توفي اليوم الجمعة في بيروت الإعلامي والسياسي اللبناني البارز وناشر صحيفة النهار "غسان تويني" عن عمر ناهز ال86 عاما، وذلك بعد صراع طويل مع المرض. وكتبت صحيفة النهار على صفحتها الأولى "رحل... فجر النهار". وكتبت حفيدته رئيسة مجلس إدارة الصحيفة نايلة تويني "هكذا قبل صياح الديك، رحلت"، مضيفة "لن أرثيك اليوم ولن أبكيك. لا عبارات لدي تفيك بعض حقك. أمامك وأنت سيد القلم، تسقط الحروف وتعجز الكلمات". ويعد تويني الذي تحمل مسؤولية صحيفة النهار -التي تعد من كبرى الصحف اللبنانية- بعد وفاة والده جبران، من أعمدة الصحافة اللبنانية والعربية. وتولى رئاسة تحرير الصحيفة الواسعة الانتشار في لبنان خلال الأعوام ما بين 1948 وحتى 1999. ويطلق على تويني لقب "عملاق الصحافة العربية" و"عميد الصحافة اللبنانية". وقد بدأ عمله في مجال الصحافة، وهو في بداية العشرينيات في جريدة النهار، التي أسسها والده العام 1933. وما لبث أن دخل المجال السياسي وأصبح نائبا في البرلمان اللبناني وكان في الخامسة والعشرين من عمره. وخلال مسيرته الصحفية والدبلوماسية الطويلة، أنتج تويني عدة مؤلفات في الصحافة والسياسة، من بينها "اتركوا شعبي يعيش" و"سر المهنة وأصولها" و"الثقافة العربيّة والقرار السياسي" و"قراءة ثانية في القومية العربية"و"الإرهاب والعراق قبل الحرب وبعدها" و"حرب من أجل الآخرين". بين الصحافة والسياسة وإلى جانب عمله في مجال الصحافة، خاض تويني غمار السياسة، وانتخب في مجلس النواب اللبناني أكثر من مرة، كما شغل مناصب وزارية في حكومات عديدة، ومارس العمل الدبلوماسي وشغل منصب سفير لبنان في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وعين سفيرا للبنان لدى الأممالمتحدة عام 1977. وقد تقلد المنصب الأخير في أوقات عصيبة تخللها خصوصا اجتياحين إسرائيليين. وينظر إليه على نطاق واسع على أنه "عراب" القرار 425 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في 1978، والذي دعا إسرائيل إلى الانسحاب من لبنان. حصل تويني على شهادة البكالوريوس في الفلسفة من الجامعة الأمريكية في بيروت في عام 1945، كما حصل في عام 1947 على الماجستير في العلوم السياسية من جامعة هارفارد في الولاياتالمتحدة. وعمل محاضرا في العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت بين العامين 1947 و1948. وفي المجال التربوي ترأس تويني جامعة البلمند الخاصة، كما عين عضوا في مجلس أمناء الجامعة الأمريكية في بيروت، وعمل محاضرا بالعلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت. تميزت حياته بمآسٍ عديدة، لدرجة وصف بأن قدره يشبه "أبطال التراجيديا الإغريقية". فقد توفيت ابنته نايلة وهي في السابعة بمرض السرطان، وما لبثت أن لحقت بها زوجته الشاعرة ناديا تويني بالمرض نفسه. بعد ذلك بسنوات، توفي نجله مكرم في حادث سيارة في فرنسا. وقتل نجله الصحفي والسياسي جبران تويني في عملية تفجير استهدفته في ديسمبر 2005. وقبل ثلاث سنوات، توقف غسان تويني عن كتابة افتتاحيته في جريدة النهار بسبب العجز والمرض.