخر معقل لحركتهم الاحتجاجية، على أمل الانتهاء من الاضطراب السياسي الذي يهز البلاد منذ أسبوعين. وبعد تشدده في مواجهة الذين وصفهم ب"اللصوص" و"المتطرفين"، قام رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بخطوة عملية أولى حيال المحتجين، الذين عادوا بالآلاف إلى ساحة تقسيم مساء أمس، ليتحدوا عناصر الشرطة الذين سيطروا عليها. فخلال اجتماع مع نحو عشرة من "ممثلي" حركة الاحتجاج، وافقت الحكومة على مقابلتهم، اقترح أردوغان إجراء استفتاء في إسطنبول حول تطوير ساحة تقسيم، وهو المشروع الذي كان وراء بدء حركة احتجاجية واسعة ضد الحكومة. وقال نائب رئيس الحكومة حسين تشيليك "يمكننا أن نطرح هذه المسألة على استفتاء شعبي، وفي الديمقراطية وحدها إرادة الشعب هي التي تؤخذ بالحسبان". كما طلب تشيليك مرة جديدة من المتظاهرين الذين لا يزالون يحتلون حديقة "جيزي" المجاورة لساحة تقسيم، بضرورة مغادرتها "في أسرع وقت ممكن"، وقال "إن حديقة جيزي يجب أن تخلى في أسرع وقت ممكن، ولا يمكننا بالتأكيد الموافقة على استمرار هذه التظاهرات إلى ما لا نهاية". وتابع تشيليك، الذي هو أيضا المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، "يجب أن تعود الحياة إلى طبيعتها في حديقة جيزي، وأعتقد أنه بعد بادرة حسن النية هذه (احتمال إجراء الاستفتاء) فإن الشبان سيقررون مغادرتها. وفى ذات السياق، قال الرئيس التركي، عبد الله جول إنه يرحب بحل المشاكل عن طريق الحوار، في إطار القانون، في معرض تعليقه على اقتراح إجراء استفتاء لتقرير مصير حديقة تقسيم. و ردًّا على سؤال لأحد الصحفيين عن تقييمه للقاء رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان بفنانين أتراك وممثلين عن المحتجين في ميدان تقسيم، واقتراحه إجراء استفتاء حول الحديقة، أوضح جول أن التطورات المذكورة تبين كيف تعمل المعايير الديمقراطية في تركيا، ومدى ارتفاعها، وتلفت إلى كون تركيا دولة حقوق ديمقراطية. وأكد جول أن لقاء رئيس الحكومة التركية بممثلين عن المحتجين على مشروع تعديل ميدان "تقسيم"، هو نموذج جميل، موضحًا أن الحوار والتفاهم يكون بهذه الطريقة، وأنه من المؤكد التوصل إلى نتيجة. وبدوره، رفض وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، أمس، الانتقادات الأوروبية لتعامل بلاده مع الاحتجاجات المناهضة للحكومة المستمرة منذ أسبوعين. ووصف أوغلو تلك الانتقادات بأنها "غير مقبولة"، ردا على قرار للبرلمان الأوروبي أدان فيه الاستخدام المفرط للقوة من قبل الشرطة التركية ضد المحتجين. وقال وزير الداخلية التركي معمر جولر، إنه من الصعب استمرار ميدان تقسيم على هذه الصورة، ومن الضروري على المتظاهرين إنهاء تواجدهم في الميدان وحديقة "جيزي بارك". ونقلت فضائيتا "سكاي" و"سي.إن.إن. تورك" الإخباريتان عن جولر قوله، في حديث للصحفيين أمس، أنه من الممكن إجراء استفتاء حول "جيزي بارك" في حي "بي أوغلو" أو إسطنبول عموما، وفي إطار القوانين الداخلية والصلاحيات الممنوحة للبلدية والذي من الممكن إجرائه على شكل استطلاع رأي.