اجتمع مجلس حكماء المسلمين، اليوم، برئاسة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، في العاصمة البحرينية "المنامة"، التي احتضنت الاجتماع الدوري الثامن لمجلس الحكماء. وأصدر المجلس بيانا ختاميا نص على: أولًا: يتقدم مجلس حكماء المسلمين بخالص الشكر وبالغ التقدير لدولة البحرين ملكًا وحكومة وشعبًا، على استضافة الاجتماع الدوري الثامن لمجلس الحكماء على أرض البحرين التي هي ثغر العروبة والإسلام، والتي كانت وستظل منارة للثقافات النيِّرة، والأفكار والمذاهب المعتدلة، وبوتقة تنصهر فيها كل هذه التنوعات في تناغم وانسجام، وتترك بصماتِها على الشخصية البحرينية لتتميز بالمرونة واستيعاب التحديات، واستثمارهما دائمًا لصالح الوطن وقضاياه الكبرى. ثانيا: يُقدِّر مجلس حكماء المسلمين لقيادة مملكة البحرين جهودها العظيمة في الدفاع عن قضايا الأمة، والصمود في مواجهة الكثير من التحديات والتَّدخُّلات الخارجية التي تستهدف زعزعة أمن البحرين واستقراره، والتي يرفضها مجلس حكماء المسلمين جملة وتفصيلًا، ويعلن تضامنه مع مملكة البحرين في مواجهة هذه التحديات وتلك التدخلات، مُعربًا عن ثقته الكبيرة في جهود العاهل البحريني الملك حَمَد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، الرامية لتحقيق آمال شعب البحرين الشقيق في حياة آمنة كريمة مستقرة. ثالثًا: انطلاقًا من المسؤولية الشرعيَّة لمجلس حكماء المسلمين واتساقًا مع الأهداف التي أنشيء هذا المجلس من أجلها، فإن أعضاء المجلس يناشدون الشعوب العربية والإسلامية بجميع طوائفهم ومكوِّناتهم للعمل من أجل وحدة الصف الوطني؛ لتفويت الفرصة على من يحاولون زرع بذور الطائفية وتفتيت النسيج الوطني الواحد تحقيقًا لأهداف سياسية ماكرة. رابعًا: في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ الأمة، وفي ظل ما تشهده مناطق مختلفة من العالمين العربي والإسلامي من تحديات جسام، فإن مجلس الحكماء يدعو عقلاء الأمة إلى تكثيف الجهود من أجل العمل على نشر ثقافة السلام والتعايش المشترك ونبذ الكراهية والحقد والفُرقة والشقاق، من أجل النهوض بالأمة والخروجِ بها من هذا النفق المظلم إلى بر الأمان. خامسًا: يدعو مجلس حكماء المسلمين علماء الأمة ومثقفيها كافة إلى التكاتف والوقوف صفًّا واحدًا ضد كل ما مِن شأنه تقسيم المسلمين، أو إقصاء فريق منهم، أو إعطاء الفرصة للمتربصين بوحدة المسلمين للنيل منهم، فالمستفيد من ذلك فقط هم أعداء الأمة والدين الذين يريدون تقسيم أُمة الإسلام إلى كِيانات وفِرقٍ متناحرة، حتى تضعف كلمتها ويكون بأسها بينها شديدًا، وهو ما يحذر منه مجلس الحكماء داعيًا إلى ضرورة أن يكون لدى علماء الأمة ومثقفيها وعي بهذه المخططات اللئيمة. سادسًا: بعد نجاح الجولتين الأولى والثانية من الحوار بين حكماء الشرق والغرب والتي تم عقدها في مدينتي فلورنسا وباريس، يعلن مجلس حكماء المسلمين انطلاق الجولة الثالثة من الحوار بين حكماء الشرق والغرب في سويسرا خلال الأيام المقبلة، لتأسيس حوار متوازن هادف يقوم على الاحترام المتبادل وقبول الآخر. سابعًا: في إطار الجهود الحثيثة التي يقودها مجلس الحكماء لنشر ثقافة الحوار ونشر السلام في كافة ربوع العالم، وفي إطار إدراكه لأهمية ودور القيادات الدينية في هذا المجال، فإن المجلس يستعد لعقد مؤتمر عالمي عن السلام والتعايش المشترك، بحضور جميع ممثِّلي الكنائس الشرقية خلال يناير المقبل، تستضيفه القاهرة. ثامنًا: انطلاقًا من دور مجلس الحكماء في مساندة قضايا الأمة، فإن مجلس الحكماء استمع خلال هذا الاجتماع إلى ما عرضه الدكتور عبدالسلام، أحد رؤساء الجمعيات في بورما وأحد المفتيين بها بشأن تطورات الأوضاع هناك، وتمَّ التأكيد على البدء في دراسة كل الحلول المناسبة، والتي تمكننا من العمل على إيجاد أرضية حوار مشتركة تكفل للمواطنين المسلمين والجميع العيش في أمن وسلام. تاسعًا: تعرض المجلس بالدراسة للمشكلات والقضايا الملتبسة في عقول الشباب المعاصر بشأن شريعة الإسلام وموقف القرآن من ثقافة العنف والإرهاب، وما أكده من حسن المعاملة مع غير المسلمين، خاصةً أهل الكتاب، تلك الأمور التي يستغلها المنحرفون والتكفيريون في إغواء الشباب ودفعهم إلى التمرد على مجتمعاتهم، تمهيدًا لوضع إجابات عن هذه الأسئلة المائة التي حصرتها مناقشات المجلس، بهدف توضيح تلك القضايا الملتبسة.