لم يمر عليه الزمن؛ فاليوم الأول منه كما الأخير، حتى مع تغير المذيعين وتعاقب الرؤساء واختلاف الأحداث والزمان، لم يزل برنامج «صباح الخير يا مصر» كما هو منذ أن انطلق وحتى الآن، اختلفت موسيقى المقدمة والنهاية والمذيعون والديكورات وغيرها، إلا أن الأساس ظل ثابتاً، بفقراته و«فورماته»، والسياسة التحريرية بعيدة عن القضايا الإشكالية، لا تقترب من الجدليات، حتى إن اختفاء زميلهم عبده عباس وما عُلم من وفاته لم يستلزم ولو تنويها أو حتى تعزية لأسرته، ليبدأ الروتين فى مصر من مجرد مشاهدة البرنامج الرسمى «صباح الخير يا مصر». «مفيش حاجة اتغيرت، وتقريبا مفيش فايدة».. القناعة تصل لمتابع البرنامج، الذى يبدأ يوميا فى السابعة مساء بشرح لأهم فقرات اليوم، تعقبها جولة إخبارية سريعة تشمل أهم أخبار اليوم وأحوال الطقس، ثم فقرة لرياضة «الأيروبكس»، تعقبها النشرة الرياضية، ثم قراءة سريعة فى أهم «مانشيتات» الصحف. 15 سنة والروتين اليومى للبرنامج لم يتغير، ذهب عليه مذيعون وأتى مذيعون آخرون، وبقى هو يتحدى الملل، معتزاً بكونه البرنامج الصباحى الأول فى العالم العربى، ناسياً إضافة أخرى أنه البرنامج الوحيد الذى كرر فقراته و«فورماته» طوال هذه السنوات دون تطوير، الأمر الذى قد يرشحه وبجدارة إلى جائزة موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وهو ما برره القائمون على البرنامج عبر موقعه الإلكترونى بأنه نتاج «خلطة صحفية لا يعرفها إلا من يديرونه»، حتى عندما يتجرأ البعض على السؤال عبر الموقع عن الفارق بين ما يقدمه «صباح الخير يا مصر» عن البرامج الليلية فإن الإجابة تحمل قدراً كبيراً من الاندهاش: «الفرق فى نوعية المشاهد.. مزاج اللى بيتفرج الصبح غير مزاج اللى بيتفرج بالليل».