"ابني كان ابن موت، وعمره ما زعلني".. قالها والد شهيد العريش في كفرالشيخ، باكيا، في أثناء تقبله العزاء في وفاة نجله، الذي استشهد في إحدى العمليات الإرهابية بمدينة العريش. يقول عبدالحميد عبدالهادي السريطي، والد الشهيد، عامل سركي بأحد المفرخات السمكية: "ابني كان سند ليا وبيساعدني، كان معاه ثانوية عامة، وكان فاضل 3 شهور ويخلص الخدمة، وكان مرتبط ببنت من القاهرة وهيتجوزوا بعد الجيش". يضيف الأب المكلوم: "ابني كان إجازة يوم الحد اللي فات، فضل 15 يوم، زار فيهم كل أهالي القرية كأنه كان يودعهم، وفضل يحضنهم ويقول لهم سامحوني"، وتابع وهو يغالب دموعه: "لا بد من الثأر من الإرهابيين القتلة". محمد فتحي بطاح "عمدة القرية"، طالب بتثبيت والد الشهيد، حيث إنه يعمل ب800 جنيه فقط، ويعول أسرة، وله ابن آخر في الثانوي التجاري، كما طالب بنقل والد الشهيد للعمل في الجمعية الزراعية بالقرية بعد تثبيته، كي لا يتحمل مشقة المواصلات يوميًا، ويصرف راتبه على المواصلات ذهابًا وإيابًا. أما رضا عبدالمقصود، ابن عمة الشهيد، فقال: "الشهيد أوصى محروس صديقه، بأن يكتب لافتة مدون عليها (الشهيد محمد الطيب) ويعلقها على مدخل القرية، في حال استشهاده، لأنه كان مشهورًا باسم (الطيب) في القرية، وكان معروفًا بسمو الخلق، والالتزام بآداء الصلاة في أوقاتها". أما والدة الشهيد، فتمتمت بكلمات غير مفهومة، وهي في حالة شرود وبكاء متصل، وهي تتردد: "حسبي الله ونعم الوكيل". كانت عزبة بطاح التابعة لمجلس قروي "سنهور المدينة" بمركز دسوق، تحولت لمأتم كبير، حزنًا على استشهاد ابنها "محمد" في حادث إرهابي بالعريش، وشيع جثمان الشهيد ملفوفا في علم مصر، في جنازة عسكرية تقدمها اللواء سامح مسلم، مساعد وزير الداخليه مدير أمن كفرالشيخ، واللواء عزت صادق مساعد مدير الأمن لفرقة دسوق، والعميد عبدالفتاح المنشاوي رئيس فرع البحث الجنائي لغرب كفرالشيخ، والعميد سعد سليط مأمور مركز شرطة دسوق، والمحاسب أسامة كامل، والسيد شنقار نائبا رئيس مركز ومدينة دسوق، وعدد من القيادات الأمنية والتنفيذية. وردد مشيعو الجنازة، هتافات للتنديد بالإرهاب، منها: "لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله، لا إله إلا الله.. الإرهاب عدو الله، يا شهيد نام وارتاح.. واحنا نكمل الكفاح"، وغيرها من الهتافات.