تحوّل مكتب إرشاد تنظيم الإخوان بالمقطم، أمس، إلى ثكنة عسكرية، بعد انتهاء الاشتباكات بين شباب الإخوان، والمتظاهرين، وقامت قوات الأمن بتمشيط الشوارع الجانبية لمكتب الإرشاد، من المتظاهرين. ودفعت وزارة الداخلية ب15 سيارة أمن مركزى و6 مدرعات، لحماية مقر الإخوان من الخارج، وانتشر العشرات من شباب التنظيم لحمايته من الداخل، وسط اجتماع مكتب الإرشاد برئاسة الدكتور محمد بديع، مرشد الإخوان، الذى ناقش أحداث «موقعة المقطم الثانية»، أمس الأول، التى شهدت ساحات حرب بين شباب الإخوان والمتظاهرين فى الشوارع المحيطة لمقر الإخوان بالمقطم. وقال عبدالمنعم عبدالمقصود، محامى الإخوان: إن «الحزب والإخوان يستعدان لتقديم بلاغات موثّقة بالصوت والصورة للنائب العام على المعتدين بحرق المقرات والاعتداء على شباب الإخوان فى المقطم»، موضحاً أنه قدّم أمس، بلاغاً فى قسم المقطم ضد حزب الدستور، لاحتجازهم 14 من الإخوان. وأضاف: «المحرضون معروفون، وننتظر انتهاء عملية حصر التلفيات وتفريغ كاميرات التسجيل لتقديمها إلى النيابة، بالإضافة إلى التقارير الطبية للمصابين وبلاغات ضد عمليات خطف تعرّض لها أعضاء الإخوان»، موضحاً أن هناك اثنين من الإخوان من دمياط توفيا فى الطريق أثناء حضورهما إلى مكتب الإرشاد. وقال وليد خطاب، عضو اللجنة الإعلامية للتنظيم فى المقطم: إن «شباب الإخوان المكلفين بحماية المقر غادروا صباح أمس، إلى محافظاتهم، وتبقى 52 مصاباً فى مستشفى البنك الأهلى، ومعظمهم شخصيات كبيرة فى السن». واتهم الشرطة بأنها تركت البلطجية ليثيروا الرعب فى المقطم، طوال أمس الأول، ولم تتحرّك إلا فى الساعة الواحدة من صباح أمس. وقال الدكتور محمد شحاتة، عضو اللجنة القانونية لحزب الحرية والعدالة: «نقوم حالياً بتجميع الصور التى التقطها أعضاء الإخوان للمعتدين، بالإضافة إلى كاميرات التليفزيون التى كانت تبث الأحداث»، مؤكداً أن بعض مقرات الإخوان كانت مؤمّنة بكاميرات مراقبة سوف تساعد فى التعرُّف على شخصية المعتدين. وأضاف أن «لجان حصر التلفيات تواصل عملها على مستوى الجمهورية، تمهيداً لتقديم ملف كامل لأجهزة التحقيق». وقال الدكتور أحمد عارف، المتحدث باسم الإخوان: «سقطت كل المزاعم والافتراءات التى تحدثت عن (ميليشيات الإخوان) زوراً، بعد أن قام البلطجية بالأسلحة والمولوتوف والخرطوش بالاعتداء على الإخوان بكل الجرائم على مدار 12 ساعة، ومنها الحصار الذى شاهده العالم للإخوان المحتجزين فى أحد المنازل». وحمّل المهندس محمد زيدان، المتحدث باسم الحزب أجهزة الإعلام جزءاً كبيراً مما جرى أمام مقر الإخوان، ووصف الإعلام بأنه «يكيل بمكيالين» ويغض الطرف عن اقتحام المساجد وسرقة صناديق النذور من مسجد النافورة وحصار المساجد. وقال: «الإعلام يحاول تغييب الواقع»، مؤكداً أن الإخوان ستتخذ الإجراءات القانونية ضد كل من حرّض ونفّذ ومن وفر لهم غطاءً سياسياً. وأشار إلى أن الإخوان لن ينجروا إلى مسلسل العنف الذى يحاول البعض جرهم إليه، ولن يحشدوا أنصارهم لمواجهة البلطجية والخارجين على القانون، مؤكداً أن الجماعة تواصل عمليات ضبط النفس لأقصى درجة، مع أنها قادرة على فك الحصار المفروض عليها فى 10 دقائق. وقال أحمد المغير، المعروف إعلامياً برجل المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد: «فى المعارك، الإخفاق فى تحقيق الهدف يُعتبر هزيمة للطرف المعتدِى مهما بلغت خسائر الطرف المعتدَى عليه، كان هدفهم اقتحام المركز العام وحرقه ماعرفوش يقرّبوا منه لأكثر من 400 متر، كده كده كنا عاملين حسابنا على الخسائر، لذا ومع سقوط شهيد ومئات الجرحى، انتصرنا إحنا وانهزموا هم». وأضاف على صفحته بموقع «فيس بوك»: «لا صُلح ولا حوار ولا ضبط نفس».