منهمك فى قراءة دروسه تمهيداً للخلود للنوم قبل الاستيقاظ مبكراً لارتباطه بموعد درس اللغة العربية للصف الثالث السنوى، قبل أن يجد الأب طرقاً مكثفاً على باب المنزل وتهديدات «افتح وإلا هنكسر الباب» لتنفذ الشرطة تهديداتها وتقتحم المنزل بالقوة تبحث عن الابن الأصغر للعائلة ذات الأربعة أبناء «عبدالرحمن عبدالودود» صاحب ال16 عاماً طالب الثانوية العامة القاطن فى منطقة المطرية الذى شارك فى الثورة بحثاً عن الحرية، الذى يقضى أسبوعه الرابع حالياً داخل سجن العقرب شديد الحراسة بتهمة الانتماء لمجموعة «البلاك بلوك»، وحالته الصحية تسوء يوماً بعد الآخر وعبارة «انتوا رايحين فى داهية.. عشان تتظاهروا كويس» هى اللغة السائدة على ألسنة الضباط والأفراد داخل السجن. الأب الذى انفرغ منذ صلاة الفجر قبل الاقتحام بدقائق الذى كان مدعماً، بحسب الأب، بقوات عمليات خاصة، حاول إقناع رجال الشرطة بأن الابن الصغير لا يمكن أن يكون متورطاً فى مجموعة «البلاك بلوك»، ولكن الإجابة الشرطية كانت واضحة: «عندى أوامر إنى أقبض على ابنك دلوقتى »، الأب يحكى: «الشرطة أصرت على مداهمة المنزل والبحث فى غرفة عبدالرحمن، تحصلت على أوراق وفتشت فى جهاز الكمبيوتر الشخصى، قبل أن تلقى القبض على عبدالرحمن وسط مقاومات من أفراد أسرته بالصراخ والعويل، لدرجة دفعت الشرطة لاستخدام سلاح «self Defence»، لإتمام عمليات القبض، مما أصاب الأم وأخواته البنات بحالة إغماء من جراء السلاح المخدر»، الأب الذى يعمل مهندساً معمارياً اتجه للسؤال عن الابن فى قسم المطرية، المأمور أخبره صراحة: «تهمة ابنك كبيرة.. ربنا يسترها عليه»، ورغم محاولات المحامين معرفة مكان احتجاز الابن طوال ليلة الجمعة، فإن الرد كان موحداً من نيابة التجمع الخامس «مش مسموح تعرفوا». رويداً رويداً بات مستقبل طالب الثانوية العامة قاب قوسين أو أدنى من الضياع، مع بداية العد التنازلى على امتحانات نهاية العام ومصيره ما زال مجهولاً، احتجاز داخل زنزانة انفرادية فى سجن العقرب شديد الحراسة مع لائحة اتهامات تقترب من الستة أبرزها «إثارة الشغب واقتحام مكتب إرشاد تنظيم الإخوان المسلمين ومحاولات اقتحام القصر الرئاسى»، الأب يواصل الرواية: «ابنى محبوس داخل زنزانة كانت مخصصة للمتهمين المنتمين لتنظيم القاعدة، وحالته الصحية تسوء يوماً بعد الآخر بسبب الطعام والمياه الملوثة التى تقدم لهم، فضلاً عن التضييقات فى كل مناسبة للزيارة وكل المؤشرات الصادرة من النيابة أن القضية فى طريقها للإحالة للمحاكمة». أخبار متعلقة: الاعتقال في "زمن مرسي" «زيزو» ..والتهمة «هتيف» الطفل «عبدالكريم» :«30 يوماً كعب داير» بتهمة تحطيم «شيبرد» قيادات إخوانية ل" البحيري": "بلاش إضراب يا شيخ طارق .. أحسن لك" «بسمة» ذهبت للاتحادية للهتاف ضد «مرسى».. لتواجه الموت داخل الإصلاحية