وقع صباح اليوم، رؤساء الكنائس المصرية على دستور "مجلس كنائس مصر" في المركز الثقافي القبطي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية؛ لتدشين أول مجلس للكنائس في مصر يضم الكنائس "الأرثوذوكسية والإنجيلية والكاثولوكية والروم الأرثوذكس والأسقفية"، برئاسة رؤساء 5 كنائس مصرية، وهم البابا تواضروس الثاني "بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية"، والبابا ثيودوروس الثاني "بطريرك الروم الأرثوذكس"، والبطريرك إبراهيم إسحق "بطريرك الأقباط الكاثوليك"، والقس صفوت البياضي "رئيس الطائفة الإنجيلية" والمطران منير حنا "رئيس الطائفة الأسقفية في مصر". وألقى البابا تواضروس الثاني، كلمة قال فيها: "إن اجتماعنا اليوم ينطوي على ثلاثة أبعاد هي: بعد المحبة، وبعد الخدمة، وبعد المساندة، واستطرد موضحاً "المحبة هي التي جمعتنا لنلتقي هذا اليوم بكل أخوة ورجاء وحياة الشركة الحقيقية والبعد الخدمي أي كيف نعبر عن محبتنا بطريقة عملية من خلال وسائل خدمة تشترك فيها روح المسؤولية أي مسؤولية كل كنيسة وكل اجتماع ومسؤوليتنا جميعاً أمام الله، مع احتفاظ كل كنيسة بخصوصيتها الطقسية والتراثية والإيمانية، وأكد البابا تواضروس أن كنائس مصر تشترك مع بعضها البعض في خدمة "مسؤولة" فلا تظهر أي كنيسة ما يؤلم الكنائس الأخرى. أما بعد المساندة، فقد أوضح البابا تواضروس "إننا اليوم في مشهد حقيقي لتكوين الفكر الواحد والرأي الواحد في المسائل المشتركة التي تهم الكنيسة في مصر، فالتنوع على حد تعبيره لا يعني الخلاف والفرقة بل كل كنيسة هي إصبع في يد المسيح الواحدة، وهذا التنوع هو جوهر قوة اليد". من جانبه، قال القس صفوت البياضي في كلمته: "هذا اللقاء هو شهادة للمسيح والكنيسة للمجتمع بأسره". لقد استجاب الرب لصلوات امتدت ثلاثون عاماً هي عمر "أسبوع الصلاة من أجل الوحدة المسيحية" فالآن نحن نشهد معاً للمسيح في ظروف صعبة تحت لواء المحبة التي تجمع كنائس الرب في الروح القدس الذي يعطينا وقود العمل والشهادة في عالم متغير. وقال البطريرك إبراهيم اسحق: "هذا اللقاء يأتي في ختام أسبوع صلاة الوحدة"، فالوحدة بالروح تولد ثمرات جميلة وناضجة لأبناء الكنيسة بمختلف انتماءاتهم. واستكمل: "الوحدة والاتحاد" ليست تضارب وتناحر بل شركة حقيقية منبعها الله تمر بالبشر فتوحدهم ليعود ثانياً إليه فمن الله وإلى البشر، وأساس الوحدة هو التكامل المبني على الخير العام والقادر على مواجهة التحديات التي تقابل كل عمل مشترك، واختتم البطريرك إبراهيم إسحق بالقول كل كنيسة هي تكمله لنظيرتها من الكنائس فلنسعَ دائماً للتكامل والنمو بأيادٍ متشابكة في جسد المسيح الواحد". وفي كلمة للمطران نيقولا قال: "هذا اللقاء هو نتيجة لمعرفة الآخر، فقد بدأت فكرة إنشاء مجلس كنائس مصر خلال الجمعية العمومية لمجلس كنائس الشرق الأوسط في قبرص عام 2010، والتي تُوجت اليوم بتوقيع دستور مجلسنا الواحد". واختتم: "إننا اليوم نرمم إنشقاق الجسد الواحد ليعود للطبيعة التي يريدها السيد المسيح". ووصف المطران منير حنا، اللقاء بأنه "شفاء في العلاقات بين كنائس الرب" فكل كنيسة تقدم جزءً هاماً في التراث المسيحي على حد قوله، فالكنيسة القبطية والأنطاكية الأرثوذكسية قدما شهداءً حافظوا على الوجود المسيحي وأسسوا اللاهوت والفكر المسيحي للعالم أجمع أما الكنيسة الكاثوليكية فهي الكنيسة الجامعة والكنيسة الانجيلية هي المناصرة للفكر الاصلاحي المتجدد. واختتم المطران منير حنا قائلاً: "مجلس الكنائس المصرية هذا هو الدافع الأساسي للحوار المسيحي المسيحي، ليساعدنا الله في جني ثمار الوحدة والمحبة بين كنائس الرب". وفي الختام، وقع رؤساء الكنائس المصرية ميثاق المجلس وقراءة بنوده وخطط وبرامج العمل. وقالت الكنائس في بيان لها، عقب الانتهاء من اجتماع رؤساء وممثلى الكنائس: "لقد ظل لسنوات طويلة يراودنا حلم إنشاء مجلس الكنائس المصرية الذي يسعى لتعميق الوحده ولتدعيم العمل المسيحي وخدمة الوطن تحت مظلة المواطنة الأصلية. وأضاف البيان: "بدأ هذا الأمل مع حياة البابا شنودة، وحاز على رضاه في أبريل 2010، وأعلن عنه في فبراير 2012 قبل نياحته، مشيرًا إلى أن "المجلس كنسيًا يعمل على خدمة الوطن والكنيسة ولا يتدخل في السياسة". وتابع: "إن المجلس يتعاون مع المجالس المسكونية المسيحية المتفق عليها وهى مجلس الكنائس العالمي ومجلس كنائس الشرق الاوسط ومجلس كنائس أفريقيا.