يبدأ الرئيس محمد مرسي أول زيارة رسمية لدولة السودان، غدًا، حيث يستهدف الرئيس تعزيز أطر العلاقات الثنائية بين الدولتين وبحث سبل تفعيل التعاون الاقتصادي والثقافي وفتح آفاق جديدة لكل من الاستثمار المصري في السودان، وتعزيز جهود التنمية الداخلية في هذا البلد العربي الشقيق. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إنه سبق لمرسي أن زار دولتين إفريقيتين غير عربيتين، وهما إثيوبيا وجنوب إفريقيا، ورحب حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان بزيارة مرسي، معتبرًا إياها انطلاقة لتدعيم العلاقات بين البلدين. وستتناول مباحثات مرسي مع نظيره السوداني عمر البشير مشاركة الشركات المصرية في تنمية السودان وتوسيع نطاق التعاون الاستثماري التجاري، وقبل زيارة مرسي كان وفد من رجال الأعمال المصريين زار الخرطوم وتم الاتفاق على تأسيس مجلس رجال الأعمال المصري السوداني المشترك. وسيلتقي الرئيس محمد مرسي قيادات حزب المؤتمر الوطني والأحزاب السودانية الأخرى، وأعضاء الجالية المصرية بالسودان، وسوف يستقبل بمقر إقامته عددًا كبيرًا من المسئولين السودانيين، على رأسهم علي عثمان محمد طه، النائب الأول للرئيس السوداني ووزير المالية علي محمود. وأضافت الوكالة أن زيارة الرئيس مرسي واقتراب افتتاح الطريق الدولي سوف يقودان لانطلاق مرحلة جديدة من التعاون خلال الفترة القليلة المقبلة، إذ يأمل البلدان في مضاعفة حجم التبادل التجاري خمسة أضعاف خلال الأعوام الخمس المقبلة، وذلك إثر اتفاقهما على وضع أسس جديدة لتسهيل وتيسير انتقال السلع والبضائع والأشخاص وإنهاء المعوقات التجارية ووضع تيسيرات جمركية في الصادرات والواردات، علمًا بأن حجم التبادل التجاري الآن أكثر قليلاً من نصف مليار دولار سنويًا فقط، بما لا يتناسب بالطبع مع مستوى العلاقات السياسية والشعبية بينهما". وأولت الصحف السودانية اهتمامًا خاصًا بزيارة الرئيس محمد مرسي للخرطوم، ووصفتها بالتاريخية، وأشارت إلى ترحيب السودان حكومة وشعبًا بالزيارة، وهي الأولى للرئيس المصري للخرطوم منذ توليه سدة الحكم رسميًا في 30 يونيو عام 2012، وأشارت صحيفة "المشهد الآن"، في تقرير لها، إلى أن السودان ومصر أمامهما فرصة تاريخية لتشكيل تكتل سياسي اقتصادي وتوسيع نطاق التعاون التجاري والاستثماري، بالنظر للعلاقات التاريخية بين الشعبين والأبعاد الجيوسياسية لموقعي البلدين وإمكانياتهما البشرية والطبيعية التي تؤهلهما لإعادة بناء وإنتاج ظروف الحياة الكريمة المستقرة للشعبين. وذكرت صحيفة "الخرطوم" أن ملفات كثيرة وقضايا متشعبة تنتظر لقاء الرئيسين البشير ومرسي، حيث يعول الجانبان كثيرًا على الزيارة في إزالة العديد من الاستفهامات حول هذه الملفات. وأوضحت صحيفة "الصحافة"، أن الزيارة يمكن أن تحدث اختراقًا في الملفات العالقة، فيما توقعت صحيفة "أخبار اليوم"، أن تدفع الزيارة البلدين لخطوات جادة لتحريك تلك الملفات بغية تنسيق الواقف في قضايا المياه وغيرها من القضايا التي تهم شعبي البلدين.