روت إحدى الطالبات، اللائي يدرسن في كلية الحقوق بالجامعة الأمريكية في العاصمة الأفغانية "كابول"، بصوت مرتجف، مواجهتها مع أحد المهاجمين الذين زرعوا الرعب في الجامعة، بينما كان رفاقها يقفزون من النوافذ في الطابق الثاني من المبنى لينجوا. وسادت موجة هلع، مساء الأربعاء، عندما صدم رجل بسيارة ملغومة، أحد جدران الجامعة، ما سمح لمسلحين آخرين اثنين بدخول الحرم الجامعي، الذي كان فيه مئات الطلاب. وتحصن عدد كبير من رفاق غازية داخل الصفوف وسدوا الأبواب بالكراسي والطاولات، بينما كان آخرون يتدافعون للقفز من النوافذ، وأصيب عدد منهم بجروح خطيرة. وفي حالة من الرعب، اختارت غازية وطالبان آخران الجري في الممر، معتقدين أنهم يعيشون آخر لحظات في حياتهم. ورأت الشابة البالغة من العمر 21 عامًا، جثث رفاقها في الصف ممددة على الأرض، حسبما قالت لوكالة "فرانس برس". وقالت "اعتقدت أنني ساموت لكنني واصلت الجري حتى وصلت إلى أبواب الخروج، رفاقي الذين بقوا في قاعة الصف قتلوا أو أصيبوا بجروح خطيرة"، وقُتل نحو 16 شخصًا وجرح عشرات آخرون في الهجوم، الذي استمر أكثر من 10 ساعات، وهو أكبر هجوم يستهدف جامعة مرموقة في أفغانستان. ويشتبه بأن حركة طالبان تقف وراء الهجوم، الذي طال قطاع التعليم أحد رموز أمل الشباب في أفغانستان وسط غياب الأمن المتزايد. "أصبت بصدمة"، جملة عبر بها فريد شهلا، الأستاذ في جامعة كابول، عن حاله، مضيفًا، "هذا الهجوم يدل على أن شبابنا المضطر أصلا للحد من تحركاته بسبب غياب الأمن، غير آمن حتى في صفوف الدراسة". وتابع "أخشى أن يكون هذا الهجوم مدمرًا للطالبات خصوصًا".
