بدأ الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وممثلو المعارضة حوارا الأحد، في محاولة لنزع فتيل أزمة سياسية شلت البلاد الغنية بالنفط، بعد نحو عام من التوترات والشلل المؤسساتي. ويأتي هذا اللقاء الذي تم بوساطة الفاتيكان واتحاد دول أمريكا الجنوبية، في وقت تسعى معارضة يمين الوسط بكل الوسائل إلى الدفع باتجاه إزاحة الرئيس الاشتراكي الذي تعتبره مسؤولا عن إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخ البلاد. وافتتح الحوار مساء الأحد في متحف قرب كراكاس. بداية، قال مادورو إنه "يمد اليد" إلى المعارضة المجتمعة حول "طاولة الوحدة الديموقراطية". وحضر الجلسة أحد كبار ممثلي المعارضة خيسوس توريالبا، فضلا عن مبعوثين من الفاتيكان واتحاد دول أمريكا اللاتينية. وأضاف الرئيس الفنزويلي "فلنبذل قصارى جهودنا للمضي قدما بطريقة تدريجية ومستدامة". ولم يدل ممثلو "طاولة الوحدة الديموقراطية" بأي تصريح في افتتاح المناقشات. وتنقسم المعارضة حيال المشاركة في الحوار. والأحد قال بعض القادة المعارضين للتيار التشافي (تيمنا باسم الرئيس السابق الراحل هوغو تشافيز، 1999-2013)، إن الظروف غير مواتية للحوار. وقبل يوم من بدء الحوار، أوضح توريالبا أن "طاولة الوحدة الديموقراطية" ستشارك فيه رغم شعورها ب"الشك وعدم الثقة". وتجرى هذه المحادثات فيما هدد مادورو باعتقال قادة المعارضة إذا بدأوا مسعى لإقالته في البرلمان، كما هو مقرر الأسبوع المقبل. ودعت المعارضة من جهتها، إلى "مسيرة سلمية" الخميس المقبل إلى قصر ميرافلوريس الرئاسي: ففي 11 أبريل 2002، تحولت تظاهرة توجهت إليه انقلابا، وعزل الرئيس هوغو تشافيز 3 أيام. وتعيش فنزويلا إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخها. وقد تأثرت إلى حد الاختناق بتراجع أسعار النفط الذي يؤمن لها 96% من العملات الصعبة. وبات من الصعب السيطرة على التضخم الذي تحفزه ندرة المواد. ومن المتوقع أن يبلغ 475% هذه السنة، كما يقول صندوق النقد الدولي، ثم يبلغ حد الانفجار إلى 1660% في 2017.