انتهى معرض الكتاب بالنسبة للناشرين والقراء يوم اختتام أعماله. لكن النهاية تعنى أن ثمة عملاً داخلياً فى الهيئة المصرية العامة للكتاب بحثاً عن الدلالات والأرقام وإيجابيات دورة المعرض الرابعة والأربعين وسلبياتها. سألت الدكتور أحمد مجاهد، رئيس مجلس إدارة الهيئة عن الدلالات والأرقام. قال لى: صباح الغد ستكون عندك، ورغم ضخامة المعلومات، فإننى أنتقى منها ما يجب التوقف أمامه. تقول الأرقام إن نسبة الذكور فى جمهور المعرض 82%، فى حين أن الإناث 18%، وإن أعلى نسبة للفئات العمرية للمترددين على المعرض 51% كانت من سن 18 إلى 29، وأن أقل نسبة ذهبت كانت 6% لمن هم 60 سنة فما فوق. الوافدون من المحافظات للقاهرة لزيارة المعرض شكلوا 28%، فى حين أن القاهريين 72%. أفزعنى شخصياً تراجع نسبة حضور المرأة المصرية المعرض. لأنها ربة الأسرة وأم الأجيال الآتية، وهى التى تربى أبناءها وتعدهم للحياة وأتصور من المشاهدة اليومية أن النساء ربما كن أكثر من الرجال فى التردد على المعرض. لكن الأرقام واجبة الاحترام. أتصور أن غياب الأمن هذا العام والاحتجاجات والمليونيات ربما دفعت المرأة للإحجام عن الذهاب للمعرض، ولا يجب أن ننسى أن مجرد إقامة المعرض هذا العام كانت بطولة فى حد ذاتها. بصرف النظر عن حسابات الربح والخسارة. هذا العام، وزعت الهيئة استبياناً على الجمهور حول الكتب التى يحرص زائر المعرض على اقتنائها. الكتب الدينية حصلت على 210 أصوات، الكتب الأدبية 147 صوتاً، الكتب الفكرية 116 صوتاً، الكتب العلمية 98 صوتاً، الكتب السياسية 57 صوتاً، الكتب المتخصصة 57 صوتاً، الكتب التاريخية 40 صوتاً، كتب الأطفال 25 صوتاً، كتب الفنون 22 صوتاً. أما الاستبيان الثانى الذى دار حول الكتب التى يحب زائر المعرض قراءتها: الكتب الدينية 25%، الكتب التاريخية 22%، الكتب السياسية 17%، الكتب العلمية 11%، الروايات والقصص 9%، الشعر 7%. هذه أرقام مهمة يجب وضعها فى الاعتبار عند التخطيط للمعرض القادم الخامس والأربعين، والمتوقع إقامته 2014 -يا ترى من يعيش؟- سواء من حيث البرنامج الثقافى بأنشطته المختلفة. أيضاً على الناشرين التعامل مع هذه الأرقام الآتية من أرض الواقع بجدية وباهتمام كبير عند التخطيط للنشر. لا يجب أن ننسى أن الكتاب ما لم تقع على صفحاته عين القارئ ليقرأه، تظل الصفحات أوراقاً ميتة لا قيمة لها، وأن القراءة هى التى تمنح الكتاب فرصة الحياة، ولذلك فالقارئ ليس مجرد مشترٍ للكتاب؛ لكنه يمثل الطرف الثانى من المعادلة الكبرى التى هى العملية الثقافية والتى من أجلها تتم عملية النشر. أما سلبيات المعرض: ارتفاع أسعار بعض الكتب وخاصة الإلكترونية، افتقاد أسعار الكتب الأجنبية والكتب الواردة من الدول العربية، افتقاد المواصلات الداخلية. وكل معرض للكتاب والمصريون بألف خير.