لم يكن برنامج «إكس فاكتور» مجرد برنامج لاكتشاف الأصوات الجديدة، لكنه أيضاً كان فرصة مهمة لاكتشاف شخصية وائل كفورى، الذى لا يعرف عنه الجمهور المصرى سوى أغنياته الشهيرة، وكونه شخصا منعزلا عن الإعلام والصحافة، حيث تم اكتشاف جانبه الإنسانى والشخصى، من خلال علاقته بزملائه فى البرنامج، أعضاء لجنة التحكيم، وكذلك علاقته بالمشتركين فى فريقه، خاصة أدهم نابلسى الذى يعتبره البعض صورة مصغرة منه. فى أول حوار له مع الصحافة المصرية، يتحدث وائل بقلب مفتوح، ووجه لم يظهر من قبل، يعبر عن حبه الكبير للشعب المصرى، وأمنيته أن يغنى للمصريين ويحيى حفلات فى مصر، ويعلن أسفه بسبب الأحداث السياسية التى تمر بها مصر والدول العربية. * فى البداية كيف تم الاتفاق على مشاركتك فى برنامج «إكس فاكتور»؟ ولماذا رفضت أكثر من عرض من هذا النوع؟ - فكرة المشاركة فى هذه البرامج غير مفضلة بالنسبة لى، فأنا لا أحب الظهور المتكرر، والجميع يتعامل معى على هذا الأساس ويحترم خصوصيتى، وبالفعل عرض علىَّ أكثر من برنامج اكتشاف مواهب، لكن لم يحدث اتفاق واعتذرت بلباقة، حتى جاء «إكس فاكتور» الذى لبى كل طلباتى دون مناقشة، فوجدت أنه لا مجال للاعتذار ما دامت أسرة البرنامج مصممة علىَّ لهذه الدرجة. * وما رأيك فى البرنامج ومستوى المتسابقين وفى التجربة بوجه عام؟ - استفدت كثيرا من هذه التجربة، حيث تعرفت بشكل أكثر على شخصيات من مختلف الجنسيات، وانفتحت على علاقات إنسانية رائعة، سواء مع لجنة التحكيم والزملاء المشاركين أو مع المتسابقين الذين حملوا آمالهم وأحلامهم على كفهم وجاءوا يتسابقون بمنتهى التحضر، وأنا شخصيا راضٍ عن البرنامج ومستواه، وأرى أنه لم يخصم من رصيدى مع الناس، بل بالعكس أضاف لى كثيرا، خاصة أنه كشف الجانب الإنسانى لى عند الناس. * لماذا تفضل العزلة دائما وتنقطع عن وسائل الإعلام والصحافة؟ - أنا مطرب وعملى هو الغناء وليس الحديث أو «الشو» الإعلامى، ولذلك أحدد أهدافى جيدا وأعمل على تطوير نفسى واختيار أغنياتى أكثر من الحرص على الظهور الإعلامى، وهذا ما يفسره البعض بأنه انعزال، لكن إذا لم يكن لدىَّ شىء فنى لأقدّمه فما الداعى للظهور؟ وكذلك أفضل الاحتفاظ بحياتى الشخصية لنفسى، فهذا أمر يخصنى ويخص عائلتى فقط. * كثير من المصريين تعرفوا عليك كإنسان فقط من خلال البرنامج، خاصة أنك لم تغن باللهجة المصرية إلا مرة واحدة؟ - أسعدتنى جدا ردود الفعل التى وصلتنى من مصر فى شكل رسائل على «تويتر» و«فيس بوك» أو من خلال مصريين قابلونى وقالوا إن المصريين تعرفوا عليك جيدا وعرفوا أنك شخص بسيط وأحبوك ووضعوا صورتك على صفحاتهم الخاصة ب«الفيس بوك»، والبعض قال لى إنك للمرة الأولى تظهر بشكل إنسانى، بعيدا عن فكرة أنك مطرب، وهذا دعم شعبيتك فى مصر، وربما هذا الكلام أجمل ما سمعت فى حياتى، فالجمهور المصرى ومحبته تاج فوق رأس أى فنان فى العالم، ووصول أى فنان لقلوبهم أمر شديد الصعوبة، وربما أفضل ما حققه لى «إكس فاكتور» هو الاقتراب من الجماهير العربية جميعا، وأرجو إبلاغ سلامى وحبى للمصريين ورغبتى فى الحضور إلى مصر والغناء للشعب المصرى العاشق للفن. * ولماذا تقاطع اللهجة المصرية فى أغنياتك بخلاف أغنيتك الوحيدة «باعترف لك إنى بحبك»؟ - مستحيل أن أقاطع اللهجة المصرية، فأنا أعشقها وأعشق المصريين وتذوقهم الفنى، بل بالعكس أتمنى أن أكرر التجربة باللهجة المصرية، فما زالت أغنية «باعترف لك» من أجمل الأغنيات فى مشوارى الفنى، ولا مانع عندى من الغناء بكلّ اللهجات العربية لو وجدت الموضوع المناسب ولو تطابق صوتى مع الكلمات والألحان، وعزائى الوحيد أن الجمهور العربى يحفظ أغنياتى باللهجة اللبنانية، لكن بالتأكيد لو غنيت باللهجة المصرية سأكون أكثر قربا من المصريين، وهذا يزيد نجاحى فى القاهرة وأمام ملايين الناس الذين أحترمهم كثيراً وأتمنى أن أسعدهم. * الحزن لم يفارق وجهك بعد سماع خروج المتسابق أدهم نابلسى من التصفية النهائية لبرنامج «إكس فاكتور» فهل كنت تتوقع خروجه؟ - آخر ما كنت أتوقعه أن يخرج «أدهم» فى التصفيات النهائية للبرنامج، لأنه يتمتع بكل مقومات مطرب ال«إكس فاكتور» وهذا بشهادة الجميع، سواء لجنة التحكيم أو الجمهور الذى ظل يصفق له حتى انتهاء الحفل، لذلك فاجأنى التصويت الذى ظلمه بشدة، وأنا بطبيعتى شخصية تلقائية لا أستطيع أن أخفى انفعالاتى، لذا ظهر على وجهى الحزن طوال الاحتفال وحتى نهاية الحلقة، وربما من حسن حظى أن تكون عيناى متعبتين لذلك ارتديت نظارة شمسية أفادتنى فى إخفاء ملامح الحزن فى عينىّ. * هل ترى أن التصويت من الممكن أن يعصف بموهبة مثل أدهم وأن يخرجه من النهائيات بسبب آراء جمهور تدخل فيها أهواء وسياسات دول؟ - بالتأكيد.. التصويت ظلم «أدهم» لكنى لا أستطيع أن أجزم بأن هناك لعبة أو أهواء سياسية تدخلت فى إنصاف موهبة عن الأخرى، وما يتردد بهذا المعنى يحتمل الصواب أو الخطأ. * كلامك يعنى أنك تؤمن بموهبة «أدهم» فما الخطوة القادمة التى ستقدمها لتساعده؟ - مقتنع تماما بموهبة وحضور «أدهم» ولولا اقتناعى به ما كنت حزنت كل هذا الحزن بسببه، وبصراحة حتى الآن ليست لدىَّ أى خطة واضحة لمساندته، لكنى على استعداد تام لأى شىء يطلبه منى. * هل ستشارك فى «إكس فاكتور» فى موسمه الثانى؟ - لا أستطيع أن أجيب عن هذا السؤال، لأن الوقت ما زال مبكرا ولابد أن أحصل على فترة طويلة للتفكير، وأفضل الآن أن أبتعد عن أى قرارات وأخصص الوقت الحالى للاستجمام بعد فترة تعب استمرت شهورا عديدة. * توقفت خمس سنوات كاملة عن إصدار الألبومات حتى أصدرت ألبوم «يا ضلى يا روحى» فلماذا أنت مقل فى أعمالك بهذا الشكل؟ - أفضل اختيار أغنياتى بشكل دقيق، وهذا يحتاج وقتا كبيرا حتى أختار أفضل كلمات وألحان، ولا أخشى أن أكون مقلا، ولكن أخشى أكثر الوجود بأعمال ضعيفة تقلل من أعمالى السابقة ولا تضيف لى، كما أن الأوضاع السياسية على مستوى الوطن العربى كلها غير مشجعة على إصدار أى ألبومات. * الظروف السياسية فى كل الوطن العربى شديدة الاضطراب، فهل موضة برامج اكتشاف المواهب تصلح فى هذا الوقت؟ - بكل أسف كل الوطن العربى الآن أحواله واضطراباته وضحاياه شىء «يوجع القلب» وأتمنى أن تستقر الأمور ويحل السلام من جديد ويتوقف العنف وتحقن الدماء، ورغم كل هذه الظروف التى تبدو غير مناسبة للفن والغناء، فإن الحياة لا بد أن تستمر، ودور الفن فى هذه الأوقات العصيبة مهم، حيث يلعب دور الترفيه عن الناس وإخراجهم من التوتر والقلق والحالة النفسية السيئة، ونحن فى لبنان نغنى وسط النار والقصف والتوتر وكل الشعوب العربية شعوب محبة للحياة وتتخطى الصعوبات بقوة وهى تغنى وتبتسم. * وما رأيك فى موضة برامج اكتشاف المواهب التى أصبحت «بزنس» المطربين بسبب حالة الركود الذى تعانيه سوق الغناء؟ - لا يهمنى أن تكون موضة أو لا، وأيا كانت الأسباب فما دامت تلك البرامج ترفه عن الناس وتقدم أصواتا شابة وتساعد أشخاصا يبحثون عن فرصة فهى ظاهرة إيجابية.