يشاهدون احتفالات الربيع المبهجة على الشاشة الصغيرة. أطفال يسبحون في حمامات سباحة صافية الزرقة، ويتنزهون بأرقى الأماكن، ويلعبون مع حيواناتهم الأليفة. يتمنون أن يحتفلوا يوما ما مثلهم، إلا إن فقرهم وظروفهم تقف أمام خيالاتهم وأحلامهم. ولكن كعادة الشعب المصري، الذي لا ييأس أبدا ويبتكر حلولا لكل العقبات، قرر هؤلاء الأطفال الاحتفال بشم النسيم على طريقتهم الخاصة، فارتدوا ملابس السباحة وكأنهم على أحد الشواطئ الفارهة، وجعل بعضهم من ملابسه الداخلية ملابسا للسباحة دون أي حساسية، وبأجسامهم النحيفة نزلوا إلى أحدى الترع بطنطا، متخذين منها مصيفا لهم للاحتفال بالربيع. لم تمنعهم ظروفهم الاجتماعية من البهجة، بل ارتسمت البسمة على وجههم وتعالت أصوات ضحكاتهم، وقاموا بالتسابق والقفز من كوبري يعلو هذه الترعة، وقضوا يوما أدخل الفرحة والسعادة على قلوبهم، كتلك السعادة التي يشاهدونها على وجوه أطفال في مثل أعمارهم من طبقات أخرى. كل يحتفل على طريقته، لكن السعادة واحدة.