دعا البابا فرنسيس اليوم، في أول رسالة إلى المدينة والعالم في بابويته لمناسبة عيد الفصح إلى "السلام" في سوريا وفي العراق وإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وإلى التفاهم في شبه الجزيرة الكورية. وقال أمام مئات آلاف المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس، وجادة ديلا كونشيلياتسيوني، متحدثا للمرة الأولى بشأن النزاع السوري، "كم من الدماء سفكت، وكم من العذابات ستفرض قبل التمكن من إيجاد حل سياسي للأزمة؟". ودعا إلى "السلام لسوريا الحبيبة، من أجل شعبها الجريح بسبب النزاع ومن أجل العديد من اللاجئين الذين ينتظرون المساعدة والتعزية". وصلى أيضا من أجل السلام في العراق، كما دعا الفلسطينيين والإسرائيليين إلى سلوك "طريق الوفاق" من أجل "وضع حد لنزاع مستمر منذ زمن بعيد". وفي ما يتعلق بأفريقيا دعا البابا لاستعادة مالي "وحدتها وإرساء الاستقرار فيها"، وذكر جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى حيث "يضطر عديدون لمغادرة منازلهم والعيش في الخوف". وندد البابا فرنسيس بشكل خاص باحتجاز "العديد من الرهائن" لدى مجموعات إرهابية في نيجيريا، موجها نداء من أجل الأطفال، يتعلق خصوصا بعائلة فرنسية مخطوفة. ودعا أول بابا أرجنتيني إلى "السلام في آسيا خصوصا في شبه الجزيرة الكورية من أجل تجاوز الخلافات ونضوج روح متجددة من المصالحة"، في حين اشتدت التوترات إلى حد خطير بين النظام الشيوعي الكوري الشمالي والنظام الديموقراطي الكوري الجنوبي حيث تعيش مجموعة كبيرة من المسيحيين مع الأقلية الكاثوليكية. وفي نهاية رسالته ندد البابا بقوة ب"الاتجار بالبشر" واعتبره "الاستعباد الأكثر انتشارا في القرن الحادي والعشرين". ودعا البابا الذي انتخب في 13 مارس مجددا إلى "السلام في العالم الذي ما زال منقسما إلى حد كبير بسبب جشع الذين يسعون إلى مكاسب سهلة". وبدون أن يأتي على ذكر أمريكا اللاتينية، القارة التي ينحدر منها، انتقد الحبر الأعظم بقوة "العنف المرتبط بتهريب المخدرات والاستغلال غير المنصف للموارد الطبيعية"، مذكرا بإحدى مقولاته "فليجعل منا يسوع حراسا مسؤولين عن الكون".