وصل أول فوج سياحى إيرانى، فى ساعة متأخرة من ليلة أمس، إلى مدينة الأقصر، وسط تكتم وسرية تامة واستنفار أمنى لتأمين المجموعة المكونة من 49 سائحاً، والتى وصلت من محافظة أسوان عبر الفندق العائم «فلاش 2». ومنعت قوات الأمن الخاصة المرافقة للمجموعة الصحفيين من الاحتكاك بالسياح أو تصويرهم خلال زيارتهم فى ساعة مبكرة من صباح أمس لمعابد حتشبسوت ووادى الملكات بالبر الغربى للأقصر. وارتدت المجموعة السياحية من الرجال الملابس «الكاجوال»، فيما ارتدت السيدات ملابس قصيرة وضيقة ومكشوفة الذراع وهو ما أثار اهتمام وتعجب موظفى المعابد والقيادات الأمنية الذين توقعوا أن تكون ملابس المجموعة مختلفة تماماً. وعقب زيارة المجموعة المعابد الأثرية، حملتهم حافلة سياحية فى حراسة أمنية مشددة إلى منطقة مصانع الألباستر وقاموا بشراء تحف فرعونية ومنتجات مصرية واستغرقت الجولة نحو نصف الساعة. وقال العميد حسنى حسين، رئيس مباحث السياحة بجنوب الصعيد، إن المجموعة الإيرانية تضم مطرباً إيرانياً كبيراً لم يفصح عن اسمه، وأن الفوج من طبقة الفنانين والمثقفين الإيرانيين، وأنهم سيزورون المعابد الأثرية فقط ولا يفكرون إطلاقاً فى زيارة أضرحة أولياء أو ساحات صوفية، وتباينت ردود الأفعال حول الزيارة بمحافظة الأقصر، وقال ثروت عجمى، رئيس غرفة شركات السياحة بالأقصر إن عودة السائح الإيرانى لزيارة مصر من شأنها دعم قطاع السياحة المتعثر فى الأقصروأسوان. وأضاف عجمى أن العاملين بالسياحة لا يخلطون السياحة بالدين ويرحبون بأى شخص مهما كانت ديانته أو جنسه، مشيراً إلى أن من يدعون لمقاطعة أو منع السائحين الإيرانيين لا يعلمون مدى المأساة التى يعيشها العاملون بالقطاع السياحى. ورفض شعبان هريدى، المنسق العام لائتلاف القوى المدنية بالأقصر، دخول السائحين الإيرانيين للأقصر وأسوان خشية نشرهم للمذهب الشيعى فى جنوب مصر الذى يشتهر بالساحات الصوفية وأضرحة الأولياء. وحذر هريدى من خطورة التطبيع الثقافى والسياحى مع إيران مطالباً بمنع أى حوار أو تواصل مع إيران حتى لو كان عن طريق السياحة الإيرانية التى ستكون ستاراً لنشر المذهب الشيعى. وقال منتصر أبوالحجاج، رئيس مركز الأقصر الأسبق، إن السياحة الإيرانية هى البديل المناسب بعد عزوف السائح الأوروبى عن الحضور لمصر، مشيراً إلى أن السائح الإيرانى يتميز بارتفاع متوسط إنفاقه، حيث يبلغ ما بين 90 إلى 100 دولار فى اليوم الواحد حسب إحصائيات سابقة لغرفة شركات السياحة. ورفض المهندس حسين شميط، المتهم بمحاولة اغتيال مبارك عام 1996 بأديس أبابا، دعوة بعض التيارات السلفية لمنع زيارة الإيرانيين، مشيراً إلى أنه عاش عدة سنوات هارباً فى إيران وتعامل مع الشعب الإيرانى عن قرب وهو شعب ودود للغاية ومثقف وأقرب للعلمانية من التدين.