قال بيان صادر، اليوم، عن مساعد أمين عام الأممالمتحدة لشؤون سيادة القانون والمؤسسات الأمنية ديمتري تيتوف، إنه قام بزيارة هامة إلى مصر، مضيفا: "يسعدني كثيرا أن أكون هنا في مصر هذا الأسبوع، حيث تأتي هذه الزيارة في وقت له خصوصيته بالنسبة للأمم المتحدة". وأكد تيتوف أن الأمين العام الجديد، أنطونيو جوتيريش، عازم على استعادة أسبقية السياسة في عمل المنظمة، وإعادة وضع الوقاية والدبلوماسية مرة أخرى في صلب عمل الأممالمتحدة. وتابع: "كما أنه حريص على إجراء إصلاحات كبرى في المجالات السياسية، والإنمائية والإدارية لهذه المنظمة الدولية الفريدة، إنني واثق بأن مصر ستكون شريكاً رئيسياً في هذا المسعى، بقدر ما هي جسر بين أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا". واستطرد: "إن إدارة عمليات حفظ السلام، التي أمثلها، تقدر كثيراً المساهمة المصرية في صون السلم والأمن الدوليين، إن مصر الآن هي سابع أكبر مساهم بضباط الشرطة في الأممالمتحدة، فضلا عن كونها ثالث أكبر بلد فرانكوفوني مساهم بقوات شرطة". وقال تيتوف إن الزيارة التي نظمتها وزارة الشؤون الخارجية، لقاء شريحة واسعة من مسؤولي الوزارات والهيئات المصرية، بما في ذلك وزارة الدفاع ووزارة الداخلية ووزارة العدل ومكتب المدعي العام ومركز القاهرة لتسوية المنازعات وحفظ السلام في أفريقيا. وأكدت هذه الاجتماعات مدى التفاني القائم في مصر تجاه مبادئ ميثاق الأممالمتحدة، وأتاحت لنا مناقشة المجالات الواقعة في نطاق عملي بشكل مباشر، وهي شرطة الأممالمتحدة؛ العدالة والإصلاحيات؛ الإجراءات المتعلقة بالألغام وإدارة الأسلحة؛ نزع سلاح المقاتلين السابقين وتسريحهم؛ وإصلاح القطاع الأمني. وشدد على أن استعادة القانون والنظام واحترام الحكم الرشيد وحماية المدنيين وحقوق الإنسان هي عناصر أساسية لأنشطة الأممالمتحدة في حالات الصراع وما بعد الصراع، مضيفا: "ومن الواضح أنه ليس بوسع منظومة الأممالمتحدة أن تقوم بكل هذه المهام منفردةً، فهي تعتمد على مجموعة كبيرة من الشركاء والجهات الفاعلة الثنائية والمساهمين الأفراد". واعتبر أن تعزيز العلاقات مع مختلف المؤسسات المصرية أمر بالغ الأهمية، حيث تساهم الحكومة المصرية بقرابة 3000 فرد يرتدون الزي الرسمي، بما في ذلك أكثر من 700 ضابط شرطة، في قوات حفظ السلام، و"ينتشر أصحاب هذه الخوذات الزرقاء والقبعات الزرقاء في بعثات شديدة الأهمية في جمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ونحن نظل ممتنين لمساهماتهم في تحقيق السلم والأمن ولتضحياتهم". وقال إنه قام أمس بزيارة مكتب النائب العام وأكاديمية الشرطة، مضيفا: "قد اتفقنا على استكشاف المزيد مما تستطيع منظماتنا القيام به معاً لدعم تعزيز عقيدة حفظ السلام، وتوفير تدريب ما قبل الانتشار والتدريب داخل البعثات، وتوفير متخصصين في مجالات الشرطة والقضاء والسجون للعمل مع عمليات الأممالمتحدة لحفظ السلام". واعتبر أنه من اللافت للنظر أن أكاديمية الشرطة في مصر لا تدرب الضباط الوطنيين فحسب بل وأيضاً ممثلي الشرطة من بلدان أخرى عديدة - بما في ذلك بلدان في أفريقيا ورابطة الكومنولث، وأتمنى مخلصاً كل الخير للشرطة والحكومة في مصر، وذلك في وقت تستعدان فيه للاحتفال بعيد الشرطة يوم 25 يناير. وأضاف: "رحبنا بالحوار الممتاز الذي أداره واستضافه مركز القاهرة لتسوية الصراعات وحفظ السلام في أفريقيا، والذي هو شريك هام لنا في إدارة عمليات حفظ السلام ولكل منظمة الأممالمتحدة منذ إنشائه عام 1994، ونحن عازمون على مواصلة هذا التعاون القوي جداً في العديد من المناطق". وأكد أن عودة الاتصالات تمثل أهمية خاصة لأن مصر هي حالياً عضو غير دائم في مجلس الأمن، كما أنها تؤدي دوراً هاماً في اللجنة الخاصة المعنية بعمليات حفظ السلام. وأوضح أن الأمين العام أقر جوتيريش بأن الصراعات اليوم "يغذيها التنافس على السلطة والموارد، وعدم المساواة والتهميش والإقصاء وسوء الإدارة، وضعف المؤسسات، والانقسامات الطائفية"، معتبرا أن الامر سوف تتطلب هذه التحديات من كل منظومة الأممالمتحدة العمل المتواصل، وكذلك التعاون الوثيق مع الجهات الرئيسية الإقليمية الفاعلة، مثل أصدقائنا في مصر، الذين دعموا حفظ السلام منذ بداياته، وأرسلوا أولى قواتهم لحفظ السلام إلى الكونغو في ستينات القرن الماضي. وتابع البيان في ختامه: "في هذا الصدد، سوف يسعى مكتبي - مكتب سيادة القانون والمؤسسات الأمنية - إلى تعزيز علاقاتنا مع كل شركائنا المصريين، وأخيرا، أود أن أعرب عن تقديرنا الخاص لمضيفينا الكرام، ولا سيما السفير هشام بدر والسفير عمرو الجويلي، لتنظيمهم هذه الزيارة المثمرة للغاية".