قال اللواء عصام القوصى، مأمور سجن ليمان 430 بوادى النطرون سابقاً، إنه أدلى بالمعلومات التى يعلمها عن واقعة اقتحام السجن وإحراقه يوم 29 يناير 2011 أمام المحكمة، مشيراً إلى أن المقتحمين كانوا يضعون نصب أعينهم القسم السياسى من العنابر، التى كان بها عدد كبير من المساجين من جماعة الإخوان المسلمين والجهاديين، على الرغم من عدم وضوح تلك المعلومة لدى أى شخص، و«الجميع كان يعلم أن السجن به مساجين جنائيون فقط». وأوضح «القوصى»، فى تصريحات ل«الوطن»، أن المقتحمين قدموا إلى السجن باستخدام أكثر من 20 سيارة ميكروباص، وجميعهم كانوا يتحدثون مع بعضهم بلهجة بدوية وعربية، ويحملون الأسلحة الآلية وقاموا بالتوجه إلى قسم المساجين السياسيين مباشرة، وأطلقوا وابلاً من النيران على ضباط وأفراد الشرطة الموجودين ونجحوا فى اقتحام العنابر وإخراج المساجين، ثم قامت مجموعات منهم بإشعال النيران فى كافة أنحاء السجن. وأشار إلى أن المجموعات التى كانت تحرق العنابر والمكاتب وغيرها، ركزوا على إحراق المكاتب الإدارية التى كانت بها دفاتر أسماء النزلاء وأوراق القضايا الخاصة بهم، وقبل مغادرتهم قاموا بحمل عدد منهم أصيبوا بطلقات نارية جراء الاشتباك مع رجال الشرطة، ثم شعروا بأن المساجين الجنائيين سيتعرضون للحريق والاختناق داخل السجن فقاموا بفتح العنابر الخاصة بهم وتركوهم يهربون دون التواصل معهم. وحول الأسماء الشهيرة التى هربت من داخل السجن، أثناء واقعة اقتحامه، قال «القوصى» إنه لا يعلم أسماء محددة لكن معظمهم من جماعة الإخوان المسلمين والجهاديين وكان من بينهم نزلاء دخلوا السجن من فترات قريبة، مشيراً إلى أنه فور ذلك قام بإخطار قياداته فى وزارة الداخلية بالواقعة وروى ما حدث بالتفصيل، ثم حرر المحاضر اللازمة بعدها بعد هدوء الأوضاع، ثم أرسل بعدها تلك المحاضر إلى نيابة السادات لإجراء التحقيقات فى الواقعة. وأكد «القوصى» أن المجموعات التى اقتحمت السجن لم تكن من الأهالى كما تردد، وأنهم من خلال تعاملهم مع الواقعة ومع قوات الأمن يتبين أنهم تلقوا تدريبات عالية على الاشتباك المسلح، مؤكداً أنهم كانوا يحملون أسلحة متطورة ومتعددة نجحوا من خلال استخدامها فى شل حركة قوات الأمن المكلفة بحماية وتأمين السجن. وأوضح «القوصى» أنه اندهش أن المجموعات التى كانت تقتحم السجون كان معها سيارات إسعاف تقف على مقربة من السجن وكانوا ينقلون إليها من تتم إصابته منهم وتتوجه إلى مكان مجهول بالنسبة له، مشيراً إلى أن أغلب الحالات التى أصيبت من المقتحمين كانت بسبب تعامل بعض الضباط والأفراد معهم بالأسلحة النارية من أعلى المبانى وأبراج المراقبة قبل أن يستخدم المقتحمون اللوادر فى اقتحام تلك المبانى وهدمها. وروى «القوصى» الخطة التى اقتحم بها المسلحون السجن، بقوله إنهم انقسموا إلى عدة مجموعات أحاطت مجموعة منهم بأسوار السجن من الخارج وتمركز عدد منهم فى مناطق مرتفعة أمام أبواب السجن وكانت أمامهم سواتر من الرمال، بينما دخلت مجموعة لا يقل عدد أفرادها عن 50 يحملون البنادق الآلية وكانوا ملثمين ودارت أحاديث سريعة بينهم ثم توجه عدد منهم إلى عنابر المسجونين السياسيين وقاموا بتحطيم أبوابها وإطلاق سراح جميع السجناء، وتأمينهم حتى خروجهم من السجن، وأشعلوا بعدها النيران، بينما قام عدد منهم بإطلاق سراح المسجونين السياسيين فى دقائق معدودة. وأضاف «القوصى» أن الملثمين أطلقوا الرصاص بغزارة، وكان يبدو أنهم فى مهمة محددة وهى إطلاق سراح المسجونين السياسيين؛ لأن معلومة وجود سجناء سياسيين فى سجن وادى النطرون كان لا يعرفها الكثيرون، فالمعروف عن السجن أنه معتقل لعتاة المجرمين الجنائيين، موضحاً أن الأهالى تجمعوا بعد انصراف المقتحمين وقاموا بمساعدة الضباط والجنود فى إسعافهم ونقل بعضهم للمستشفيات، حتى إن بعضهم قام باصطحاب بعض الضباط المصابين لمنازلهم.