لم يتخيل أهالى العياط أن الحيوان الذى افترس طفلة (4 سنوات) أمس الأول «نمر»، ظنوه «سلعوة»، فالسلعوة حيوان معروف بالنسبة لهم، فكم من مرات افترس فيها أطفالاً. واجهوا المفاجأة، بعد تصفية الحيوان الجانى، فاكتشفوا أنه نمر هارب من مزرعة لتربية الحيوانات المفترسة، وأن هذه المزرعة تحتوى على أعداد كبيرة من الحيوانات مثل الأسود والنمور والثعابين والقرود، فضلاً عن أنواع نادرة مثل النمور البيضاء. وتبين أن مالك المزرعة، مورد للحيوانات المفترسة، حيث يقوم بتوريدها لخارج البلاد ولحديقة «أفريكانو بارك» مقابل مبالغ مالية طائلة. الخبر الأول الذى تحدث عن هذه الواقعة المدهشة أشار إلى أن صاحب المزرعة لديه ترخيص رسمى من وزارة الزراعة بتربية الحيوانات المفترسة. ومؤكد أن هكذا ترخيص لا يصدر إلا بعد معاينة مكان التربية، وأنواع الحيوانات التى تتم تربيتها، وفحص الجهات التى تورد لها المزرعة إنتاجها، وغير ذلك من أمور. ومعنى ذلك أن وزارة الزراعة تحقق لديها أن موقع المزرعة قريب من مناطق آهلة بالسكان، ورغم ذلك منحت صاحبها الترخيص؟.. والسؤال: ما الظروف والملابسات والأسباب التى دعتها لذلك؟!. الحيوانات المفترسة خطر على حياة البشر، هذا الدرس تعلمه كل من انخرط فى سنة أولى أو ثانية ابتدائى، وأظن أن الكثير من الجهات المسئولة عن تأمين المواطنين مر على الكوادر العاملة فيها هذا الدرس، وبالتالى يصبح من الطبيعى أن نسأل عن موقف وزارة الداخلية من وجود مثل هذه المزرعة التى تحتوى على حيوانات تعد مصدراً للخطورة على حياة المواطنين؟. وهل هناك موافقات من الداخلية على وجودها؟ وهل هناك قوانين تلزم أصحاب مثل هذه المزارع بالحصول على موافقات من هذه الوزارة؟. من تابع هذه الواقعة يعلم أن الأهالى ظلوا يطاردون النمر بعد أن افترس الطفلة ويقذفونه بالحجارة، دون أن ينالوا منه، حتى أتى عدد من رجال الأمن وأمطروه بعدة رصاصات، تردى بإحداها من فوق شجرة!. مكاسب أصحاب مزارع الحيوانات المفترسة كبير، وقد كشفت بعض التقارير أن النمر الهالك يبلغ سعره (600 ألف جنيه)، ومؤكد أن هذا السعر أعلى بكثير جداً من أى تعويض تدفعه وزارة التضامن الاجتماعى أو الحكومة إلى ضحايا أية حادثة. فكبير الحكومة فى مثل هذه الأحوال أن تعين أهل الضحية ب10 آلاف جنيه، ويعنى ذلك أن سعر النمر الهالك يعادل التعويضات التى يمكن أن تدفعها الحكومة لأهالى 60 قتيلاً، ما يعنى أن النمر ب60 بنى آدم!. من حق أصحاب مزارع الحيوانات المفترسة أن يربحوا ويكسبوا، إذا راعوا ما هو مطلوب من اشتراطات لحفظ أرواح البنى آدمين التى أجلها وكرمها المولى عز وجل «ولقد كرَّمنا بنى آدم». لا نمانع من أن يكرم أحد الحيوانات، بشرط أن يحمى البشر منها، لأن الإنسان أولى بالتكريم، وروحه أجدر بالحماية، أقول ذلك قبل أن يتبدل حلم الهجرة غير الشرعية الذى يداعب البعض إلى حلم بالتحول إلى «مزرعة حيوانات»!.