فى مثل هذا اليوم الذى تتمنى فيه كل أم أن يلتف جميع أبنائها حولها، دخلت غرفته التى لم تتغير منذ عامين، جلست على سريره ولمست بيديها ملابسه التى ما زالت «بكيسها» فقد اشتراها قبل وفاته بيوم واحد، ولم يمهله القدر لارتدائها، نظرت إلى صورته المعلقة فى غرفته، وسمعت منه كلمة «كل سنة وانتى طيبة يا أمى»، وردت عليه «وإنت طيب يا ضنايا»، ثم انهارت فى البكاء بعد أن تذكرت أنها تخاطب صورة. مصطفى رجب أول شهداء ثورة 25 يناير، كان خفيف الظل ودائم الهزار مع والدته، فى يوم عيد الأم الماضى دخل عليها فى المطبخ وهى تعد الطعام، وقال لها «مش هتجوزينى ولا إيه يا حاجة؟» وقبل أن تبادله الضحك طبع قبلة على خدها وأعطاها ظرفا يحوى 250 جنيها وقال لها «كل سنة وانتى طيبة يا أمى» ثم انصرف. كثير من المعاناة احتملتها كوثر زكى والدة أول شهداء الثورة، فابنها الذى استشهد بطلق نارى أمام مسجد الأربعين بالسويس، لم يكن مجرد ابن فقط بل زوج لها وأب لأخواته البنات «حنان ورانيا وبسمة وندا»، فبعد وفاة الأب تحمل هو مسئولية أسرته: «كان حنيّن أوى عمره ما حسسنا بغياب رب الأسرة حرم نفسه من حاجات كتير عشان ما يحرمناش من حاجة وفى الآخر ما خدش حاجة ولا استنى لما يفرح بإخواته». كل عيد أم اعتاد مصطفى أن يشترى لوالدته هدية، وفى 2011، العام الذى توفى فيه، استبق العيد الذى يتم الاحتفال به فى مارس واشترى لها فى يناير بالطو شتويا هدية، وكأنه كان يشعر أنه لن يكون موجودا معها فى عيد الأم، ولكى لا تشعر هى بغيابه اعتادت أن تذهب فى عيد الأم إلى قبره، تحتفل معه وتحكى له عن مشاعرها وعما يجول بخاطرها. قبل أن يموت مصطفى أعطى لوالدته 250 جنيها، وقبل أن تصرفها جاءها الخبر «مصطفى مات يا حاجة»، فقررت أن تشترى بها دلاية حرف «M» ولونت حياتها باللون الأسود «لا فرح ولا ضحك ولا تليفزيون من بعدك يا مصطفى». أخبار متعلقة: ست الحبايب يا.. «أم الشهيد» أم «جيكا»: وعدنى بالحج.. وملحقش أم محمد الشافعى: كلامه لسه بيرن فى ودانى أم «شهيد المدرعة»: هتصدقونى؟.. هدية حسام وصلتنى أم الحسينى أبوضيف: «تحرم عليا الهدايا من بعدك يا ابنى» أم أحد شهداء بورسعيد: ربنا ما يحرم أم من ابنها أم مينا دانيال: «بيعيد عليا زى كل سنة» أم خالد سعيد: «تليفونى ما بيبطلش رن فى اليوم ده» أم شهيد «محاكمة بورسعيد»: النهاردة حسيت باليتم