أصر أحمد عز على المخاطرة وتضامن مع المنتج وائل عبدالله فى موقفه، وقررا عرض فيلمهما الجديد «الحفلة» فى ظرف سياسى بالغ السوء، وسط اضطرابات متوالية لا تهدأ، ومع ذلك نجح الفيلم وحقق إيراداً اقترب حتى الآن من 6 ملايين جنيه. فى هذا الحوار يتحدث «عز» ل«الوطن» عن ظروف «الحفلة» ومصاعب تصويره وسر الإصرار على المخاطرة، كما يتحدث عن مشاكله مع «روبى» ووضع اسمها فى تيتر الفيلم، وسر اعتذاراته المتكررة عن المسلسلات، وحكايته مع مسلسل «مولانا»، وهل أصبح رجال الدين موضة الدراما؟ ورؤيته لما يحدث الآن من اضطرابات سياسية واجتماعية واقتصادية، وتأثير ذلك على الفن. * ما سر اختيارك لفيلم «الحفلة»؟ وما الجديد الذى راهنت عليه رغم أنه فيلم تشويقى وسبق لك أن قدمت هذه النوعية من الأفلام؟ - بعد «حلم عزيز» و«المصلحة» و«365 يوم سعادة»، وجدت أن العودة لأفلام التشويق مهمة فى هذه الفترة، على الأقل من باب التغيير، كما أعجبتنى جدا قصة الفيلم. * لكن أفلام التشويق فى مصر تواجه الكثير من المشاكل فى تنفيذها؟ - هذا صحيح، لذا قبل أن ننفذ هذه النوعية من الأفلام يجب ضمان أنها ستصنع بشكل جيد إخراجيا وفنيا، ومنذ لحظة كتابة السيناريو، مع العناية بكل مشهد، لأن هذا يفرق كثيرا فى التنفيذ، والجمهور واع جدا ويفهم جيدا نوعية هذه الأفلام، وأى إخفاق سيعرض الفيلم للسخرية وليس الفشل فقط.. هيضّحك علينا الناس. * دور «شريف» فى الفيلم ظهر عادياً حتى اقتراب النهاية.. فكيف قبلت هذه المجازفة؟ - قبلت الفيلم من أجل آخر ربع ساعة فقط، وأحببت أن أكون شخصا عاديا بعيدا عن لفت الأنظار منذ أول مشهد، وأعتقد أن المفاجأة فى آخر الفيلم ضبطت إيقاعه تماما. * محمد رجب ظهر بدور لافت منذ أول الفيلم هو دور «فاروق» ضابط المباحث.. ألم تشعر بغيرة؟ - بالعكس.. محمد رجب صديقى، وكنت سعيدا بتألقه ونجاحه، لأن أى نجاح لأى شخصية يضيف للفيلم. * دور «روبى» كان صغيراً جداً ومع ذلك تم وضع اسمها على «التيتر» تحت كلمة «ظهور خاص».. ويقال إن مشكلة حدثت بينكما لهذا السبب! - دور روبى مؤثر جدا، فهى البطلة منذ بداية الفيلم وحتى نهايته، وهى محور الأحداث، لذا لا مجال للحكم على دورها بعدد المشاهد، وأعتقد أنها أدت الدور كممثلة محترفة ومتمكنة، ولا وجود لأى مشاكل بيننا، واسمها على «التيتر» ليس مسئوليتى، وأعتقد أنه باتفاق بينها وبين المخرج. * لماذا وافقت على طرح الفيلم فى توقيت صعب هو الذكرى الثانية لثورة 25 يناير؟ - كان هذا رأى المنتج وائل عبدالله وقد أيدته، لأن وائل مرتبط بتعاقدات داخلية وخارجية، وسأعود وأكرر أن الخوف من أى أحداث أو أزمات سياسية أو اضطرابات أمنية يجب ألا يوقف صناعة السينما ويجعلنا نخاف ونتراجع، فصناعة السينما أحد الموارد الأساسية فى الدخل القومى، وهناك آلاف الأسر تعيش على صناعة السينما وحركة البلاتوهات، ويجب أن نضع كل هؤلاء نصب أعيننا. * لكن الكثير من النجوم والمنتجين قلصوا نشاطهم بشدة بسبب الخوف من الخسائر؟ - أنا ضد الخوف أو التراجع، ويجب أن يشجع بعضنا بعضاً ونتحمل أى نتائج، فكل منا له دور فى تشجيع الصناعة، وفيلم «حلم عزيز» تشجعنا وطرحناه فى «وقت ميت» بلغة السوق، لكن كان لا بد من تشغيل دور العرض وعودة الروح للصناعة، والحمد لله لم يخذلنا الجمهور ونجح الفيلم. * تعرض الفيلم لعملية قرصنة منذ أول يوم عرض.. فهل أثر ذلك على إيراداته؟ - القرصنة التى تعرض لها الفيلم لم تمنع الجمهور من مشاهدته، وكان التأثير ضعيفا، فما زال الجمهور حريصا على الذهاب للسينما لأنها تمثل له فسحة عائلية.[Image_2] * حقق (الحفلة) حتى الآن 6 ملايين جنيه رغم كل هذه المشاكل.. كيف تفسر ذلك؟ - أراهن دائما على العمل الجيد مهما كانت الظروف، وأعتقد أن الجمهور أصبح يتعامل مع المشكلات اليومية على أنها أمر واقع، فهو يذهب إلى عمله ويمارس حياته الطبيعية ومنها الذهاب إلى دور العرض، لأن السينما وسيلة للتخفيف من الضغوط التى يتعرض لها يوميا. * اعتذرت عن أكثر من مسلسل مؤخراً مثل «مولانا».. هل خفت من خوض الدراما هذا العام؟ - كنت أتمنى دخول ماراثون الدراما وعقدت العزم بالفعل على مسلسل «مولانا»، ورغم الأقاويل والتخوفات من تجسيد شخصية رجل الدين فإننى كنت متحمسا، لأن الرواية التى كتبها إبراهيم عيسى رائعة، وعرضت لشخصية رجل الدين بشكل متوازن، لا هو مدح وإطراء ولا هو هجوم أو افتراء، ورغم أننى لا أخاف المنافسة فإننى أرفض تكرار أى شخصية قام بها غيرى، وشخصية رجل الدين سيتم تقديمها فى رمضان فى أكثر من عمل، لذا فضلت البحث عن فكرة جديدة. * هل ثمة علاقة بين صعود التيارات الإسلامية للحكم والشروع فى تقديم رجل الدين فى أكثر من مسلسل هذا العام مثل «الشيخ كشك» و«مولانا» و«بشر مثلكم»؟ - ربما.. وهناك أعمال كثيرة تم تقديمها وكان محورها علماء دين أو شخصيات دينية فيما مضى، لكنها لم تركز على الموضوع. وقد تكون الظروف التى نعيشها وتوجيه الاتهامات بشكل دائم هى السبب فى الربط بين تقديم هذه الشخصيات وصعود التيارات الدينية للحكم. * كانت هناك نية للتعاون مع المخرجة ساندرا نشأت فى مسلسل تليفزيونى.. ما مصير هذا المشروع؟ هل تراجعت عنه؟ - ساندرا صديقة وعشرة عمر، لذا أقنعتها بفكرة الدخول للدراما، وكانت لدىَّ فكرة مسلسل منذ فترة، طرحتها عليها ورحبت، لكننا وجدنا الوقت متأخرا، والمفترض أن ندخل التصوير بحد أقصى فى مارس لنلحق برمضان، لكن كتابة المسلسل ستستغرق شهورا، وتصويره شهورا أخرى، والتسرع فى الكتابة أو التنفيذ لن يكون فى صالحنا، لذا قررنا تأجيل العمل إلى رمضان 2014، لكننا لم نلغ المشروع. * كيف ترى الأوضاع الحالية فى مصر؟ وكيف تأثرت بما يحدث؟ - أشعر بحزن كبير من أى تخريب أو إيذاء لأى إنسان مصرى أو منشأة، وأحزننى ومزقنى موت الطفل «عمر صلاح» بائع البطاطا الذى استشهد وهو يلهث وراء رزقه برصاصة غادرة. كما أحزننى مهاجمة الفنادق وهروب السائحين والتدهور الاقتصادى الذى نعيشه. نحن فى محنة حقيقية وأزمة خانقة على كل المستويات، وليس أمامنا سوى أن نعمل لتخطى هذه المحنة، فالكلام وحده لن يبنى.