«أنا تلاتين عتريس فى بعض».. فاكرين هذه الجملة اللطيفة التى وردت على لسان واحد من رجالة «عتريس» فى فيلم «شىء من الخوف»، ذلك الذى سكن «الدماغ المصرية» بالهتاف الشهير «جواز عتريس من فؤادة باطل»؟ لا أجد تشخيصاً لحالة الإخوان خيراً من نموذج «شكرى» الذى أصابه الجنون بسبب إخفاق حلمه فى أن يصبح مثل عتريس الذى كان يحكم البلد بالحديد والنار. فالمتابع لتصريحات مسئولى الإخوان سوف يجد أنها لا تخرج عن هذه الجعجعات: «والله أنا عتريس. وحياة النبى أنا عتريس. أنا تلاتين عتريس فى بعض»! فبعد ساعات من فض اعتصام العباسية بالقوة العسكرية الجبرية وتحقيق نصر مبين على المتظاهرين الذين حاولوا الزحف إلى وزارة الدفاع مسلحين بالقنابل الحنجورية ومدافع الصوت العالى وخراطيم الهتاف و«انخراط» جنود المجلس العسكرى وبعض الأهالى فى «رقصة النصر» بعد «تخريط» المتظاهرين. بعد كل هذا المولد خرج علينا الإخوان المسلمون يعلنون أن التصعيد والاعتصام واردان إذا لم يستجب المجلس العسكرى لمطالبهم بإعادة تشكيل المحكمة الدستورية وإقالة الحكومة «والله أنا عتريس»، وصرح محمد عماد الدين، عضو الهيئة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة، بأنهم سيقدمون استجوابات ضد الحكومة بشكل عام ووزير الداخلية بشكل خاص «وحياة النبى أنا عتريس». ووصل «عماد الدين» إلى الدور «الفوقانى» خالص فى «العترسة» عندما أعلن أن من حق البرلمان محاكمة المجلس سياسياً بعد اعتدائه على المتظاهرين «أنا تلاتين عتريس فى بعض»! شوف الأكادة! هيقدموا استجواب للحكومة التى يطالبون بحدفها من الشباك. وهيعتصموا فى «التحرير» ضد ما حدث فى «العباسية»! لأنهم مؤدبون ويفهمون جيداً معنى «الحرمة»، حرمة وزارة الدفاع طبعاً! فى هذا السياق نستطيع أن نفهم تلك التخريجة «العتريسية» المرتبطة ب«المحاكمة السياسية» للمجلس من خلال البرلمان! ويبدو أن «العتارسة» لا يدرون أن جمجمة الناس لم يصبها «خرم الأوزون» بعدُ ل«تخر» منها حكاية أن المجلس ترك الإخوان يصيحون ويرعدون ويصخبون بالمطالبة بإقالة الحكومة «المجنزرة»، أى المحمية بمجنزرات الجيش، ولم يحاكموه سياسياً رغم أنه تركهم يخاطبون حيطان مجلس الشعب حتى طقوا من جنابهم فتركوه وعلقوا جلساته على أقرب «شماعة» سياسية. الإخوان يصيحون صياح «الديكة» مثلما كان يصرخ مجنون «العترسة» فى فيلم «شىء من الخوف». وبالمناسبة «عتريس» فى اللغة معناها «الديك»، ومن خصائص الديك أنه يصيح فى أى وقت من ليل أو نهار، ويحمر «عُرفه» عندما يغضب ظناً منه أنه يخيف بذلك من حوله، رغم أن كل من يعرف «العتاريس» جيداً يعلم أن أداءهم تحكمه نظرية «طق الحنك» من أجل إغراء الآخرين ب«سد الحنك»!