عن المشهد السياسي في مصر الآن، كتبت الجارديان البريطانية افتتاحيتها، تحت عنوان "الألعاب الخطرة" وأشارت إلى أن ما يحدث حاليا هو نوع من الخداع يهدد باندلاع مواجهات جديدة، ووصفت إدارة المجلس العسكري للمرحلة الانتقالية بأنها لم تكن محايدة أو على مستوى الحدث. وأضافت الصحيفة أنه مهما كانت حقيقة الأمر فإن أغلب المصريين لا يصدقون أن القرارارات التي اتخذت مؤخرا مثل الحكم بحل البرلمان وقرار وزير العدل بمنح العسكريين سلطة الضبطية القضائية قد جاءت في سياقها الطبيعي، وليس لها علاقة بالانتخابات، وأن توقيت صدور تلك القرارات يشير إلى هدف محدد هو ضمان فوز أحمد شفيق مرشح النظام القديم في الانتخابات الرئاسية، وتقويض هيمنة جماعة الإخوان المسلمين على مؤسسات الدولة الأخرى، وتهميش القوى الليبرالية والعلمانية التي حملت الكثير من عبء الثورة. وأضافت الجارديان "في نهاية الفترة الانتقالية لم يعد هناك مجال للشك في أن الجيش وجماعة الإخوان المسلمين قد توصلا إلى نوع من التفاهم وأن مصر مقبلة على نظام جديد". وترى الصحيفة أن مصر لا تحتاج إلى مثل هذا النوع من التفاهمات، فلا الجيش ولا الإخوان سوف يغيبون عن المشهد السياسي في مصر لأن التسوية ربما تتضمن دورا قويا للأحزاب الليبرالية ولكن ليس في هذه المرحلة. وأشارت الصحيفة في الوقت نفسه إلى أن التلاعب في الجولة الأولى من الانتخابات، لن يحدث على الأرجح في الجولة الثانية، وقد هدد مرشح الإخوان المسلمين باحتمال حدوث ثورة على نطاق واسع في حال تزوير الانتخابات وقال إنهم لا يقبلون بحكم حل البرلمان، ومثل هذا التصريح يعتبر إشارة إلى أن جماعة الإخوان المسلمين لن تقبل بفوز شفيق حتى لو كان فوزه ممكنا، وربما تكشف الأحداث القادمة إن كان مرسي يعني ما يقوله بشأن ثورة ثانية، أم أن الإخوان سوف يغيرون آرائهم وبدلا من أن يصطدموا بالجيش سيعقدون صفقة معه، وهذا ما يخشاه الليبراليون الذين يرون أن الصفقات من شأنها أن تجعل الثورة بين فكي الرحى. وأنهت الصحيفة افتتاحيتها بالقول أن جماعة الإخوان المسلمين نفسها منقسمة حول كيفية اتخاذ القرارات ومدى تأثيرها على توازن الجماعة، ومادام الحال على هذا النحو من المتوقع أن تعاني مصر كثيرا من المشاكل في المستقبل بغض النظر عن شخصية الرئيس وخلفية الاحكام بحل البرلمان وبقاء أحمد شفيق وسواء كان الأمر مؤامرة أو أنقلاب أو سوء إدارة فإن الوضع في مصر أصبح أكثر سوءاً.