كشفت الدكتورة منى مينا، عضو مجلس نقابة الأطباء، المتحدث باسم حركة «أطباء بلاحقوق»، عن استمرار أزمة أطباء التكليف بسبب عدم تطبيق القرارات الوزارية الخاصة بحوافز جذب الأطباء للمناطق النائية، وأضافت فى حوار ل«الوطن» أن عدم وجود شفافية فى تطبيق قواعد تكليف الأطباء وتوزيعهم على محافظات الجمهورية يفتح الطريق أمام الوساطة والمحسوبية، لافتة إلى أن الأطباء مستمرون فى اعتصامهم بوزارة الصحة لحين تحقيق مطالبهم. ■ بداية من هم أطباء التكليف؟ - هم أطباء حديثو التخرج يقضون فترة خدمة من المفترض أنها تستمر لمدة عامين كفترة تدريبية أولية، وتعتبر أول احتكاك للطبيب بالخدمة الحقيقية فى المستشفيات الحكومية بعد فترة الامتياز والدراسة. ■ لماذا يتكرر تظاهرهم واعتصامهم؟ - يعانى أطباء التكليف من سوء الأوضاع المادية والمعيشية والذى يدفع بهم للاحتجاج خاصة بعد أن أصبحت فترة التكليف عبارة عن خدمة إجبارية تشبه «السخرة» يُجبر خلالها الطبيب على العمل بمناطق نائية فى ظروف معيشية صعبة لا يتوافر فيها أمن أو مسكن لائق أو دخل مادى يساعد الطبيب على أعباء الحياة بعد انقطاع كافة وسائل الحياة بتلك الوحدات، من حيث الطعام والمياه، وفضلاً عن ذلك دون إتاحة فرصة تدريبية حقيقية أمامهم ودون توفير وسائل جذب مادية تشجعهم على الاستمرار بتلك المناطق، كما أن عدم وجود أبسط قواعد العدل والشفافية يفتح باباً كبيراً للوساطة والمحسوبية، ويساهم فى تلك المشاكل جميعها عدم تطبيق وزارة الصحة للقرارات الوزارية المتعاقبة والخاصة بحوافز وقواعد تكليف الأطباء. ■ ما تلك القرارات التى لم تطبقها وزارة الصحة؟ - القرار رقم 60 لسنة 2010، وقرار رقم 197 لسنة 2012، وهى القرارات التى تتضمن قواعد توزيع الأطباء داخل المحافظة الواحدة وعلى نطاق المحافظات الحدودية، والتى يصل فيها قيمة الحافز فى المناطق الحدودية إلى 500% من الراتب الأساسى. ■ إذن لماذا لا تُفعل تلك القرارات؟ - عادة ما تدعى وزارة الصحة تارة عدم وجود تمويل كاف للحوافز، وتارة أخرى تتلكأ فى صرف الحوافز، وفضلاً عن ذلك تطلب وزارة الصحة رد قيمة الحافز الذى يتقاضاه الطبيب لعدم أحقية حصوله عليه. ■ كيف تفتح قواعد التكليف المطبقة حالياً طريق الوساطة والمحسوبية أمام الأطباء؟ - تتضح تلك الممارسات فى عدم إدراج الجهات الخارجية التابعة لوزارة الصحة فى التكليف، مثل المستشفيات والمعاهد التعليمية والأمانة العامة للمراكز الطبية المتخصصة، والتى يتوافر بها خبرات وكوادر طبية على مستوى عال يتيح للطبيب الشاب الذى يعمل بها تدريباً راقياً وأجراً متميزاً عن أقرانه، مما يدفع الطبيب للبحث عن الواسطة للعمل بتلك الأماكن، فضلاً عن عدم إعلان احتياجات كل مديرية صحية أو كل إدارة طبية تابعة للوزارة من الأطباء بشكل شفاف. ■ كيف ترين حل أزمة أطباء التكليف؟ - حل الأزمة يكون بتعديل قواعد تكليف الأطباء من حيث التوزيع الجغرافى ووضع العديد من المميزات العلمية المتعلقة بوسائل تدريب الأطباء، وتوفير الكفاءات الطبية والكوادر المتميزة لتدريب الأطباء، مع توفير قواعد لجذب الأطباء للعمل بالمناطق النائية تشمل زيادة الحوافز المنصوص عليها بالقانون وتقليص حجم المدة الزمنية التى يستغرقها الطبيب لحين الانتقال إلى النيابة، والتى تعنى التخصص بالدراسات العليا، وذلك لتقليص الفترة الزمنية من سنة إلى ستة أشهر مع تسهيل مهمة إخلاء طرفه من الوحدات الصحية خاصة أن الطبيب يواجه العديد من التعقيدات الإدارية تضع العراقيل أمامه للانطلاق فى حياته المهنية. ■ هل تم عرض تلك الحلول على المسئولين بوزارة الصحة؟ - بالطبع، وكان آخرها الأحد الماضى، وحصلنا على تعهد رسمى من الدكتور سعد زغلول العشماوى، مساعد وزير الصحة، والدكتور محسن طه، مدير إدارة التكليف بوزارة الصحة، بتنفيذ تلك التعهدات. ■ لكن وزارة الصحة أعلنت فى بيان رسمى استجابتها لطلبات أطباء التكليف؟ - ما يريده الأطباء هو قرار رسمى واضح وصريح بتلك التعهدات وليس مجرد بيانات ووعود اعتاد عليها الأطباء ويمكن التنصل منها فى أى وقت.