«الربو الشعبى وحساسية الشعب الهوائية يعدان شيئاً واحداً، فلا داعى للقلق»، بهذه المقولة يطمئن أ. د محمد عوض تاج الدين، وزير الصحة السابق رئيس الجمعية المصرية لأمراض الصدر خلال المؤتمر العشرين للاحتفال باليوم السنوى للربو الشعبى. يعرف د. تاج الدين الحساسية، قائلاً: «إنها حساسية الجسم الذى يتفاعل بصورة غير طبيعية مع المؤثرات الطبيعية مما يؤدى للأرتكاريا»، هذه المؤثرات ممكن أن تكون فى أطعمة معينة، مواد استنشاقية، أتربة، دخان، ومعطرات. أما عن مسببات الحساسية، يقول د. تاج الدين إن بعض الأطعمة مثل السمك، البيض، الفراولة، المانجو، المكسرات وخاصة الفول السودانى تسبب لبعض الأشخاص الحساسية وبالتالى يجب الامتناع عن تناول تللك الأطعمة إذا كان المريض مصاباً بحساسية، هذا بالإضافة إلى أن هناك بعض الأدوية التى تسبب مشاكل للجهاز التنفسى، فمادة الأسبرين -على سبيل المثال- يمكن أن تؤدى للحساسية لبعض الأشخاص. ويحذر د. محمد عوض تاج الدين من أضرار التدخين وآثارها السلبية التى تسبب حساسية الصدر، قائلاً إن التدخين عامل خطير ومؤثر فى الصغار والكبار، فالتدخين السلبى للصغار من الوالدين أو كليهما يؤدى لزيادة نسبة الحساسية. عن ارتفاع نسبة مرضى الربو الشعبى، يقول أ. د هشام طراف، أستاذ أمراض الباطنة والحساسية بجامعة القاهرة رئيس المؤتمر، إن نسبة الربو فى الأطفال وصلت ل10%، أما فى الكبار، فقد وصلت ل7-8%، فى حين أن نسبتها كانت 1% فقط عام 1977 عندما كان تعداد السكان 27 مليون نسمة، ويضيف قائلاً: إن انتشار المرض مستمر فى جميع دول العالم ولكنه يزداد أكثر فى مصر لأسباب عديدة تشمل الفيروسات، التلوث البيئى، الفهم الخاطئ لطبيعة المرض، وانعدام الوعى لكيفية العلاج وطرق الوقاية. وينصح د. هشام مريض الربو بضرورة السيطرة على المرض من خلال أخذ مضادات للربو وموسعات للشعب الهوائية وليس مسكنات، فالمسكنات لا تعالج الحساسية ولذلك على المريض أن يتابع مع طبيب متخصص ليشخص الحالة ومن ثم يعطى العلاج المناسب. يوضح د. هشام علامات ظهور المرض، قائلاً إنها تتمثل فى الشعور بالإرهاق السريع، عدم القدرة على القيام بالأعمال العادية نتيجة الشعور بالإنهاك الشديد، صعوبة التنفس، أدوار البرد المتكررة، والإعاقة البدنية، كما يشجع د. هشام مريض الربو قائلاً: يمكنك السيطرة على المرض من خلال العلاج الفعال والوعى بطرق الوقاية والوعى بمسببات المرض النوعية المتمثلة فى الأدوية الخاطئة والبيئية المتمثلة فى الأتربة والفطريات ومعاشرة القطط، ويحذر د. هشام من الشائعات مثل أن الحساسية تختفى عند سن 12، قائلاً إن حالات الربو غير المستقرة إن لم يتم علاجها تزيد وتسبب أزمات ربو شديدة، فلا تنتهى عند سن معينة، وأضاف أن نسبة حدوث المرض تصل من 10% إلى 20% فى سن 13-14 سنة. وعن خطورة مرض الربو، قال أ. د بيرليجى باجياررو، طبيب الصدر والحساسية بجامعة بيسا بإيطاليا رئيس المبادرة العالمية للربو Global Initiative for Asthma Mediterranean (GINA MED )، إنه يعد من الأمراض المزمنة الخطيرة التى تنتشر الآن بسرعة هائلة فى العالم خاصة فى الشرق الأوسط نتيجة التلوث الزائد، عدم ممارسة الرياضة، الجهل، والعادات اليومية الخاطئة، ولذلك فهذه المبادرة تدعو لضرورة تطبيق إرشادات مكافحة الربو للتحكم الكامل به، ويوضح د. بيرليجى مؤشرات المرض وهى السعال، وضيق الصدر، والشعور بالاختناق ويقول إنه مرض يسهل علاجه ولكن مع المدخنين أو المتعرضين للدخان، يصعب بشدة علاجهم، ويطمئن د. بيرليجى مرضى الربو، قائلاً إن انتشار المرض لا يعنى أبداً أنه مسبب للوفاة، وينهى د. بيرليجى كلامه بكلمة تشجيعية لمريض الربو، قائلاً: «من حقك أن تعيش حياة طبيعية وتتحكم جيداً بمرضك».