علي بعد أمتار قليلة من سور ديوان عام محافظة سوهاج، من الجهة الغربية تتوقف نظرات المارة علي مشهد يتكرر بشكل شبه يومي لشاب يجلس علي الرصيف بجواره طفله تبيع المناديل تمسك الطفلة بقلم وكراسه وهو الآخر يمسك بقلم وكراسة والمشهد لا يحتاج لتفسير فالطالب يذاكر لهذه الطفلة أو يعلمها القراءة والكتابة، وفي النهاية يحصد هذا الشاب دعاء المارة له نظير ما يصنعه من معروف دون خجل من جلوسه علي الرصيف. "هذه الطفلة تتعرض لظلم وقهر لا يحتمله الكبار" بهذه الكلمات بدأ محمد سيف النصر، 21 عاما والطالب بالفرقة الثالثة بكلية الهندسة وترتيبه الثاني في دفعته حديثه ل"الوطن" مضيفا أن أثناء مروره في احدي الليل منذ عدة أشهر وأثناء سيره في الشارع وجد تلك الطفلة نائمة في الشارع وأمامها كرتونه وضع عليها بعض علب المناديل، فجلس بجوارها وأيقظها من نومها، وعندما تحدث معها عرف أن اسمها هاجر، طالبة في الصف الخامس الابتدائي بمنطقة جزيرة محروس دائرة مركز أخميم، مضيفا أن تلك الطفلة تعيش مأساة كبيرة بسبب إرغام والدها لها علي بيع المناديل عقب خروجها من المدرسة. وأكد أن الوالد يرغم أيضا شقيقتها التي تكبرها بعامين ووالدتها علي بيع المناديل، ويجلس هو في المنزل يتلقى حصيلة البيع عقب حضورهم منتصف الليل. وأكد طالب الهندسة انه اتخذ قرارا بإعطاء هاجر درس خصوصي في الشارع ليساعدها علي التفوق في الدراسة لتكون من الأوائل، مؤكدا انه لن يتركها بقية حياته حتي يشاهدها في كلية من كليات القمة طالما هو علي قيد الحياة وناشد سيف الدكتور أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج، واللواء مصطفي مقبل، مدير الأمن بالتدخل سريعا لبحث حالة تلك الأسرة ومنع الأب من إلقاء بناته في الشارع ومساعدتهم في توفير حياة كريمة.