قبلت كوريا الجنوبية اليوم عرض كوريا الشمالية إجراء مفاوضات رسمية حول مواضيع خلافية، بعد أشهر من التوتر العسكري بين البلدين. وتأتي الدعوة إلى الحوار بعد تصاعد التوتر بشكل كبير بين الغرب والنظام الكوري الشمالي، إثر إجرائه تجربة نووية ثالثة في فبراير، وتلويحه بشن هجمات ضد الجنوب وضد الولاياتالمتحدة. وأعلنت وزارة إعادة التوحيد، المكلفة بالعلاقات مع بيونج يانج، في بيان، أن الحكومة الكورية الجنوبية "ترحب بشكل إيجابي بعرض كوريا الشمالية إقامة مناقشات رسمية"، موضحة أنها ستعلن لاحقا مكان هذه المفاوضات وجدولها الزمني. وأضافت: "نأمل أن تستغل كوريا الشمالية والجنوبية هذه الفرصة لإقامة علاقة مبنية على الثقة المتبادلة". وكانت كوريا الشمالية عرضت اليوم إجراء مفاوضات مع الجنوبية حول عدد من المواضيع، منها إعادة فتح مجمع كايسونج الصناعي المشترك بين البلدين، وجمع العائلات التي انفصلت في نهاية الحرب الكورية عام 1953. وقدمت لجنة الشمال لإعادة التوحيد السلمية لكوريا، المكلفة بالعلاقات مع الجنوب، هذا العرض بعد أشهر من التوتر العسكري في شبه الجزيرة الكورية. ولم تحدد اللجنة مستوى التمثيل المقترح لهذه المحادثات، لكنها أشارت إلى أن مكان المفاوضات وزمانها "يمكن أن يتم تحديده وفقا لرغبات الجنوب". وتبدي كوريا الشمالية استعدادها لمناقشة مستقبل موقع كايسونج الصناعي، الذي كان يعمل فيه أكثر من 50 ألف موظف كوري شمالي ومئات الإداريين الكوريين الجنوبيين، وأغلقته سلطات بيونج يانج مطلع أبريل، رغم أنه يعتبر مصدرا مهما للعملات الأجنبية لها. كما يبدي الشمال استعداده للتفاوض بشأن استئناف الزيارات السياحية إلى جبل كومجانج، أحد أجمل المواقع الطبيعية في كوريا الشمالية المطل على البحر. وجاء في بيان اللجنة، الذي نقلته وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية، أنه "يمكن مناقشات المسائل الإنسانية، مثل لم شمل العائلات المنفصلة، خلال هذه المفاوضات إذا اقتضت الحاجة".