قال هانى رسلان، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاقتصادية، إن زيارة مستشار العاهل السعودي بالديوان الملكي أحمد الخطيب، إلى سد النهضة الأثيوبي اليوم، السبت لها بعد سياسي وإشارة إلى القاهرة أن المملكة دخلت في مرحلة جديدة من العلاقات وأنها تجاوزت كافة الخطوط الحمراء وتقف مع أديس أبابا في قضيتها ضد القاهرة. وأضاف ل"الوطن" أن المملكة بزيارة الوفد الرفع المستوى وصلت إلى مرحلة الانتقام، رداً على تفسير خاطئ من الرياض أن الرئيس السيسي تخلى عن السعودية في مواقفها ضد النظام السوري، وهو تفسير غير عاقل وغير متزن ويعكس حالة من اليأس وفقدان البوصلة. وأكد أن الخطوة التي اتخذتها المملكة نحو تعزيز العلاقات مع أثيوبيا في قضية بهذه الخطورة وتمس كل الشعب المصري تشير إلى أنهم لا يقدرون المواقف بشكل صحيح وأن تحركاتهم غير محسوبة وفقدوا الاتزان خاصة مع سياسة محمد بن سلمان التي تتسم بالرعونة في تناول القضايا الخارجية. من جانبه قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن الزيارة تعكس المناكفة المتكررة من الرياض للقاهرة وتأتي استكمالاً للزيارة التي قام بها هالى مريام ديسالين، رئيس الوزراء الأثيوبي، إلى الممكلة الشهر الماضي. وأضاف ل"الوطن" أن المملكة كانت قد وعدت ديسالين بدعم أثيوبيا ماديا في بناء سد النهضة لكن على أرض الواقع هذا لم تيحقق حيث تعاني الموازنة السعودية من عجز بدا واضحاً، لكن الزيارة تؤكد أن هناك دعماً سياسيا سيقدم إلى أديس أبابا ومكايدة مباشرة للقاهرة نتيجة مواقفها من القضية السورية. وكان التليفزيون الإثيوبي الرسمي قد أكد أن مستشار العاهل السعودي التقى رئيس الوزراء هيلى ماريام ديسالين، أمس الجمعة، وتم خلال اللقاء الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة للتعاون بين البلدين في مجال الطاقة. ودعا ديسالين السعودية، إلى دعم مشروع سد النهضة ماديًا والاستثمار في إثيوبيا، حسب التلفزيون الإثيوبي. وأكد رئيس وزراء إثيوبيا رغبة بلاده في التعاون مع السعودية في مجالات الطاقة، والطرق، والكهرباء، والزراعة، فضلاً عن التعاون في مجال السياحة. وقال الخطيب، في تصريحات لوكالة الانباء الأثيوبية إن "السعودية وإثيوبيا لديهما إمكانيات هائلة ستمكن البلدين من العمل معًا في تعزيز وتقوية العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بينهما".
