ولدت رئيس وزراء بريطانيا الأسبق مارجريت تاتشر في 13 أكتوبر عام 1925، وكان لوالدها ألفريد روبيرتس، الذي حصل على عضوية حزب المحافظين البريطاني وعضوية المجلس المحلي، تأثير كبير على حياتها وعلى السياسات التي كانت تتبناها فيما بعد. بدأت تعليمها الثانوي في عام 1936، والتحقت عام 1943 بكلية سومر في جامعة أكسفورد لتتخصص في علم الكيمياء، وأصبحت ثالث سيدة تشغل منصب رئيس جمعية المحافظين بجامعة أكسفورد، وبعد تخرجها عملت في قطاع البحث الكيميائي في مجال الصناعات البلاستيكية، كما التحقت أيضا بالمنظمة المحلية التابعة لحزب المحافظين. في عام 1950 ترشحت فيها لعضوية البرلمان للمرة الأولى، وبعدها بعام تزوجت من رجل الأعمال دينيس تاتشر. وفي عام 1959 انتخبت كنائبة عن منطقة فينشلي. عام 1970، أصبحت وزيرة للتربية في حكومة إدوارد هيث، لتتمكن من هزيمته على زعامة حزب المحافظين عام 1975، وقادت الحزب للفوز بانتخابات البرلمان لتصبح أول رئيسة للوزراء في عام 1979، وإن كانت بأغلبية ضئيلة، ووعدت بحملة قوية للسيطرة على التضخم وكبح جماح النقابات العمالية، ودعم السوق الحرة كما كان تصحيح معدل التضخم هدفا من أهداف حكومتها، التي سرعان ما اتخذت تدابير مالية تضمنت زيادة في معدلات الضرائب وخفضا في معدلات الإنفاق. وشهدت تلك الفترة تحقيق الآلاف من البريطانيين لمكاسب على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، حيث استطاع عدد كبير منهم أن يحصل على أسهم في الصناعات التي جرت خصخصتها مثل شركتي "بريتيش غاز" و"بي تي"، ومع بدايات عام 1982، بدأ الاقتصاد البريطاني في التعافي. وفي عام 1982 أرسلت قوات خاصة لاستعادة جزر "الفولكلاند" من الأرجنيتين، ونجحت في استعادتها. وقد شهدت فترة رئاستها لمجلس الوزراء عددا من أحداث الشغب والإضراب العمالي، إذ اندلعت الاشتباكات بين قوات الشرطة والمحتجين من عمال المناجم بعد أن رفضت حكومة تاتشر تعديل برامج مجلس الفحم الحجري القومي، التي تعنى بإغلاق المناجم، إلا أن عمال المناجم تخلوا بعد عام كامل عن هذا الإضراب. وفي أيرلندا الشمالية، عام 1981 واجهت تاتشر المضربين عن الطعام من أفراد الجيش الجمهوري الأيرلندي بموقف حازم، إلا أن موقفها المتشدد ذلك كان سببا في إثارة موجة من السخط حتى في أوساط المعتدلين والنقاد، ممن قالوا إن ذلك قد تسبب في دفع العديد من شباب الكاثوليك نحو العنف. أما عام 1983 فقد كان عاما مهما لها، بعدما حققت فوزا كاسحا لحزبها في الانتخابات البرلمانية، ليأتي بعد ذلك عام 1984 الذي خاضت فيه معركة مع عمال المناجم، حتى تتعرض لمحاولة اغتيال في عام 1985، بعد نجاتها من تفجير في فندق عقد فيه مؤتمر حزب المحافظين في برايتون. وفي عام 1987، قادت حزبها للفوز للمرة الثالثة على التوالي في الانتخابات البرلمانية، واستمرت في زعامة حزبها، ليأتي عام 1990 وتقدم استقالتها بعد رفض كثيرين داخل الحزب قيادتها له ليتولى بدلا منها جون ماجور رئاسة الحزب، ثم رئاسة الوزراء ثم تخلت عن منصبها في مجلس العموم البريطاني عام 1992، وتحصل على لقب "لورد"، وتقف هي وراء "ويليام هيج"، الذي ترأس المحافظين وقادهم لفوز ساحق في عام في انتخابات عام 1997. في عام 2003 مات زوجها دينيث تاتشر، واحتراما له قررت اللجنة المركزية لحزب المحافظين إنزال أعلام الحزب في هذا اليوم. كانت شخصية مارجريت تاتشر أيضا مصدرا لعدد من الأعمال الفنية، منها أنه في العام 2008 و2009 تم إعداد عمل مسرحي بعنون "وفاة مارجريت تاتشر"، والذي تصور فيه معدوه الجنازة الرسمية لها وجولاتها في البلاد، وفي يناير من عام 2012 قدمت الفنانة ميرلي ستريب شخصية "مارجريت تاتشر" في فيلم "المرأة الحديدية". أخبار متعلقة: رئاسة الوزراء البريطانية تنكس الأعلام بعد وفاة "تاتشر" المرض يهزم "المرأة الحديدية".. مارجريت تاتشر ترحل عن عمر 87 عاما الجارديان: تاتشر أهم رؤساء وزراء بريطانيا منذ رحيل تشرشل بريطانيا تقيم جنازة رسمية لتاتشر وفاة مارجريت تاتشر بسكتة دماغية عن 87 عاما برلماني بريطاني: أتمنى أن تحترق مارجريت تاتشر في نار جهنم