احتل الشيخ يوسف القرضاوى، المقرب من جماعة الإخوان، الذى كان برنامج «الشريعة والحياة» على قناة «الجزيرة» أحد أسباب شهرته فى العالم العربى، مكاناً بارزاً فى الكتاب الفرنسى بوصفه أحد الوجوه التى تعتمد عليها قطر فى تحريك الأحداث. يصف الكتاب الشيخ يوسف القرضاوى بأنه «إحدى الأوراق الرئيسية التى تستخدمها قطر لحماية نفسها ضد عنف وهجوم التيارات الإسلامية المتطرفة عليها». وقال أحد مؤلفى الكتاب، إن «القرضاوى» قال له، فى مقابلة معه فى ديسمبر 2006: «إن الأمير حمد قال لى: أنت حماية لنا ضد التطرف». ويواصل الكتاب بأن «القرضاوى هو أحد الوجوه البارزة التى تستضيفها الدوحة. هؤلاء «الضيوف» تستخدمهم قطر لتمرير الرسائل التى تريد. فمثلاً، عندما أراد الأمير حمد تمرير قانون يمنح حق التصويت للمرأة، وهو قانون يقف ضده غالبية القطريين المحافظين، طلب الأمير حمد من الشيخ يوسف القرضاوى أن يقوم بإلقاء الخطب على منابر المساجد مروجاً لمنح حق التصويت للمرأة». ويواصل الكتاب: «وبالمنطق نفسه، عندما اشتعل الموقف فى الجزائر، عرض أمير قطر خدمات الشيخ القرضاوى عليها، فسافر الشيخ إلى الجزائر على متن الطائرة الخاصة للرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة، لكى يعظ ويدعو لاتفاق المصالحة الوطنية بين الحكومة والإسلاميين الجزائريين. وتابع الكتاب رواية دور الشيخ القرضاوى فى السياسة القطرية «يروى وليد المعلم، وزير الخارجية السورى عن لقاء جمع بينه وبين أمير قطر فى الدوحة فى نوفمبر 2011»: «قال لى الأمير: لو أنكم قبلتم المبادرة العربية، سأغير من موقف «الجزيرة»، وسأقول للشيخ يوسف القرضاوى أن يقوم برعاية اتفاق المصالحة فى سوريا، وسأضع عدة مليارات من الدولارات لإعادة إعمار بلادكم». على أن «القرضاوى» كان له دور أكثر أهمية فى تشكيل موقف الأمير من ثورات الربيع العربى، وقرار بدعم وصول الإخوان للحكم فيها. حيث اتخذ الأمير قرار دعم الإخوان بحسبة استثمارية، بعد أن أنفق على دعمهم بالفعل من خلال ظهورهم فى قناة «الجزيرة»، واستضافة «القرضاوى» فى الدوحة. يقول الكتاب: «إن الأمير حمد شديد المكر، ويجيد اقتناص الفرص، فعندما طلبت السعودية مغادرة الجنود الأمريكان لأراضيها، عرض عليهم حمد فوراً إقامة قواعدهم فى قطر. كان هو الذى ذهب إليهم، وبادر بعرض خدماته عليهم، وهو ما منحه اليد العليا عليهم بشكل ما. وتكرر نفس الشىء فى ثورات الربيع العربى. لم يساند أمير قطر ثورات الربيع العربى لأسباب فكرية أو عقائدية فهذا ليس ما يشغله. ما يشغله هو الفرص التى يمكنه اقتناصها». ويتابع: «نظر الأمير للموقف فى الدول العربية بعد الثورة، وقال لنفسه: إنه بما أن قطر تؤوى الشيخ يوسف القرضاوى وتموله وتنفق عليه، وبما أن أصدقاء القرضاوى من الإخوان هم وحدهم من أظهروا قدرة على تقديم قوة منظمة فى قلب العالم العربى، وبما أن هذا حدث بفضل قناة الجزيرة التى نشرت رسالتهم وروجت لهم، إذن، فأمام قطر فرصة لن تتكرر لكى تلعب دوراً إقليمياً حقيقياً، وعلى هوى الشارع العربى فى نفس الوقت». على أن «حماية» القرضاوى لقطر، على ما يبدو، لا تحظى بثقة كبيرة لدى الكتاب الفرنسى الذى يقول: «إن حماية القرضاوى لقطر من التطرف الإسلامى ليست حماية سارية فى كل الحالات، كما حدث مثلاً عام 2005 عندما فجر انتحارى نفسه فى أحد مسارح الدوحة فى هجوم إرهابى، ما أثبت أن استضافة وجوه بعينها لا يكفى قطر شرهم فى كثير من الحالات». أخبار متعلقة: يعيش دفتر الشيكات.. ويموت الشعب بيزنس «قطر» لبيع وشراء واستبدال الرؤساء العرب! «إكرامية» الموظف 10 آلاف دولار .. ورئيس الوحدة 50 ألف دولار «تسليح الإخوان» سر الخلاف الأخير بين السعودية وقطر بكم اشترت قطر دور مصر؟