قال أحمد أبوالغيظ، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن أحد مظاهر استفحال خطورة الإرهاب وصوله إلى درجة تهديد مقومات الدولة الوطنية، والعبث بالنسيج الاجتماعي والسلم الأهلي، ومصادرة أحلام الشباب، والزج به في عمليات التخريب وإحداث الاضطرابات. وأكد الأمين العام، خلال كلمته التي ألقاها نيابة عنه السفير أحمد بن حلي في المؤتمر الوزاري بشأن "الإرهاب والتنمية الاجتماعية: أسباب ومعالجات" في شرم الشيخ اليوم، أن هذا الأمر يتطلب تعبئة المجتمع بكافة فئاته وقواه ومنصاته، بدءا بخلية الأسرة أو المدرسة، وصولا إلى الحكومة بأجهزتها المختلفة، بحيث يصبح المواطن في حيّه وفي قريته هو العين الساهرة على أمن وطنه ومستقبل أجياله قبل اعتماده على الأجهزة الأمنية والعسكرية. وتابع: "تحمل الحكومات الوطنية مسؤولية بناء دولة الحق والقانون وإزالة كل أنواع الغُبن والظلم، وتجفيف المستنقعات الفكرية والمادية التي يتغذى الإرهاب على طحالبها، وتنقية الحاضنات التي يعشعش في مناخها، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتسريع وتيرة التنمية الاجتماعية، وفتح فرص العمل أمام الشباب وتكوينه علميا ومهنيا وتحصينه ضد أيديولوجية الإرهاب، وتنقية عقولهم من الخزعبلات الموروثة والتفسيرات المغلوطة لصحيح الدين الإسلامي الحنيف، وقيمه العليا، وترشيد الخطاب الديني والوعظ الإرشادي، وتعبئة المنظومة الإعلامية بفنونها وتقنياتها من أجل محاربة الإرهاب فكرياً قبل مقارعته قضائيا وأمنيا، وجعل المواطنة هي المظلة التي يستظل بظلها جميع المواطنين سواسية".