عقارب الساعة كانت تشير إلى الثامنة مساء.. بينما كانت ماجدة تستعد لاستقبال نجلها الوحيد يوم عيد الأم.. سمعت صوت طرقات قوية على باب شقتها فأسرعت نحو الباب فوجدت جارها فراح يقول لها: «ابنك أحمد غرقان فى دمه فى شارع جسر البحر»، فسقطت على الأرض من هول المفاجأة وبعد دقائق توجهت إلى العنوان التى تلقته لتجد نجلها ملقى على الأرض وسط بركة من الدماء وفى يديه شنطة فيها عباية اشتراها هدية لوالدته يوم عيد الأم، ضمته فى أحضانها وهى تصرخ: «إن شاء الله هاتعيش يا أحمد» وأسرعت به إلى مستشفى معهد ناصر بمساعدة زوجته جيرانها لكنه وصل جثة هامدة. أحمد عود، 26 سنة، كان قد اتصل بوالدته وأخبرها بأنه حصل على إجازة من عمله وأنه سيقضى معها يوم الخميس للاحتفال بعيد الأم، وعندما وصل أحمد إلى منطقة الساحل قادماً من الغردقة توجه إلى مكتب المقاولات الذى يعمل فيه بالقرب من منزله ليسلم العهدة الخاصة بعمله وهى 3 آلاف جنيه وهاتف محمول، وأثناء انتظاره لمدير المكتب، شاهد مشاجرة بين شابين بسبب كلب، وعندما تدخل لفضها بمساعدة آخرين، انهال عليه أحدهما ويدعى محمد.ع 29 سنة بالسباب والشتائم وتدخل المارة وتمكنوا من فض المشاجرة وعقب انصراف أحمد لمقابلة زوجته سمر التى أحضرت له الهدية التى اشتراها لوالدته وتقابلا فى شارع جسر البحر، وأثناء سيره بصحبه زوجته وهو يحمل نجله آدم، والذى لم يكمل عامه الأول، فوجئ بالمتهم يلاحقه وهو يحمل «كاذلك» فى يديه، فأعطى نجله لزوجته لكن المتهم عاجله بعدة طعنات فى صدره وسط ذهول زوجته ثم فر هارباً بعدما استولى منه على 3 آلاف جنيه وهاتفين محمول. تجمع العشرات حول المتهم وحاولوا الفتك به حتى تدخل صاحب مكتب مقاولات يدعى عبدالحميد سعيد وتمكن من استخلاص المتهم من أيديهم واحتجزه فى منزله حتى حضر المقدم علاء خلف الله، رئيس مباحث الساحل، وألقى القبض عليه ومعه السلاح المستخدم فى الجريمة، وتم اقتياده إلى قسم شرطة الشرطة وتحرر محضر وأحيل للنيابة التى طلبت تحريات المباحث بعدما قررت حبسه على ذمة التحقيقات، وفوجئ أقارب المتهم بأن تحريات المباحث قالت إن وفاة المجنى عليه أحمد عواد، حدثت نتيجة مشاجرة مع المتهم، فى حين أن شهود العيان أقروا فى محاضر الشرطة وتحقيقات النيابة أن الجريمة كانت قتل مع سبق الإصرار والترصد بعدما سدد المتهم عدة طعنات فى جسد المجنى عليه أثناء سيره بصحبه زوجته ونجله، الأمر الذى دفع أقارب القتيل وأصدقاءه إلى قطع شارع شبرا أثناء تنظيمهم وقفة احتجاجية أمام قسم شرطة الساحل للتنديد بما وصفوه بتزوير تحريات المباحث بسبب علاقة عمة المتهم بأحد الضباط الذى جاملها فى تغيير التحريات وتزويرها لكنهم فضوا الاعتصام بعد تدخل العديد من القيادات الأمنية وأخبروهم بأن تحريات المباحث يتم عملها دون محاباة لأى شخص.[Image_2] «أنا عايزة حق ابنى اللى دمه راح هدر، أنا كنت بجهز له العشا وجانى الخبر الأسود وطلعت لقيته غرقان فى دمه فى شارع جسر البحر»، هذه الكلمات كانت تتحدث بها والدة القتيل وهى داخل غرفة نومها بعدما عجزت عن الحركة حيث اضطر الطبيب لإعطائها عقاقير تساعدها على النوم بعدما أرقها البكاء المستمر على فراق نجلها الوحيد التى راح ضحية طعنات الغدر. الظروف الصعبة والتزامات أحمد بالإنفاق على زوجته ونجله ووالدته وشقيقته شيماء دفعته للسفر إلى الغردقة للعمل على ونش شركة مقاولات فى مشروع البتروكيماويات فى العين السخنة، بعدما توقفت الشركة التى يعمل فيها بالقاهرة بسبب الظروف الاقتصادية المتردية التى تمر بها البلاد، بحسب رواية شقيقته شيماء، وأنه كان يتصل بوالدته يومياً ليطمئن عليها وكان يأخذ إجازة كل شهر يقضيها مع أسرته، وقبل مناسبة عيد الأم اتصل بوالدته وأخبرها بأنه تمكن من الحصول على إجازة وسوف يقضيها مع أسرته بمناسبة عيد الأم وأخبرها بأنه اشترى لها هدية، لكنها ردت عليه: يا بنى عودتك بالسلامة هى أحسن هدية، وطلبت منها والدتها مساعدتها فى تجهيز العشاء استعداداً لعودة أحمد، وعندما تأخر حتى الساعة الساعة مساء الخميس اتصلت به والدته فأخبرها بأنه موجود فى المنطقة فى شارع عبدالجواد أمين بالساحل ليسلم عهدة خاصة بالشغل لمدير مكتب المقاولات، وبعد مرور قرابة ساعة حضر أحد الجيران وأخبر والدته بواقعة قتله. شهود العيان توجهوا إلى المستشار أحمد حزين، مدير نيابة حوادث شمال القاهرة، الذى يتولى التحقيقات، و أخبروه بأنهم شاهدوا المتهم محمد. ع 26 سنة وهو يتشاجر مع أحد أصدقائه بسبب كلب وعندما تطورت الأمور بينهما إلى تبادل الضرب بالأيدى مع تصادف مرور المجنى عليه الذى تدخل لمحاولة فض المشاجرة التى جمعتهما، فوجئ بالمتهم يترك صديقه وينهال عليه بالسباب والشتائم وحاول الاعتداء عليه، وعندما تدخل المارة وأصحاب المحال التجارية من فض المشاجرة وانصرف الطرفان، أسرع المتهم خلف أحمد وسدد له عدة طعنات أودت بحياته وسط ذهول المارة.