«حوارات غير مكتملة - مؤتمرات كبرى - تصريحات متفرقة».. دى بقى اللى بيسموها «جبهة الإنقاذ الوطنى».. يعلن أعضاؤها الصبح أنهم بصدد حوار، يعقبه بالطبع مؤتمر لإعلان نتيجة الحوار، لكنه لا يتم على خير بعد أن يعلنوا أيضاً فشل اجتماعهم وحوارهم، الثلاثية تتكرر باستمرار دون توقف، وتتفاقم دون نهاية. الأزمة ليست فى اجتماعات لا تتم ومؤتمرات لا يحضرها سواهم ونتائج لا تقنع غيرهم، الأزمة تصل إلى مضمون وجودهم؛ ف«الحوار الوطنى» هدف لا نهائى، وكلمة متكررة فى جميع تصريحات الجبهة.. يصرح د. وحيد عبدالمجيد: «اتصالات لجبهة الإنقاذ مع (النور) للتوافق على أسس الحوار الوطنى قبل عرضها على الرئاسة»، ويناقضه د. محمد البرادعى: «الجبهة مستعدة للذهاب لأى مكان للحوار مع الدكتور مرسى على أن يبادر مرسى بتقديم عربون ثقة للبدء فى الحوار». وفى مرة ثانية تبدو الجبهة رافضة للحوار، فتخرج فى مؤتمر صحفى مع نهايات شهر يناير رافضة الحوار مع الرئيس محمد مرسى معللة ذلك بأنه «مجرد محاولة لتحسين الصورة»، كما سبقت أن رفضت دعوات سابقة للحوار فى شهر ديسمبر من العام الماضى. وفى مرة ثالثة تبدو الجبهة متمنِّعة، تشترط الكثير من أجل الحوار، فتشترط مرة وجود الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، ورعايته للحوار، وتشترط تشكيل حكومة إنقاذ وطنى، وتشترط تشكيل لجنة محايدة لتعديل الدستور، وكذلك تشترط إلغاء آثار الإعلان الدستورى الملغى. أعداد ضخمة، وجوه معروفة فى المقدمة، وأخرى مجهولة فى الخلفية، منصة ميكروفونات عملاقة، يمر الكثيرون خلال المؤتمرات فلا يعرف المشاهد من هذا أو ذاك، هكذا الأمر فيما يتعلق بمؤتمرات جبهة الإنقاذ، حدِّث ولا حرج، مع صورة الزعيم سعد زغلول فى الخلفية، صاحب المقولة الشهيرة «مفيش فايدة»، أصبحت مؤتمرات الجبهة بلا عدد مقابل خطواتها الفعلية على أرض الواقع، ولم تعد تقتصر على القاهرة وحدها وإنما امتدت إلى السويس وبورسعيد والمحلة أيضا، فى إشارة إلى أن القاهرة وحدها لم تعد تكفى. العديد من التصريحات تخرج عن جبهة الإنقاذ وأعضائها، بعضها متضارب ومتوالٍ؛ فيصرح البرادعى: «جبهة الإنقاذ لا تسعى لإسقاط الرئيس مرسى»، ويصرح عمرو موسى، المرشح الرئاسى السابق: «لا يوجد انشقاق فى جبهة الإنقاذ وقراراتنا توافقية»، ويؤكد محمد سامى، رئيس حزب الكرامة القيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى، أن «قرارات الرئاسة تتسم بالعديد من التخبط والارتباك، وأن الحوار الوطنى فرصة للرئيس»، أما الدكتور جابر نصار فقد وجه دعوة عامة لإسقاط مرسى.. من جانبه، خرج عمرو موسى ليؤكد أن حمدين صباحى مُصرّ على إسقاط «مرسى»، فيما نفى رئيس الكرامة رغبة «حمدين» فى إسقاط الرئيس.