مرات ثلاث، كانت محصلة اعتقاله فى السنوات العشر الأخيرة، أولاها كانت بسبب هتافه ضد مبارك أثناء مشاركته فى مظاهرات الانتفاضة الثانية أمام جامعته، «القاهرة»، ليتم سحله واعتقاله لساعات ويتم الإفراج عنه بعد التحريات التى أثبتت عدم انضمامه لأى حزب سياسى، وأنه ما زال طالباً فى الصف الأول من كليته، تمر الأيام وتشتعل ثورة، وينضم إليها الشاب تحت مظلة «6 أبريل»، ويتم اعتقاله للمرة الثانية فى أحداث السفارة السورية أثناء حكم أول رئيس منتخب بعد الثورة، «مرسى»، ويتم ترحيله واعتقاله فى معسكر السلام، ليخرج الشاب الثائر ويقرر هو وزملاؤه الخروج بمظاهرة بالملابس الداخلية أمام بيت وزير الداخلية، اعتراضاً على ممارساتها ضد الثوار ليتم اعتقاله هو واثنين من زملائه 27 يوماً فى سجن «العقرب». «عبدالعظيم فهمى»، أو «زيزو عبده»، أو «هدير الثورة»، و«هتيفها»، كلها أسماء لشخص واحد، خرج ضد ظلم وطغيان «داخلية مبارك» فنجح فى إسقاطها وأتى رئيس جديد اكتوى بتعذيب داخليته قائلاً: «تظاهرنا سلمياً أمام منزل وزير الداخلية فكان الاعتقال والسحل والإهانة والاذلال هو عقابنا». البداية بدأت بالتظاهر، ثم انتهت بالاعتقال داخل مدرعة الشرطة تم خلالها تعذيبه بالعصى الكهربائية والركل «بالركب» الحديدية المزودة بها ملابس الداخلية الحديثة وتعمد الإهانة بالشتائم والإذلال بالضرب على الوجه لمدة 4 ساعات، ليتوقف الضرب ويتم اصطحابه خارج المدرعة، ليجد رئيس مباحث ومأمور قسم مدينة نصر يجلسان فى الشارع على منضدة، وبدء عمل محضر له ولزملائه ليتم اصطحابهم بعد ذلك إلى قسم القاهرة الجديدة ومنه إلى سجن طرة، عنبر المزرعة، لمدة 4 أيام لينتقل بعد ذلك إلى سجن العقرب. استقبالهم فى سجن العقرب كان مختلفاً، حيث تم إيداعهم فى عنبر 21 زنزانة انفرادية، أرضياتها مسلحة، لا يقوى أحد على المبيت على أرضيتها الممتلئة، بنتوءات من الزلط والحجارة، الحشرات والأتربة، تنتشر على جدرانها وهو ما يدل على أن المكان مهجور لفترات طويلة، ليعلم الشباب المحتجزون أنهم فى أماكن كانت مخصصة للجماعات الإسلامية وتنظيم القاعدة والجماعات التكفيرية المحكوم عليهم بالإعدام وتلك الزنزانات كانت مخصصة لهم قبل تنفيذ أحكام الإعدام عليهم وهو ما شكل ضغطاً نفسياً عليهم. الإضراب عن الطعام، كان هو الحل الوحيد ل «زيزو» ورفاقه، أملاً فى أن يفهموا سبباً لوجودهم فى معتقل «شديد الحراسة» ومخصص لاستقبال الجماعات الإرهابية، ليخبرهم أحد الضباط بأنهم موجودون فى ذلك المكان كعقاب، وانتقام منهم على إهانتهم لوزير الداخلية، إلى أن يسمح لهم بمقابلة وكيل النيابة للتحقيق معهم، ويشتكى المعتقلون من سوء المعاملة وأنهم جلسوا لفترات طويلة دون تحقيق على ذمة الحبس الاحتياطى ويخبرهم وكيل النيابة بأنه كان موجوداً فى السجن منذ 3 أيام وسأل عنهم، إلا أن إدارة السجن نفت وجودهم. انتهاكات كثيرة يرويها «زيزو»، بداية من عمل محضر له ولرفاقه فى الشارع، مروراً بإهانتهم وتعذيبهم نفسياً وجسدياً، وهو ما فسره قائلاً: «ما يحدث من قبل نظام مرسى وداخليته ما هو إلا تصفية لكوادر العمل الميدانى، وأن ما يتعرض له الثوار من اعتقالات فى سجون مرسى، ما هو إلا بداية النهاية لزوال نظام الإخوان». أخبار متعلقة: الاعتقال في "زمن مرسي" «عبدالرحمن» .. في «زنازين القاعدة» الطفل «عبدالكريم» :«30 يوماً كعب داير» بتهمة تحطيم «شيبرد» قيادات إخوانية ل" البحيري": "بلاش إضراب يا شيخ طارق .. أحسن لك" «بسمة» ذهبت للاتحادية للهتاف ضد «مرسى».. لتواجه الموت داخل الإصلاحية