مستشفى القصير المركزى، عبارة عن مبنى متهالك تآكلت جدرانه القديمة من الرطوبة وكثرة القمامة إلى جانبه. الوضع المتردى والخدمة الطبية المتدنية والنقص الصارخ من الأدوية وعجز الأطباء، وقلة عدد الأسرّة هى شعار المستشفى.. وأصبح تحويل بعض الحالات المرضية إلى مستشفى الغردقة ومستشفيات أخرى لانعدام الرعاية الصحية أمراً بالغ الصعوبة على المواطنين، فمن الصعب إنقاذ حياة مريض أثناء نقله إلى مستشفى آخر على بُعد 140 كيلومتراً، مع العلم أن المستشفى يخدم أيضاً المواطنين من مدن الجنوب لعدم وجود إمكانيات وتخصصات فى مستشفى الشلاتين المركزى. يبلغ تعداد مدينة القصير، الواقعة جنوب البحر الأحمر، 50 ألف نسمة، ويعانون من تدنى الخدمات الصحية التى تقدمها لهم وزارة الصحة من خلال مستشفى القصير المركزى، الذى يشهد عجزاً فى بعض التخصصات، وفقراً فى الإمكانيات الطبية، وطالب الأهالى مراراً وتكراراً بتطويره، وسد العجز فى التخصصات المهمة حتى يليق بالمدينة التى تكتظ بالقرى السياحية، الذى اشتكى عدد كبير من السياح الأجانب من تدنى الخدمة الطبية به. المستشفى يفتقر إلى تخصصات كثيرة وأجهزة طبية لا يمكن الاستغناء عنها، منها جهاز أشعة مقطعية، وكل الحالات التى تحتاج إلى أشعة مقطعية يجرى تحويلها إلى مستشفى الغردقة على بُعد 140 كيلومتراً، ولا يوجد به سوى جهاز صدمات كهربائية وحيد، فضلاً عن أن المستشفى تمر عليه أوقات دون تخصصات كالرمد أو التخدير، ما يضطر الأهالى للذهاب إلى مستشفى الغردقة العام للعلاج. ويعانى المستشفى من نقص فى عدد الأسرّة والأدوية التى يضطر المرضى لشرائها على نفقتهم الخاصة، كما أن قسم العناية المركزة لا يستوعب عدداً كبيراً من المرضى، وباتت رحلة العلاج شديدة المشقة للسفر إلى مستشفى الغردقة. أحمد محمود، يقول: «والدى يأتى لمستشفى القصير لعمل جلسات علاج طبيعى لمدة 3 أيام من كل أسبوع، فننتظر وقتاً طويلاً فى طابور ممتد لقلة الأسرّة بقسم العلاج الطبيعى، ووالدى مريض لا يستطيع الانتظار»، يضيف أن إحدى الممرضات قالت له إن قسم العلاج الطبيعى به نقص فى الأسرّة على الرغم من أن جلسة العلاج الطبيعى لا تستغرق سوى 20 دقيقة، من أجل الإسراع فى دخول مريض آخر لقلة الأسرّة والأجهزة. ويتابع محمود: «هناك نقص شديد فى أدوية التأمين الصحى وهذا يكبدنا مصاريف باهظة لشراء الأدوية غير الموجودة بالتأمين الصحى من الخارج». هانى عزيز، موظف بالقصير، يقول إن المستشفى المركزى يفتقر لكل المقومات الأساسية لخدمة المرضى ما يجعلهم يقطعون مسافات كبيرة للسفر إلى محافظات أخرى للعلاج بسبب النقص الحاد فى التخصصات والأجهزة الطبية بالمستشفى، الذى يخلو من تخصصات الجلدية والصدر والرمد والعظام، إلى جانب النقص الحاد فى الأجهزة الطبية. يضيف: «تعرضت زوجتى لكسر فى الساق وتوجهت بها إلى المستشفى لإجراء الأشعة والكشف، وأكد لى الأطباء عدم وجود كسر بالساق بعد إجراء الأشعة، ولكن تزايدت آلام زوجتى فتوجهت بها إلى مستشفى الغردقة، وبعد إجراء الأشعة تبين وجود كسر فى الساق، ثم أجريت لها عملية، وهذا دليل على أن الأجهزة بالمستشفى ضعيفة جداً ويجب تغييرها حفاظاً على صحة المرضى». محمد بسطاوى، موظف، يقول أيضاً إن المستشفى لا يوجد به أطباء متخصصون ومعظم الموجودين به حديثو التخرج، فضلاً عن النقص الحاد فى طاقم التمريض والأجهزة الطبية المساعدة. يضيف: «ابنتى سقطت من الدور العلوى وأصيبت بكسر وتوجهت بها إلى المستشفى وجبّسها الأطباء، لعدم وجود جراح عظام، وفشلت هذه المحاولة وتوجهت بها إلى أسيوط لإجراء عملية جراحية»، مشيراً إلى أن نقص التخصصات والأجهزة الطبية بالمستشفى أصبح عبئاً على المواطنين ما يضطرهم إلى السفر إلى محافظات ومدن أخرى للعلاج، فضلاً عن مشقة السفر على المرضى. يقول محمد الطبيب، عضو حزب التيار المصرى وأحد أبناء المدينة، إن مستشفى القصير يخدم مدن جنوب البحر الأحمر، وليس القصير فقط، مؤكداً أن المستشفى لا توجد به إمكانيات طبية أو مادية لخدمة الأهالى، من ضعف فى الأجهزة ونقص فى عدد من التخصصات وطاقم التمريض، وكل تلك الظروف مجتمعة تؤدى إلى عدم رغبة الأطباء فى العمل بالمستشفى، وأضاف أن كل ذلك ينعكس على صحة المواطنين. الدكتور أيمن خضارى، وكيل وزارة الصحة بالبحر الأحمر، يقول إن قسم الاستقبال بالمستشفى توجد به الأدوية الطارئة، أما باقى الأدوية فتعطى للمريض بعد الدخول لتلقى العلاج كاملاً بأحد الأقسام فى المستشفى، موضحاً أن مستشفى القصير الجديد على وشك الانتهاء منه مطلع أبريل 2013، وسوف يجرى استلامه وتشغيله مطلع يوليو المقبل، وسوف يكون على أعلى مستوى خدمى طبى فندقى من الدرجة الأولى، إلى جانب زيادة عدد الأسرّة وتوفير جميع الأجهزة الطبية للمرضى. ويضيف خضارى: «جارٍ التنسيق مع مدير مستشفى القصير المركزى لاستقبال وعمل جلسات العلاج الطبيعى على فترتين من اليوم، حتى ينتفع المرضى من جلسات العلاج الطبيعى لحين استلام المستشفى الجديد». ويقول وكيل الوزارة: إنه جرى تجديد وحدات الغسيل الكلوى بالمحافظة وإمدادها بماكينات جديدة لتقديم أفضل خدمة طبية لمرضى الفشل الكلوى، منها ماكينة لمستشفى القصير المركزى وماكينات لمستشفى الغردقة العام وماكينة لمستشفى سفاجا المركزى وماكينة لمستشفى غارب المركزى، إلى جانب عمل دورات طبية على رأس العمل لأول مرة بمستشفيات البحر الأحمر لشباب الأطباء وأفراد هيئة التمريض على إنعاش القلب.