أعرب عدد من المزارعين بمركز إطسا بمحافظة الفيوم، عن استيائهم من نقص الأسمدة فى الجمعيات الزراعية، واضطرارهم لشراء احتياجاتهم منها من السوق السوداء بأسعار مضاعفة، ما يهددهم بخسائر بالغة عند بيع محاصيلهم الزراعية. وقال عمرو صلاح، الحائز على أراضى زراعية بجمعية منشأة عبدالمجيد بمركز إطسا، إن مشكلة الأسمدة هى فى الأساس مشكلة تخطيط، حيث يفترض أن يكفى إنتاج مصانع الأسمدة حاجة الفلاحين المصريين، لكن هذه المصانع تصدر كميات كبيرة إلى الخارج وتوفر حصة صغيرة للجمعيات التعاونية الزراعية، والتى يوردها لها "التعاون الزراعى ". وأضاف "من المفترض أن يورد "التعاون الزراعى" للجمعيات الكميات التى تتناسب مع المساحات الفعلية للأراضى الزراعية، لكن هذا لا يتم على أرض الواقع حيث تحصل الجمعيات على الحصة كاملة من الأسمدة وتوزع على الفلاحين الكمية المطلوبة لهم، فيما تقوم ببيع باقى الكمية فى السوق السوداء. واشتكى عمرو من أن مديرية الزراعة تعطى الفلاحين حصتهم من الأسمدة لمحاصيل القطن والقمح فقط، ولا تعطى لمزارعى المحاصيل الباقية، فضلا عن أنه يحصل من الجمعية الزراعية على طن السماد المدعم "النترات 33 %" بسعر 1600 جنيه بدلا من السعر الرسمى 1400 جنيه، بحجة أن "التعاون الزراعى" يحصل على نسبة والتى تبلغ الفرق بين السعرين. وأشار إلى أن الجمعيات الزراعية توزع نوعا آخر من الأسمدة وهو "فريمكس"، وهو سماد حر، حيث يبلغ سعر الطن منه 1250 جنيها، والمفترض أن تقوم الجمعيات الزراعية ببيعه حرا للفلاحين وخارج الحصص المقررة لهم من السماد المدعم، إلا أن الجمعية الزراعية تسجل هذه الكميات من السماد الحر ضمن حصة الفلاح وتحصل على نفس الكمية من الحصة المقررة له من السماد المدعم. وأكد عمرو مصطفى أن طن السماد المدعم يباع فى السوق السوداء بسعر يتراوح بين 3 آلاف جنيها وثلاثة ومائتان، فيما يبلغ السعر الرسمى له هو 1400 جنيه فقط، حيث يضطر الفلاح لشرائه بأضعاف سعره ليوفر الكميات المطلوبة لزراعة أرضه. واقترح أن يكتب على شيكارة السماد المدعم عبارة أنه "مدعم وغير قابل للتداول خارج الجمعية الزراعية"، حتى يتم مواجهة السوق السوداء، مشيرا إلى أن هذا كان يحدث قبل ثورة 25 يناير ولكنه بعد ذلك لم يعد يكتب على الشيكارة شيء، وانتشرت السوق السوداء، وأشار إلى أن فدان القمح يحتاج ما بين 6 إلى 8 شيكارات من الأسمدة طوال الموسم، حيث يبلغ سعر الشيكارة من الأسمدة المدعمة فى الجمعية 70 جنيها، بينما تباع الشكارة نفسها فى السوق السوداء بسعر 150 جنيها، وهو ما يحمل الفلاح خسائر كبيرة. ويؤكد علاء أبو جليل، من التيار الشعبى المصرى بمحافظة الفيوم، أن الفلاح المصرى قد يترك أرضه دون زراعة المساحة المتاحة بسبب ضعف إمكانياته فى شراء الأسمدة من السوق السوداء بهذه الأسعار، وهو ما يؤثر بالسلب على دخل الفلاح والدخل القومى للبلد ككل. وحمل أبو جليل الجمعيات الزراعية مسؤولية توفير الأسمدة والمبيدات للفلاح، وأن تشرف على أرضه وتقدم له الدعم الفنى والعينى، مشيرا إلى أن هذا لا يحدث على الإطلاق. ولفت أبو جليل إلى أن التيار الشعبى فى الفيوم يوجه الجزء الأكبر من اهتماماته للفلاح ومشاكله، والتى على رأسها نقص الأسمدة ومياه الرى وديون الفلاحين.